هديل الدسوقي هشّم "بلطجية" اول من امس الجمعة أسنان امرأة اربعينية اثناء اعتدائهم على شباب 24 آذار المعتصمين في ميدان جمال عبد الناصر بالقرب من وزارة الداخلية، في حين قال شهود عيان لـــ"السبيل" إن رجال الدرك كانوا يتعمدون ضرب المحجبات بالهراوات دونا عن غيرهن، ويخلعون غطاء الرأس عنهن.
وقالت المواطنة أم انس لـــ"السبيل" ان رجال الدرك حاصروا السيدات تحت الجسر، وطلبوا اليهن الجلوس والتزام الهدوء، ملوحين بالهراوات مهددين إياهن بالضرب إن لم يمتثلن للأمر.
وفوجئت المحتجات اثناء جلسوهن ببدء "البلطجية" ضرب الحجارة عليهن من الجهة اليمنى للجسر، دون أن يحرك الدرك الواقفين بجانبهن ساكناً لحمايتهن، فيما فتح رجال الدرك عليهن خراطيم المياه من الجانب الآخر، ما دفعهن للهروب تلافيا لإلحاق الأذى بهن، وفق رواية أم أنس.
لكن أم انس تعرضت اثناء هروبها مع السيدات بعد توجيه خراطيم المياه اليهن للإصابة بحجر كبير قذفه احد البلطجية في وجهها، ما أدى الى تهشيم أسنان الفك العلوي الأمامية، واضطر الأطباء الى "تقطيب" شفتها العليا خمس غرز.
تقول أم انس إنها حينما تعرضت للنزف اقترب منها احد رجال الأمن، ومنع رجال الدرك الذين يحملون الهراوات من الاقتراب، منها قائلا لهم: "إنها في حمايتي.. غير أنه أصر على توبيخها قائلا لها: "انتي ما بتستحي على شيبتك شو جابك للاعتصام".
المواطنة ام عبدالله الدبس تعرضت هي الاخرى للضرب بالهراوات من قبل رجال الدرك، بعد وقوعها على الأرض إثر التزاحم الذي حدث، مشيرة لــ"السبيل": "بدلا من أن يمد رجال الدرك لي يد العون انهالوا علي ضرباً بالهراوات، ولم يراعوا حرمتي كامرأة".
والى ذلك أكد شهود عيان ان رجال الدرك كان يتعمدون ضرب النساء المحجبات، دونا عن غيرهن، وقالت إحداهن انها رأت أربعة من رجال الدرك يجتمعون على سيدة ويضربونها بهرواتهم، سارعوا بعدها الى نزع الحجاب عنها، فصرخت باكية: "وينك يا ملك عبدالله.. وينك يا ملك عبدالله".
وأشار شهود الى أن الدرك كان يتعمد وقت هجومه على المعتصمين في ميدان عبد الناصر خلع غطاء الوجه عن بعض المشاركات، لافتين الى أن ضرب السيدات من قبل رجال الدرك اقتصر على مناطق الظهر والقدمين فقط.
أما تقى زغول التي أصابها الفزع من هول ما رأت، وعدم مراعاة حرمة السيدات والاعتداء عليهن بالضرب المبرح من قبل رجال الدرك، فتساءلت: "أين الشرطة النسائية، إن كان لا بد من الاعتداء على المشاركات"، مشيرة الى أنها ما كانت تتخيل في يوم من الايام أن ترى احدا من رجال الشرطة يعتدون على النساء بالضرب.
وقالت: "والدتي "وقعت" على الارض اثناء تزاحم المعتصمين الفارين من ملاحقة البلطجية ورجال الدرك"، وكانت تحمل طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره الاربع سنوات، تناوله احد شباب 24 آذار لحمايته، وعلى الفور سلمه لرجال الامن ليتحملوا مسوؤليته ويبحثوا عن ذويه".
وحينما جرى فض الاعتصام أعاد رجال الامن الطفل لذويه بعد تحريهم عن أهله، وفق الزغول، مشيرة الى أن شباب 24 آذار طوقوا النساء ساعة الهجوم، وحاولوا حمايتهن بأجسادهم غير ان الدرك فرقهم ليصل الى النساء ويتعرض لهن بالضرب والاهانة.
ودعت السيدات الى تشكيل لجنة تحقيق للتعرف على شخصيات المعتدين من رجال الدرك على المشاركات في الاعتصام لمحاكمتهم، بحسب تأكيدات كل من أم انس، وأم عبدالله، والزغول.
وأوضحن: "يجب على القضاء العادل أن يأخذ مجراه بحق المعتدين من رجال الدرك على السيدات، لأمرين: الأول "إن ما جرى خرق للأعراف الاردنية في صون المرأة وتقديرها"، والثاني إنه "تعد بالضرب على مشاركات لم يقدمن على أي عمل يشكل جناية"، مؤكدات عدم تنازلهن عن حقوقهن، داعيات لجان حقوق المرأة الى الاستماع الى شهاداتهن وانصافهن من الاعتداء الغاشم عليهن.
من جهة أخرى أكد المهندس الزراعي عبد الكريم القضاة تعرضه الى الضرب على ايدي قوات الدرك.
القضاة قال ان اثنان من قوات الدرك اعتدوا عليه بالضرب اثناء فض الاعتصام بالقوة ما أدى الى كشر نظارته ودخول الزجاج الى عينيه الى جانب اصابته بجرح قطعية في شفتيه، وجروح ورضوض في كتفه.