بعد أكثر من عقدين قضاهما في مجلس العموم البريطاني ممثلاً لمنطقة "غرب برادفورد"، خسر النائب البريطاني المعروف، جورج غالاوي، مقعده في المجلس بعد أن حاز 8557 صوتاً فقط، مقابل أكثر من 19 ألف صوت لمنافسته من حزب العمال، ناز شاه.
وكان غالاوي من أبرز السياسيين البريطانيين وأشهرهم في الساحة العربية؛ وذلك لكثرة تصريحاته فيما يخص الشرق الأوسط. في الوقت الذي وجّه فيه انتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة للمملكة العربية السعودية، على خلفية عملية "عاصفة الحزم" التي خاضتها ضد التمدد الحوثي في اليمن، كما عرف بمواقفه الداعمة لـ"حزب الله" اللبناني وتبريره لجرائم نظام "الأسد" في سوريا.
وبحسب رصد "الخليج أونلاين" تبيّن أن غالاوي مقرّب من حلفاء إيران في الشرق الأوسط والإعلام المساند له، إذ يقدم برنامجه الحواري الخاص بشكل دوري على قناة "الميادين" اللبنانية المقربة من "حزب الله".
من ناحية أخرى سُجلت في السابق مواقف واضحة لغالاوي مثل مناهضة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، ودعمه للنضال الفلسطيني، كما كانت له مشاركات في قوافل كسر الحصار على قطاع غزة.
في حين أن خسارة غالاوي كانت الحدث الأبرز بالنسبة لمتابعي الانتخابات البريطانية من العرب، إلا أنه بالنسبة للبريطانيين كان فوز ميهري بلاك الأسكتلندية ابنة الـ20 عاماً هو الحدث الأبرز في السباق الانتخابي. فبحسب صحيفة "التايم" الأمريكية فإن ميهري بلاك تعتبر أصغر نائبة في مجلس العموم البريطاني منذ 350 عاماً، وهي تدرس العلوم السياسية في جامعة أسكتلندية.
وبفوزها ستمثل "بلاك" الحزب الوطني الأسكتلندي، إذ تفوقت على النائب المخضرم ووزير الخارجية في حكومة العمّال، دوغلاس ألكسندر، بفارق يفوق الـ6000 صوت. وتعتبر هذه الهزيمة ساحقة بالنسبة لألكسندر النائب المعروف، الذي فاز في المقعد بالانتخابات السابقة بفارق يزيد على 16 ألف صوت عن منافسه في ذلك الوقت.
يذكر أنه بعد فرز 90% من الأصوات بالانتخابات البريطانية تبيّن أن رئيس الوزراء الحالي، ديفيد كاميرون، فاز فوزاً ساحقاً. وبحسب النتائج النهائية التي نشرتها قناة "بي بي سي" البريطانية، ظهر الجمعة، تأكد فوز حزب المحافظين بقيادة كاميرون بأغلبية المقاعد بواقع 326 مقعداً، في حين يستمر فرز الأصوات.
بالمقابل أعرب زعيم الحزب المنافس، إد ميليباند، عن خيبة أمله وأمل حزب العمال من النتائج الحالية، خاصة من نتائج الانتخابات في أسكتلندا حيث تفوق الحزب الوطني الأسكتلندي على حزب العمال. وبحسب ما ورد عن قناة "بي بي سي" ظهر اليوم، فإن "ميليباند" أعلن عن نيّته الاستقالة من رئاسة حزب العمال بعد خسارته.
من ناحية أخرى، يرى مراقبون أنه على الرغم من فوز كاميرون إلا أن تغييرات هامة طرأت على تركيبة مجلس العموم على خلفية قضية انفصال أسكتلندا. فقد حصل الحزب الوطني الأسكتلندي على 58 مقعداً، وهو ما يعتبر ارتفاعاً حاداً مقارنة بالانتخابات السابقة التي حاز فيها 6 مقاعد فقط.
وعليه يتوقع مراقبون أن تطفو قضية انفصال أسكتلندا أو استقلالها عن المملكة المتحدة مرة أخرى خلال السنوات القادمة عن طريق استفتاء جديد. ويستند هذا التقدير على نتائج الانتخابات الحالية التي بيّنت زيادة نفوذ الحزب الوطني الأسكتلندي وصيته، الذي دعم الانفصال ونشط في الشارع الأسكتلندي لحث الناس على التصويت بالاستفتاء العام لجانب الاستقلال.
ويذكر أن ملايين المواطنين البريطانيين توجّهوا لصناديق الاقتراع يوم أمس الخميس للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات البريطانية العامة، في 50 ألف نقطة اقتراع في أرجاء المملكة المتحدة، وبلغت نسبة التصويت هذه المرة 70%، مسجّلة ارتفاعاً بمقدار 5% عن انتخابات 2010.