أخبار البلد - لم يغادر المرض منذ عقود جسد الاشقاء روان 13 عاما، وعبدالرحمن 12 عاما، وسامر 5 اعوام ، ووليد 3 أعوام ليحيلهم إلى أَكِفَّاء لا يرون سوى الذكريات مهددا حياتهم بمزيد من الألم والشقاء حال تأخر العلاج لفترة أطول وفقا لوالدتهم.
في منزل مليء بالحرمان في جبل الاميرة رحمة بالزرقاء تعيش عائلة الأربعيني محمد سالم والد الاطفال الاربعة المصابين بمرض سرطان شبكية العين، وقد احتلت اسرتهم القديمة غرفة المعيشة الضيقة لتصبح بمثابة جزء من حياتهم، فهم لا يفارقونها، بل لا يستطيعون الانتقال من غرفة لأخرى، إلا بمساعدة من والديهم فبعضهم لا يرى النور عقب استئصال احدى او كلتا عينيه ووضع مكانها عين زجاجية.
باسمة امين وهي والدتهم تروي بداية معاناة ابنائها مع أعراض المرض التي ظهرت قبل 10 أعوام على شكل آلام حادة وثقل في عين طفليها روان وعبد الرحمن، تلا ذلك عدم مقدرتهم على الرؤية بشكل واضح، ورغم أن التشخيص الطبي الاولي لم يظهر إصابتهما بأي مرض غير عادي إلا أن عرضهما على اختصاصي أمراض العيون أكد إصابتهما بمرض "سرطان شبكية العين" وحاجتهما إلى علاج فوري.
وتضيف الام ان الدخل المادي المحدود لزوجها بالكاد يكفي لسد الاحتياجات اليومية للأسرة، إضافة إلى عدم شمول ابنائها بالتأمين الصحي، كل ذلك ساهم في الحيلولة دون توفير فرصة سريعة لعلاج طفليها، حيث كانت حالتهما الصحية تتطلب إجراء فحوصات طبية متواصلة، وتحاليل مخبرية وصور أشعة لمرات عديدة، وبتكلفة تفوق قدرته المالية بشكل كبير، إلى أن استطاع الأب الحصول على إعفاء من الديوان الملكي لعلاجهما في مركز صحي متخصص خارج المملكة وتم استبدال عينهما بعين زجاجية على أن يتم تغييرها كل ستة اشهر.
ولم تكد الاسرة تستفيق من صدمتها حتى أصيبت بصدمة اشد وطأة وأكثر إيلاما مع ظهور أعراض مماثلة للمرض على ابنيهما سامر ووليد لتبدأ رحلة مليئة بالشقاء من مستشفى لآخر، وتضيف الام "لم أكد أفيق من صدمتي وفجيعتي بروان وعبد الرحمن حتى ظهرت اعراض مماثلة على وليد وسامر إلى أن تم تأكيد اصابتهما بذات المرض ليصبح أبنائي الاربعة مصابون بسرطان شبكية العين ومهددين بالعمى لان علاجهم الوحيد هو استبدال العين المصابة بأخرى زجاجية.
وتم شمول الاشقاء الاربعة بإعفاء من الديوان الملكي للعلاج في مركز الحسين للسرطان بيد أن العيون الزجاجية التي يتم تغييرها كل 6 اشهر لا تناسب الاطفال حسبما تؤكد الأم حيث تسقط من مكانها ما يسبب حرجا للأطفال امام أقرانهم.
وتضيف أن الأطباء أخبروها بـ "بإمكانية توفر عيون زجاجية لأبنائها في الخارج، حيث لا تتوفر انواع جيدة حاليا في المملكة".
ويحمل الاشقاء الاربعة تقارير طبية من مركز الحسين للسرطان تؤكد إصابتهم بمرض شبكية العين وحاجتهم إلى المتابعة الطبية والعلاج في المركز.
وبعد سلسلة المصاعب المتعلقة بالأطفال الاربعة، جاء مرض رب الاسرة بمرض مزمن ليزيد من سوء الأوضاع المعيشية لهذه العائلة المنكوبة، حيث اقعده المرض منذ 6 اعوام عن العمل كسائق في احدى المؤسسات الخاصة، ولا يجد في كثير من الأحيان ثمن الأدوية والعلاجات.
كما يحمل الاب تقارير طبية تؤكد إصابته بأمراض عدة وحاجته إلى العلاج المستمر.وتتقاضى الأسرة معونة وطنية متكررة 144 دينارا شهريا يذهب نصفها لتسديد اجرة المنزل وفواتير المياه والكهرباء ولا يكاد يكفي ما يبقى لتغطية ثمن الخبز اليومي للعائلة، في حين لا تجد الأسرة ما تقتات عليه وقت الإفطار في كثير من الأيام.
بيد أن الام والزوجة الصابرة تثق بقدرة الله في تسيير أقدام أهل الخير بين الفينة والأخرى ليطرقوا باب منزلهم ويقدموا لهم المساعدة لتأمين قوت العائلة اليومي.
وبالرغم من ذلك تشعر بالتفاؤل وتتمنى أن تجد من يمد لها المساعدة في تأمين سكن كريم ومساعدة زوجها على إنشاء مشروع يدر عليهم دخلا كافيا.