اخبار البلد ـ وكالات: اضطرت قوات المعارضة للتقهقر بسرعة باتجاه الشرق امس الاربعاء متخلية عن أراض وعدة بلدات نفطية بنفس السرعة التي استولت عليها بعد أن شنت قوات معمر القذافي هجمات مكثفة بالصوايخ والمدفعية على المعارضين المسلحين بأسلحة خفيفة.
وبمساعدة غارات جوية غربية تمكن المعارضون من تحقيق مكاسب ميدانية خلال يومين وسيطروا على اراض تمتد على الساحل بطول أكثر من 200 كيلومتر واستولوا على مرافئ نفطية استراتيجية. لكن المعارضين تقهقروا وتخلوا الآن عن مكاسبهم لقوات القذافي الأفضل تسليحا.
وسوف يثير فشل المعارضين في التمسك بالأراضي التي سيطروا عليها والضغط على القذافي رغم أكثر من عشرة أيام من الغارات الجوية بقيادة الغرب قلق الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى تريد أن ترى رحيل الزعيم الليبي.
وتدفقت المئات من السيارات والشاحنات الصغيرة التابعة للمعارضين وعليها مدافع آلية مسرعة الى الشرق من البريقة في حالة من الارتباك باتجاه اجدابيا التي استولى عليها المعارضون بعد خمسة ايام من القتال مع قوات القذافي حتى بعد بدء الغارات الجوية.
وقصفت القوات الموالية لنظام معمر القذافي الاربعاء مجددا مصراتة (شرق طرابلس) بالمدفعية والصواريخ، وذلك غداة هجوم دام اسفر عن 18 قتيلا بحسب متحدث باسم الثوار وطبيب في مصراتة.
وقال شاهد عيان من رويترز إن عائلات ليبية فرت من بلدة اجدابيا في شرق ليبيا امس الاربعاء نحو بنغازي الى الشرق حيث دفعت هجمات قوات الزعيم الليبي معمر القذافي مقاتلي المعارضة المسلحة الى التقهقر في ذعر.
جاء ذلك فيما غادر وزير الخارجية الليبي موسى كوسا بعيد ظهر الاربعاء تونس متوجها الى لندن بعد 'زيارة خاصة' لتونس، بحسب مصدر رسمي.
وقالت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية ان كوسا غادر 'بعد ظهر الاربعاء مطار جربة جرجيس الدولي في اتجاه لندن على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية السويسرية'.
من جانبها اعلنت بلجيكا التي تشارك في التحالف الدولي المكلف حماية المدنيين الليبيين من هجمات العقيد معمر القذافي، الاربعاء رفضها فكرة تسليح الثوار الليبيين الذين يقاتلون قواته، وذلك في تناقض واضح مع موقفي فرنسا وبريطانيا اللتين لم تستبعدا هذا الخيار.
وحذرت إيطاليا امس من أن تسليح الثوار الليبيين المعارضين للعقيد معمر القذافي سيحدث انشقاقاً في صفوف المجتمع الدولي.
ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية موريزيو مساري قوله إن 'تسليح الثوار سيكون إجراءً مثيراً للجدل، وإجراءً متطرفاً سيؤدي بالطبع إلى انقسام في المجتمع الدولي'.
وقال رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي مايك روجرز امس الأربعاء انه يعارض تزويد مقاتلي المعارضة المسلحة الذين يقاتلون الزعيم الليبي معمر القذافي بالسلاح 'في الوقت الراهن'. وأعلنت الحكومة الألمانية أن تسليح الثوار الليبيين مسألة غير مطروحة بالنسبة لها الآن.
وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، كريستوف شتيجمانس، امس في برلين إن الحكومة الألمانية لن تنشغل بمثل هذه 'القضايا الافتراضية'. يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تستبعدا توريد أسلحة للثوار في ليبيا.
من جهة اخرى ندد معارضون ليبيون امام النيابة الفدرالية البلجيكية بعمليات نقل اموال مشبوهة من حساب مصرفي بلجيكي فتحه مقربون من الزعيم الليبي معمر القذافي، كما ذكرت مجلة لو فيف- لكسبرس البلجيكية الاسبوعية على موقعها الالكتروني الاربعاء.
واوضحت المجلة ان هؤلاء المعارضين المقيمين في بلجيكا 'مقتنعون' بان 'مبالغ مالية كبيرة' تم تحويلها من هذا الحساب البلجيكي الى مصارف في دول افريقية في الايام التي سبقت تبني قرار مجلس الامن 1973 الذي يفرض تجميدا على ارصدة واصول النظام الليبي. (تفاصيل ص 6 و7)