غابت صاحبة البيت، بيد ان كل شيء فيه ينطق باسمها. وتحول، دون اذن منها، الى مقر لإحدى المليشيات التي لا تقدر الفن وأهله ولا سيدة ليبيا السابقة.
البيت الواقع في حي "بن عاشور” بوسط العاصمة طرابلس، تتوسطه فور دخولك اليه ” الكنبة” الشهيرة، التي تحمل تمثالاً لحورية تشبه عاشة القذافي، صنعه فنان ايطالي، وقد كسرالوجه.. من الذين لا وجوه لهم، وزادوا بأن قطعوا اصبعاً من اصابعها..
باحة منزل عائشة القذافي الذي غادرته مضطرة اثر حصار العاصمة طرابلس، واسعة، ومبلطة، ما تزال في أفيائها بضعة نخلات ونافورة حائطية ومسكن لاعضاء المليشيا التي تتولى حاليا حراسته.
غادرت عائشة بيتها وهي حامل، قبل حصار الثوار لطرابلس، لتقيم في معقل والدها "باب العزيزية” ، ومن شرفة "البيت الصامد” فيه، ألقت بضعة خطب أخيرة، قبل ان تغادر الى الجزائر مع امها "صفية” واشقائها محمد وهنيبعل في 26 أغسطس العام الماضي. وهناك وضعت ابنتها التي اعطتها اسم امها "صفية”. فيما يزال مصير زوجها العقيد "احميد القذافي” مجهولاً.
على مدخل البيت المكون من اربعة طوابق إفترش سكانه الجدد سجادة تحمل صورة قائد ثورة الفاتح، فغدت مداساً لأرجل غريبة تلج البيت الذي ما كان بمستطاع غريب أن يمر قبالة أسواره العالية.
يضم البيت الفاره صالونات واسعة جداً وحمامات متنوعة بين جاكوزي وعادية، ومسبح فاره داخلي يحمل اسم "كليوبترا”، فضلا عن غرفة ساونا وصالون تجميل ومطابخ متعددة وغرف نوم مجهزة باجهزة اتصال متقدمة. وتنبيء كل تفاصيل البيت بفخامة ابنة "الزعيم”.
الدكتورة عائشة، وهذا هو لقبها، كانت تترأس جمعية باسم "واعتصموا”، اسهمت في اغاثة الكثيرين في ايامها.. في حين أن الملايين من ابناء الشعب الليبي حاليا، لا يجدون من يغيثهم!.
ومن الصدف المثيرة أن قائد المليشيا التي تحتله الان، أقام قبل فترة حفلاً لرفاقه.. باذخاً جداً، في احدى قاعاته، ودعا رهطاً من الذين استحسنوا المكان.. دون أن يدور في خلدهم.. أن البيت الفخم للدكتورة عائشة، ما زال بانتظار ساكنه.