أخبار البلد - في دارة الحكومة،قبل يومين،وعلى مدى ثلاث ساعات،كان حديث مع رئيس الوزراء،اتسم بالسقف المرتفع،وبتناول القضايا الداخلية والخارجية.
كنا مجموعة من الكتاب الصحفيين،ورئيس الوزراء قال كلاماً متزناً بخصوص جماعة الاخوان المسلمين،ولم ُيحرّض الكتاب الصحفيين على مهاجمة الاخوان المسلمين،كما اوحى البعض،لان تلك ليست مهمته،وذلك ليس دورنا ايضاً،على ماهو مفترض.
البخيت يقول ان الحكومة حاورت الاخوان،وكلما تجاوبت الحكومة مع مطلب للاخوان يتم الخروج بمطلب جديد،مشيراً الى ان آخر ماجرى هو عضوية الاسلاميين في اللجنة،التي استقالوا منها،متسائلا عن الكيفية التي يمكن الاصلاح عبرها اذا لم يكونوا في هكذا لجنة!.
يشعر الرئيس ان الاخوان المسلمين يحاكمون حكومته على اساس النوايا،ويريدون الشارع،دون منح فرصة للحكومة لاثبات صدقيتها في ملف الاصلاح،وان على الاخوان وبقية الجهات الصبر حتى يتم الخروج بقوانين جديدة.
يشير رئيس الحكومة الى ان لجنة الحوار الوطني ستقدم مسودة قانون انتخابات الى حكومته،وهي التي ستتقدم به في صورته النهائية الى مجلس النواب،نافياً ان يكون دور اللجنة الخروج بتوصيات،مؤكداً اهمية ان تلتقي اللجنة المواطنين في المحافظات.
يقول رئيس الحكومة ان البعض يتهمه بالبطء،معتبراً ان هذا الاتهام غير دقيق،وفقاً لكلامه،ومرد الاتهام تيار ناقد معين،مستذكراً محاضرة له في وقت سابق قال فيها ان الاصلاح في الاردن بحاجة الى ثلاثين عاماً،معتبراً ان فترة الثلاين عاماً تعود الى حاجتنا الى بنية اجتماعية تقبل الاصلاح ونتائجه.
غير انه يستذكر من جهة اخرى ان الظروف اليوم اختلفت ولايمكن الركون الى قاعدة الثلاثين عاماً،وان الاصلاح قرار لاعودة عنه في الاردن،وفقاً لمنطوقه،وان عملية الاصلاح ستتم وسنرى نتائجها.
يشرح رئيس الحكومة احداث الداخلية وبكل تفاصيلها،ويكشف انه كان قد زار دوار الداخلية بسيارة دون مرافقات، وبوجود مرافق عسكري واحد معه،وذلك الساعة الثانية عشرة ليلا من ليلة الخميس على الجمعة،وانه مر قرب الدوار لاستطلاع الموقف.
يعتقد رئيس الحكومة ان ذهاب المعتصمين الى دوار الداخلية كان خطأ كبيراً،وكان سيؤدي الى شلل عمان،وغرق البلد في مشاكل كثيرة،مندداً في الوقت ذاته بممارسات حمل السلاح والسكاكين والسيوف،معتبراً ان ذلك غير مقبول ايضاً.
يقول البخيت ان مشكلة الناس هي في استعجالها لمحاربة الفساد،عبر الزج بأي اسم،مشيراً الى ان هناك فساد انطباعي في البلد وليس حقيقياً،كما يتصور الناس،وان الدولة حين تحارب الفساد تحاربه على اساس ادلة،وليس على اساس الظن او الانطباع.
يشير الى ان حكومته بين ايديها قضايا فيها شبهة فساد،وستحال الى اللجنة العليا التي اسستها الحكومة من اجل تقرير ما اذا كان فيها فساد،حقاً،من اجل ان تحال لهيئة مكافحة الفساد او لاتحال.
يستذكر رئيس الحكومة بداياته،فيقول ان ساعته «الرادو» مازالت في يده منذ ثلاثين عاماً،وان جهاز الخلوي الذي يستخدمه منذ عشر سنين،مازال كما هو،وحتى مشطه الشخصي،مازال معه منذ ثلاثين عاماً،في معرض الحديث عن ان ليس كل مسؤول فاسد كما يظن الناس.
يقول الرئيس ان قانون البلديات الجديد سيكون جيداً،وقد تتم العودة الى بعض مزايا القانون القديم،بخصوص انتخابات البلديات في المحافظات،وان نتائج دراسة دمج البلديات ستقدم اليه قريباً،بالاضافة الى وجود توجه بتعيين مدير تنفيذي لكل بلدية
بشأن عمان يكشف رئيس الحكومة عدم وجود توجه لانتخاب امين عمان،وان موقع امين عمان سيبقى خاضعاً للتعيين،وقد يصبح انتخاب الاعضاء قاعدة لكل اعضاء مجلس الامانة بدلا من نصفهم.
يتم الحديث عن وضع امانة عمان وديونها وتفاصيل وضعها المالي وماتواجهه من تحديات على هذا الصعيد تحديداً.
يبدو رئيس الحكومة في اللقاء قوياً،غير ان وقع الظروف وتداعيات الاحداث الداخلية والخارجية،تترك اثراً عليه بطبيعة الحال،فيما يبدو الملف الاقتصادي الاكثر ضغطا على حكومته.
لايقبل رئيس الحكومة اشارات ناقدة لاداء حكومة الرفاعي في الجلسة،ولحكومات سابقة،معتبراً انه كرئيس حكومة ليس مع هذه المدرسة التي تأكل فيها كل حكومة جديدة سابقاتها.
تستشف ان توتر الدولة من الحراكات مرده ليس الحراكات ولا حتى اغلب شعاراتها،بقدر وجود اطراف تريد جر الحراكات الى نقطة التفجير،ووضع البلد امام مأزق يدفع فيه الجميع الثمن.
البخيت تطرق الى العلاقات مع مصر وسوريا،والموقف من اسرائيل،وقضايا اخرى عديدة،داخلية وخارجية،وقال كلاماً صريحاً،بين الاشارة والتلميح،في توقيت حساس،بعد جمعة الداخلية الشهيرة.