قالت صحيفة التلغراف البريطانية في عددها الصادر اليوم: إن سيطرة تنظيم "الدولة" على الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق، يمثل تحدياً لجهود إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التي لا يبدو أنها كانت كافية في ملاحقة التنظيم، بعد أن أظهر قدراً كبيراً في التكيف مع الضربات الجوية التي تقودها واشنطن ضده في كل من العراق وسوريا.
ووصفت سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار (غربي العراق)، بأنها ضربة قاسية لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقالت الصحيفة: إن سيطرة تنظيم "الدولة" على الرمادي؛ يمثل أكبر انتصار للتنظيم منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام، كما أنه أسوأ انتكاسة تواجهها حكومة بغداد.
وتشير التلغراف إلى بيان للتنظيم نشر ليلة أمس على مواقع تابعة له، جاء فيه: "لقد مكن الله جنود الخلافة من تطهير كلِ الرمادي"، ليؤكد المتحدث باسم محافظة الأنبار تلك الأنباء بالقول: "نعم لقد سقطت الرمادي".
الهجوم على مركز محافظة الأنبار في الرمادي وفقاً للتلغراف، بدأ الجمعة، بشن هجمات بسيارات مفخخة على مركز المدينة، الأمر الذي أدى إلى فرار الآلاف من السكان المذعورين، عقب سيطرته على مبان حكومية، ودعوته للسكان للبقاء في منازلهم عبر مكبرات الصوت.
وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون على الإنترنت، قوات عراقية وهي تنسحب مسرعة من داخل المدينة، كانت تحمل المئات من أفراد القوات العراقية، تركت مواقعها وفرت عقب المواجهات مع تنظيم "الدولة".
ونقلت التلغراف عن أحد سكان الرمادي قوله: "إن الجيش هرب، الجيش ذاب، لا يوجد أحد هنا للدفاع عن المدينة".
من ناحيته قال طه عبد الغني، عضو مجلس المحافظة: إنه تم ترتيب الانسحاب "لمنع وقوع عدد أكبر من الضحايا، هناك نحو 500 شخص قتلوا، سواء من المدنيين أو العسكريين".
الولايات المتحدة سعت للتهوين من أمر ما جرى في الرمادي، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن واشنطن ستدعم خيارات القوات العراقية في التعامل مع ما جرى بالرمادي.
السفير الأمريكي في العراق، جون ستيوارت، قال في لقاء مع مسؤولين عراقيين سنة من الأنبار: إن حكومته ستواصل حملتها الجوية ضد عناصر التنظيم، أما بشأن دخول عناصر الحشد الشعبي إلى الأنبار، أكد السفير الأمريكي للمسؤولين السنة: إن بلاده لا تمانع من دخول الحشد إلى الأنبار؛ شريطة أن تكون منضوية تحت راية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حتى لا يتكرر ما وقع من انتهاكات في صلاح الدين.