أخبار البلد - لقد أشبعنا راشقو الحجارة ومن وراءهم بهجوماتهم اللفظية بقصد الحفاظ على أمن واستقرار الأردن وأوسعونا "تحميلة جمايل" لي وأمثالي بأنه يجب أن نكون من الشاكرين الحامدين لأن وضعنا في الأردن لا يوجد مثيل له ولا حتى في المجموعة الشمسية كاملة .... بل ولربما خشي بعضهم من أن يصرح أنه يخاف من سكان المريخ أو زحل أن "يطرقونا "عين من النوع الخارق الحارق المتفجر لأن سكان مجرة درب التبانة لم يمر عليهم مثل الحالة الأردنية فالكل في أمان والكل يشعر بالاستقرار والكل عنده منحة من التربية أو مكرمة جيش أو مكرمة ديوان والكل عنده تأمين إما من الجامعة الأردنية أو المدينة الطبية ومن لا يعجبه يتم تحويله مباشرة للمستشفيات الخاصة بتغطية شاملة والكل يدفع فاتورة الكهرباء وفاتورة الماء كاملة ولا يوجد في بعض المناطق أي أحد يجرؤ أي يطلق النار بالكلاشينات على موظفي الكهرباء وسلطة المياه عند تحصيل الفواتير أو قراءة العدادات. فهؤلاء الأردنيون (الذين يمشون أو يقودون دراجاتهم في الشارع بعض الاحيان بالمسدسات) يدفعون فواتير الماء الواصل لمزارع الموز بالتمام والكمال وإذا ما جرؤ أحدهم واعتدى على أملاك الدولة العتيدة (مثل الماء والكهرباء) فإن قوات الدرك لهم بالمرصاد ولله الحمد. وبعض المناطق المتاخمة لعمان لا يوجد فيها تهريب أسلحة بتاتا ولله الحمد ولا يوجد ناس واصلين أولادهم يعينون في مؤسسة الضمان قبل سنوات برواتب عجيبة ولله الحمد وبعض المسؤولين قبل سنوات لم تصل رواتبهم (أو بالأدق مجمل ما يتقاضون شهريا) في مؤسسة الضمان إلى ما يزيد على 25 ألف دينار في الشهر فهذه كلها إشاعات مغرضة لا ينشرها إلا الحاسدون.
فنحن في الأردن قد أكرمنا الله الكريم أيضا بأنه لا يوجد عندنا سرقة للأموال العامة فخصخصة البوتاس والفوسفات ورخصة إحدى شركات الاتصالات (على سبيل المثال لا الحصر) سوف تدر لبنا وعسلا على الأردنيين وأولادهم وأحفاد أحفادهم وربما إلى يوم الدين . وقبل هذا بسنوات ولله الحمد لم يكن عندنا رئيس وزراء يستخدم الطائرات الوطنية لنقل الفواكه من مزارعه الخاصة إلى أوروبا ليربح الملايين ولم يدفع المستحقات حتى لحظة كتابة هذا المقال ... والحق يقال أخشى إن أتممت ما ننعم به في الأردن من عظائم الميزات والخيرات حقيقة أن يصيبنا الخليجيون أو السعوديون أو باقي العرب بالعين ... ولعلي أصرح أن أخوف ما أخاف منه هو طرقة عين اليابانيين يليهم السنغافوريون فالسويديون فهؤلاء يسعون منذ عشرات السنيين للوصول إلى ربع ما وصلنا له في الأردن ولم يفلحوا. لأنني لا أستطيع تخيل دهشتهم حين يطلعون على مقدار الروعة في البنية التحتية والتي أكرمتنا بها الأمانة فهم ليس عندهم مثل أبطالنا (فلان) حينما أوصى خلفه (علتان) وقال له "رزقتك في الزفته...!!!" وليس عندهم مثل (فلان الثاني) والذي كانت بعض عمولاته لتسهيل ترخيص مشروع اشتراطه لأخذ قطعة أرض قد يصل ثمنها إلى 200 ألف دينار (للعلم فقط صاحبة الأرض من قريباتي!!!) وليس عندهم مثل (علان) الذي كان يحول العطاءات إلى مكتب زوجته!!! لذلك يحسدنا الأوروبيون واليابانيون فهم لم يتمكنوا من إيجاد هؤلاء الأفذاذ في مجتمعاتهم بعد. وهم كذلك يحسدوننا بل وربما يحقدون علينا لأن بُعد النظر عند رؤساء حكوماتنا لا يوجد له نظير في تاريخهم فأين ستجد بُعد نظر مثل الذي يقوم به رئيس حكومة حين يعين شخصا رسب في الانتخابات النيابية في واحدة من أكثر الوزارات حساسية !! (أهله وعشيرته وإخوانه وأقرباؤه وأنسباؤه قالوا له بالبنط العريض...لا نريييييييييييييييييييييدك فقرروا ترسيبه في الانتخابات) ومع ذلك فإن بُعد النظر لدى رئيس تلك الحكومة أبعد بكثير من قصر النظر لدى هؤلاء المساكين الذين لم يعرفوا بعد قيمة ابنهم!!!
أرجع إلى أحبتي راشقي الحجارة ومن أيّدهم فيما بعد: لقد هاجمتم كل من طالب بالإصلاح ومحاربة الفاسدين بأنهم قد دمروا أمن البلد لأنهم أغلقوا الشريان الحيوي وهو دوار الداخلية واتهمتم نواياهم المستقبلية (مع أنه بحدود ما أعلم فإنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى) وجزمتم بنيتهم السيطرة على البلد وحكم البلد وما إلى ذلك مع أن كثيرا من مطالبهم تصب في مصلحتكم ومصلحة أولادكم لذلك فإن سؤالي لكم بالتحديد هو:
كلنا يعرف أن أحد الاشخاص الرئيسيين الذين صدر فيهم الحكم في قضية المصفاة والتي وصلت تهمة الفساد فيها إلى ما يزيد على المليار قد أصبح وبشكل فجائي بحاجة إلى علاج لا يتوفر في بلد كلكم يفخر ويفاخر بأنه من أكثر دول العالم العربي تقدما في الطب وبتسارع عجيب أيضا يتم التوقيع على السماح له بمغادرة البلاد بضمانات عجيبة ثم نفاجأ في بعض وسائل الإعلام تنشر روايات ومشاهدات تؤكد رؤيته في أفخم فنادق لندن مع عائلته يستمتع بغذاء أو عشاء فاخر (مع أنه غادرنا حسب الرواية الرسمية للعلاج الطارئ في أمريكا!!!) وعلى قول المصريين "إبأى آبلني" إذا برجعلك!!!
سؤالي لماذا لم نر من الأحرار راشقي الحجارة ومن وراءهم من يهاجم الحكومة لتساهلها بالسماح بالسفر للمحكومين بالسجن خارج البلاد ولماذا لم نر من يهدد بإسقاط الحكومة إذا لم تقم بقبول لجنة محايدة من خارج الحكومة لتحقق في قضية السماح بالسفر لهذا المسجون الخطير على أمن البلد !!!! لقد أقمتم الدنيا ولم تقعدوها لأن مجموعة من الأردنيين الأحرار تسببت (بزعمكم) بإغلاق شارع في عمان بينما لم تهتز لكم شعرة في أبدانكم (على الاقل حتى لحظة كتابة هذه الكلمات فيما أعلم) للسماح لمن له يد طولى في الاعتداء على مئات الملايين من الدنانير التي من المفروض أن تكون استثمارات وطنية ينعم بها أولادكم ويدرسون بها ويتعالجون بها ويسكنون شققهم ويتزوجون ويركبون سياراتهم ... ويحفظهم الله بها من بيع أنفسهم لأجل لقمة العيش؟ هذا مثال واحد من عشرات الأمثلة أردت من خلاله أن أستثير نخوتكم الكامنة والتي استخدمتموها قبل أيام في المكان والتوقيت غير المناسبين فهل من هبّة رجال وغضبة أسود في المكان المناسب والتوقيت المناسب والموضوع المناسب كي أرفع قبعتي أو عقالي احتراما لكم ولا أجرؤ بعدها على انتقادكم بل على العكس سأعلن حبي واحترامي لكم