السيسي يبحث عن «أنبوبة أوكسجين» لمستقبله في شرم الشيخ… والبطالة تزداد ومعدلات التنمية تتراجع

السيسي يبحث عن «أنبوبة أوكسجين» لمستقبله في شرم الشيخ… والبطالة تزداد ومعدلات التنمية تتراجع
أخبار البلد -  

أخبار البلد - حسام عبد البصير

إلى حد كبير أصبحت مصر الآن تشبه جسداً توقفت رئتاه عن العمل، نتيجة لضعف عضلة القلب عن الخفقان، ما جعل الأطراف تعاني مواتاً يبدو حاله على الأطباء جلياً، كما أن الأسباب التي وصلت بالبلد العربي الأكبر لهذا المستوى من الضعف جلية للجميع، بمن فيهم رموز النظام الذي بني على أطلال دولة الإخوان المسلمين.
فقد ورث الرئيس السيسي شبه دولة، فقد سرق مبارك ونظامه «الكحل من العين»، ولم يترك للسيسي من أدوات القوة سوى تاريخ غابر. أما الحاضر فينبئ عن كارثة مروعة، فالبطالة تزداد، ومعدلات التنمية تتراجع ومصادر الدخل تنضب، خاصة السياحة التي كانت العماد الرئيسي للدخل. كما أن حال السواد الأعظم من المواطنين لا تخطئه العين. اما الحرب على الارهاب فقد أحرقت الأخضر واليابس، خاصة في سيناء التي تحولت لمدن حرب بين قوتين غير متكافئتين، وعلى الرغم من ذراع الجيش القادرة على البطش، إلا أن «سوس» الأرض لازال له نفس طويل، يشير إلى أن الحرب ستستمر لسنوات. لأجل كل ذلك يبدو السيسي اليوم رغم أصوات ضحايا رابعة وما بعدها هم وذووهم – يبدو ضحية في نظر أنصاره، على الأقل، فقد ظن أن طريق طموحاته لوطنه مفروش بالأزهار وممهد بدعم القدر، لكن الحقائق على الأرض تبدو على عكس ذلك، ولعل هذا هو ما دفعه لأن يقول لمنافسه في الانتخابات الرئاسية حمدين صباحي «ربنا بيحبك»، لأن الرئيس الذي كان قد حطم قلوب عشاقه في ما مضى بات الآن كعاشق لا يملك لمحبوبته سوى أن يهديها الكثير من قصائد الشعر، فيما تبدو هي محتاجة لإنجازات على الأرض. لأجل كل ذلك يمثل مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، الذي بدأت فعالياته أمس فرصة أخيره للرجل، الذي تحاصره المقادير بظرف محلي قاس ووضع إقليمي متقلب المزاج نحوه، ولحظة عالمية تغيب فيها تماماً لغة التعاطف مع مصر، التي أهدت البشرية واحدة من أهم حضاراتها على الإطلاق، لكنها تبدو أخيراً مثل سيدة عجوز تجلس على مقعد متحرك تنتظر أن تشرق الشمس ليطرق بابها من يهديها الحليب والخبز ومواد الطاقة. وها هو مؤتمر شرم الشيخ الفرصة الأخيره للسيسي الذي يسعى لأن ينجز لشعبه ما تعهد به، فهل يمنح ضيوف المؤتمر أنبوبة الأوكسجين التي يحتاجها الرئيس، أم يكتفون بالاستمتاع بإقامة مجانية في المدينة التي بناها مبارك كي تكون جنته الأبدية على الأرض، ثم سرعان ما يغادرون عائدين لبلدانهم من غير أن يشاركوا في محنة المضيف؟ هذا ما ستخبرنا عنه الساعات المقبلة وحتى تشرق الشمس نبقى رهائن صحف بعضها لازال يعيش معظم كتابها في أحلام يقظة، فيما يصرخ الباقون في البرية محذرين من المجهول الذي ينتظر البلاد والعباد وإلى التفاصيل:

أمريكا تآمرت لإفشال المؤتمر الاقتصادي

البداية مع هذا التقرير الذي انفردت به «الوطن» عن مصادر لم تسمها: «كشفت مصادر رسمية رفيعة المستوى، أن بعض الدول التي تلقت دعوات من مصر للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي، الذي يبدأ أعماله اليوم في شرم الشيخ، استجابت لضغوط أمريكية مورست عليها لتخفيض مستوى تمثيلها المشارك في المؤتمر. وأوضحت أن قائمة تلك الدول تضم «بلجيكا وأستونيا ومالطا وليبيريا وكرواتيا»، التي اكتفت بإرسال وفود سفاراتها في القاهرة. وأضافت المصادر أن مصر واجهت محاولات إفشال المؤتمر، عبر خفض التمثيل بإصدار تعليمات لسفرائها حول العالم بتكثيف النشاط لحشد أكبر عدد ممكن من المشاركات رفيعة المستوى. وقال مصدر حكومي أن مشاركة الوفد الأمريكي برئاسة وزير خارجيتها جون كيرى لا تعدوأن تكون أكثر من رحلة سياحية ومباركة للمؤتمر، قائلاً: مشاركة أمريكا مجرد إثبات وجود كضيف شرف، وتابع: أمريكا لم تقدم عرضاً حقيقياً لأي مشروع، وكل ما فعلته هو إعلان شركة «إي بي إم» المتخصصة في مجال الكمبيوتر زيادة حجم استثماراتها في مصر، بالإضافة لشركة «يوني ليفر» التي تعمل في مجالات مختلفة. وقال مسؤول في السفارة الأمريكية في القاهرة، لـ«الوطن»، إن الوفد الاقتصادي الأمريكي وصل إلى شرم الشيخ أمس، ويضم العديد من الشركات الاستثمارية الخاصة، وبعض المسؤولين الحكوميين، بينما يصل كيري، صباح اليوم، ويلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسى والوزير سامح شكري، لبحث عدد من الملفات المشتركة وجهود التحالف في الحرب ضد «داعش» والوضع في ليبيا، والأزمة السورية. من جانبه، قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري سينجح، وإن ذلك دليل على أن مصر بخير وتسير في الاتجاه الصحيح».

مصر تبحث عن آخر فرصة للنجاة

يعتقد كثيرون أن مؤتمر شرم الشيخ ربما كان هو الفرصة الأخيرة للسيسي ونظامه بالكامل في تحدي البقاء، وليس فقط تحدي النجاح، لأن مشكلات الاقتصاد المصري ضخمة بالفعل، كما أن خصوصية مصر تجعل من الأزمة الاقتصادية عنصرا حاسما في مسارها السياسي ومستقبلها، كما يقول رئيس تحرير «المصريون» جمال سلطان: «لا تتحدث عن مليون أو اثنين مليون مواطن يمكن تدبير أمورهم بأي طريق لحين فوات الأزمة أو انتظار الفرج، وإنما تتحدث عن حوالي تسعين مليون إنسان، يحتاجون إلى طعام وشراب ووقود وتعليم وصحة ودواء وسكن وفرص عمل وبنية أساسية وحاجات ضرورية للعيش وأمن داخلي وأمن خارجي. يضيف سلطان: تملك مصر بالفعل فرصا كبيرة للنمو الاقتصادي وللتطور، ومع ذلك فإن كثيرين حتى من المتحمسين للسيسي بدأت الشكوك تنتابهم حول فرص نجاح المؤتمر أو المدى الذي يمكن أن يحققه، والأمر يعود ـ بدرجة كبيرة ـ إلى حال الانقسام الكبير الذي يشهده المجتمع، وما يصاحبه من أعمال عنف وأعمال إرهابية أيضا، وللمرة الأولى في تاريخ مصر يصبح حديث الإعلام والصحافة عن الانفجارات في الشوارع والميادين مادة يومية مثل أخبار الطقس، هذا شيء مخيف جدا ومقلق جدا، لنا نحن أبناء الوطن كما يقول الكاتب، فكيف للمستثمر الأجنبي الذي ندعوه لوضع أمواله هنا والعمل باطمئنان والاستثمار في ربوع مصر، وقد لاحظت أن المقالات والتعليقات وحتى الإشارات التي تصدر عبر شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت أقل حماسا في توقعاتها لما يمكن أن يسفر عنه المؤتمر».

تحقيق الأمن لا يعني إرهاب الناس

لا ينكر منصف حجم العبء الكبير الذي يقع على عاتق مؤسسات الأمن بمختلف تنويعاتها العسكرية والشرطية. فالدولة المصرية بكل مكوناتها تخوض مواجهة حاسمة ضد الإرهاب لكن هل يعني ذلك السماح لأجهزة الأمن أو مؤسسات الدولة بالتهرب من مسؤولياتها تحت شعار «دواعي أمن»؟ الإجابة من وجهة نظر أشرف البربري في «الشروق» هي «لا» كبيرة، لأن الخروج بالبلاد من مأزقها الراهن على كل الأصعدة لن يكون إلا برفع راية التحدي عالية، في مواجهة كل من يحاولون فرض نمط من حياة الخوف والتردد على الوطن. فعندما نرى اتجاه وزارة الداخلية نحو إلغاء مسابقة الدوري العام بعد وقفه لأكثر من 40 يوما، علينا أن ندق جرس الإنذار ونقول إن هذا الاتجاه خطأ كبير، لأن الدولة التي تعقد مؤتمرا دوليا كبيرا لجذب الاستثمارات والمستثمرين، عليها أن تبدي قدرا أكبر من الثقة في قدرتها على فرض الأمن. أما إلغاء مسابقة رياضية والاضطراب في تحديد مكان إقامة مباراة أفريقية، فهي رسالة بالغة السلبية للخارج تتجاوز كثيرا لعبة كرة القدم. يتابع الكاتب: وإذا كان الشعار الذي يرفعه الكثيرون لقطع الطريق على أي تحركات للمعارضة في مصر الآن هو «أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق»، فعلينا أن نحترس قبل أن يقول جمهور كرة القدم «ياريت نحصل سوريا والعراق» لأن سوريا التي تعيش حربا أهلية تنظم مباريات دوري كرة القدم وبحضور جمهور، وكذلك العراق الذي يتمدد فيه تنظيم «داعش» الإرهابي. إذن من غير المقبول وفق رأي البربري وقف مباريات كرة القدم واستمرار غلق محطة مترو أنفاق التحرير، بكل ما يمثله ذلك من أعباء على المواطنين وخسائر للمترو لأن الداخلية تقول إنها لا تستطيع تأمينها، وكذلك إغلاق مدن جامعية لأن الدولة تخشى مظاهرات قلة قليلة».

لا يمكن أن نقيم برلماناً ناجحاً ونحن نكره السياسة

لأننا سنذهب – مهما طال التأجيل أو قصر- إلى انتخابات برلمانية، هي في جوهرها استحقاق سياسي، فإنه لا يجب أبدا أن يجري استحقاق سياسي بعقلية سلطة لا تريد سياسة، وتغذي عبر أجهزة إعلام شعورا عاما بأن السياسة نفسها مشكلة، مع أنها هي الحل!
وقد منحتنا المحكمة الدستورية، كما يقول محمد عبد العزيز في «التحرير» فرصة لنراجع كل شيء، فحين صدر الحكم بعدم دستورية قانون تقسيم الدوائر، يجب ألا نتعامل مع الحكم بمنطق الرأفة، ونقوم بعمليات إصلاح أقرب إلى الترقيع المشهور به الترزية، لكن علينا تحقيق أكبر توافق وطني حقيقى حول قوانين الانتخابات كلها: مجلس النواب، وتقسيم الدوائر، ومباشرة الحقوق السياسية.. لكن الغريب كما يرى الكاتب أنه تم إسناد مهمة إصلاح العوار الدستوري في القوانين إلى اللجنة نفسها التي تسببت في الفاجعة. وهي اللجنة الحكومية نفسها التي أهملت آراء القوى السياسية في القانون الأول، وها هي تجلس الآن في غرفة منعزلة تقرر إصلاح الخطأ الذي ارتكبته، من دون أن تستمع لأحد مجددًا. يضيف الكاتب: علينا أن ندير أوسع نقاش سياسي ممكن، للوصول إلى قانون متوافَق عليه، وإصلاح البيئة التي ستجري فيها الانتخابات، فكيف لا نأخذ في الاعتبار تصريحات واضحة من أحزاب وشخصيات سياسية بعينها أعلنت أن أجهزة سيادية اتصلت بمرشحيها وطلبت منهم الدخول في قائمة محددة، ومن أعلن ذلك هم الآن في هذه القائمة وليسوا خارجها، أو من معارضيها، حتى نعتبر أنهم يضللون الناس لمصالح انتخابية».

شرم الشيخ تزينت فهل من منقذ لمصر؟

وإلى اصوات المتفائلين بنتائج مثمرة للمؤتمر الاقتصادي.. محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام» كان على رأس المنتظرين: «شرم الشيخ تزينت وارتدت أحلى أثوابها انتظارا للحدث الأبرز في العام الحالي.. وجوه يكسوها التفاؤل بغد أفضل تستقبل نخبة رجال السياسة والأعمال والمال من كل أنحاء العالم.. رئيس وحكومة وشعب ينتظرون ثمرة جهد غير مسبوق في تقديم صورة جديدة لأمة تسعى إلى البناء والخير.. يضيف علام بعد ساعات قليلة، ينطلق المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ بمشاركة عشرات الدول والمؤسسات والمنظمات العالمية والقطاع الخاص المصري، ويقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمة الافتتاح، رؤية مصر الاقتصادية والإصلاحات القانونية والتشريعية التي تسهم في جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية، لقد أعدت مصر العدة للمؤتمر منذ أكثر من عام كامل، واستطلعت وجهات نظر المستثمرين في الداخل والخارج بشأن المعوقات التي تحول دون زيادة معدل الاستثمار المباشر، وقامت جهات عدة بدراسات موسعة حول وضع خريطة استثمارية تتوافق مع إمكانات وقدرات مصر، وسيتضح في الأيام الثلاثة للمؤتمر حجم الجهد الكبير في الفترة الماضية، والأهم هو العرض الجيد للمشروعات المطروحة من الحكومة المصرية على المستثمرين، في ظل مشاركة واسعة للمجموعات المالية والشركات العالمية التي تسعى بدورها إلى الاستفادة من الفرص الراهنة. ويستشهد الكاتب بتصريحات الرئيس، يوم الاثنين الماضي في افتتاح مشروعات نفذتها القوات المسلحة «التنمية الشاملة لن تقوم على يد شخص واحد أو مؤسسة واحدة، ولكنها تحتاج إلى تضافر كل الجهود وعمل كل أبناء الشعب المصري في صف واحد، وكل واحد بيحب مصر وبيحب ربنا وبيحب دينه عليه أن يقف بجوار الدولة في بناء مستقبلها».

وجه الشبه بين المنطقة الخضراء
في العراق وشرم الشيخ

ونبقى مع تقييم فرص نجاح المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ وبقدر ما ذهب رئيس تحرير «الاهرام» في تفاؤله إلى ما لايمكن تصديقه، يبدو ممدوح الولي نقيب الصحافيين الأسبق غير متفائل بالمرة، بل يعد متشائماً من أي فرص في نجاح المؤتمر، الذي يشغل بال المصريين في المدن والقرى كافة، على أمل إحراز بعض الثمار.. فلنتأمل أسباب تشاؤم الولي وهو ما عبر عنه في السطور التالية في موقع «مصر العربية»: «المنطقة الخضراء في العراق هي منطقة جغرافية محدودة، قام الاحتلال الأمريكي للعراق بتأمينها عسكريا، وتخصيصها كمقر للسفارة الأمريكية وسفارات الدول الأخرى، واستمرت الحكومات العراقية في استخدامها كمقر للحكومة وللوزارات والجهات الحكومية والبعثات الأجنبية، وها نحن نحول شرم الشيخ إلى منطقة خضراء مصرية، حيث تم تأمينها من قبل قوات الجيش والشرطة بشكل مكثف، قبل انعقاد المؤتمر الاقتصادي، لدرجة منع سياحة المصريين في شرم الشيخ في فترة المؤتمر، ومنح غالبية العمالة المصرية فيها إجازات إجبارية، لحين انتهاء المؤتمر. والسؤال الذي يشغل بال الولي، هل سيقيم المستثمرون الحاضرون للمؤتمر مشروعاتهم المتوقعة في المنطقة الخضراء، أقصد شرم الشيخ، أم في أنحاء البلاد التي يسمعون عن توالي الانفجارات فيها، ويعرفون أن المدرعات منتشرة في شوارعها حاليا؟ ويرى نقيب الصحافيين السابق أن الاستثمار لن يعود إلا إذا تحولت كل مصر إلى مناطق خضراء، ليس بالتأمين الشرطي والعسكري والاعتقالات، وإنما بالتأمين الديمقراطي وعدم الإقصاء وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية، ومحاسبة الفاسدين والقتلة والإرهابيين الحقيقيين».

ثورة السيسي الدينية هل أثمرت شيئاً على الأرض؟

لا شك في أن الدعوة إلى الثورة الدينية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اثارت جدلاً واسعاً ولاقت معارضة واسعة في الشارع السلفي، غير أن وزير الاوقاف يرى أنها ثورة للدين وليست ضد الدين مشدداً في «الأهرام» على أنها قد لاقت استجابة واسعة داخليًا وخارجيا، وألقت بظلالها على مجالات متعددة، فكرية وثقافية وإعلامية وتعليمية. ففي داخل مصر انطلقت استجابات ومؤتمرات وندوات وصالونات ثقافية متعددة، تدرس مفهوم الثورة الدينية ومفهوم التجديد الذي دعا إليه السيد الرئيس في أحاديث متعددة، مما يؤكد إحساسه بعمق الأزمة، وأننا في حاجة ملحة وحقيقية إلى التجديد في الفهم والرؤية، وليس في الشكل والقشور.
ويضيف: «كما ألقت الدعوة بظلالها الوارفة، وآتت أكلها لدى المنتديات الفكرية والثقافية والعلمية والسياسية العالمية بمستشاري وزير الخارجية والداخلية الفرنسيين في وجود السفير خالد عمران مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الثقافية والدينية ويتابع جمعة: سألني مستشار وزير الخارجية الفرنسي عن مفهوم الثورة الدينية، التي دعا إليها الرئيس وعن إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، فأجبته بأن هذه الدعوة أصابت موضعها ووافقت زمانها وأهلها، فتلقيناها على الفور بالقبول والترحاب وعن قناعة تامة، لأنها وافقت ما كان بالنفس كامنًا وأعطت إشارة البدء والحركة الدؤوب لمشروع فكري عملاق بدأت بعض تطبيقاته الحقيقية في المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي انتهى في بحوثه وتوصياته إلى توضيح بعض المصطلحات وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة. وذكرت لهم بعضًا منها فكان من أكثر ما شد انتباههم وأدهشهم لواقعيته، هو ما أكده المؤتمر من أن استحلال ذبح البشر وحرقهم والتمثيل بهم يعد خروجًا على الإسلام، بل على مقتضيات كل الأديان السماوية والقيم الإنسانية».

كل هذه الكراهية للغزاويين

لم يتوقع الكاتب محمد سيف الدولة أن تبلغ كراهية النظام لأهل غزة هذا القدر كما يشير في جريدة «الشعب»، حيث شهدت الشهور الماضية مزيدًا من التصعيد، بعد أن تم اتخاذ حزمة من المواقف والإجراءات غير المسبوقة حتى في عصر مبارك، بدءا بإغلاق المعبر فوق الأرض، رغم هدم الأنفاق تحت الأرض، وتنفيذ المطلب الإسرائيلي القديم بعمل منطقة عازلة مصرية على حدود غزة، ناهيك عن الانحياز إلى إسرائيل في عدوانها الأخير، وتعليق شرط إعادة الإعمار على شرط نزع سلاح غزة، وفقا للموقف الرسمي المصري في مؤتمر الإعمار الذي انعقد في القاهرة، وفي عديد من مواقفها الأخرى. ويرى الكاتب أن هذه المواقف بمثابة عربون صداقة من السيسي إلى إسرائيل، كمدخل وبوابة لنيل الرضا والقبول والاعتراف الأمريكي والدولي به وبنظامه الجديد. يضيف سيف الدولة: ولم نتوقع أن يتمادى النظام المصري في مزيد من الإجراءات، بعد أن نال بالفعل ما يريده، فلقد تصدت إسرائيل جنبًا إلى جنب مع اللوبي الصهيوني في أمريكا بقيادة منظمة الإيباك والجمهوريين في الكونغرس، للدفاع عن السيسي ونظامه، والضغط على إدارة أوباما للإفراج عن باقي المساعدات العسكرية الأمريكية، كما انطلقت الصحف العبرية بكتابها ومفكريها وقادة إسرائيل في الدفاع عنه. ويتابع الكاتب: لم نظنه سيتمادى أكثر من ذلك، خاصة بعد أن تصاعدت مؤخرًا بعض الأصوات في إسرائيل تحذر من خطر المبالغة المصرية في التضييق على غزة، التي قد تؤدي إلى انفجار الموقف في غزة في وجه إسرائيل وليس وجه مصر. يتساءل محمد عن مغزى تلك الإجراءات وهل هي تمهيد لأحكام قاسية في قضية التخابر مع حماس، المتهم فيها محمد مرسي؟ أم أنه مجرد استمرار للحملة الحكومية الهادفة إلى إخافة الناس من المؤامرات الخارجية، لتبرير قبضتها البوليسية وإجراءاتها الاستثنائية؟».

السيسي يسطو على مشاريع مرسي

في إشارة صريحة لإفلاس الحكومة الحالية وعشوائيتها في الإعداد للمؤتمر الاقتصادي، إذ نسبت عددًا من المشروعات التي وصفتها بالكبرى إلى نفسها، على الرغم من كون هذه المشروعات سبق أن قدمتها الحكومة الشرعية برئاسة الدكتور هشام قنديل، التي عينها الرئيس مرسي إبان تمكنه من إدارة شؤون البلاد، وفق موقع «إخوان أون لاين»، وكانت قد شرعت حكومة قنديل في تنفيذها.. أول هذه المشروعات هو طرح محطة الحاويات في ميناء شرق بورسعيد بتكلفة استثمارية تقدّر بـ700 مليون دولار، والذي نسبته وزارة نقل الانقلاب إلى نفسها، على الرغم من أن هذا المشروع طرحته من قبل حكومة قنديل تحت اسم مشروع إقامة منطقة صناعية ومنطقة لوجستية في شرق بورسعيد. وثاني هذه المشروعات التي نسبتها حكومة محلب لنفسها وسبق وقدمتها حكومة قنديل هو، مشروع لوزارة الإسكان في حكومة محلب، وهو مشروع «مركز مارينا- العلمين السياحي»، وكان المشروع بالاسم نفسه.
وثالث المشروعات لحكومة قنديل تحت اسم «طرح تنمية الحي التاسع في مدينة 6 أكتوبر»، وهو مشروع سمته حكومة محلب بمشروع «واحة أكتوبر». ورابعها مشروع البتروكيمائيات (الإيثيلين) الذي سمته بذلك حكومة قنديل وعرضته حكومة محلب باسم مشروع خاص بصناعة البتروكيماويات باسم مجمع بتروكيمائيات التحرير. وخامس هذه المشروعات مشروع لوزارة الزراعة بمؤتمر مارس، وهو إعادة تدوير المخلفات، وسبق أن طرحته حكومة قنديل بعنوان تدوير المخلفات الصلبة، وكان ذلك بتصريح من عاطر حنورة، رئيس الوحدة المركزية للمشاركة مع القطاع الخاص في وزارة المالية في مارس/آذار 2013. وسادس المشروعات ما اقترحته حكومة الرئيس مرسي حول توسيع ميناء سفاجا الصناعي، بينما قدمته حكومة محلب في منطقة أبو طرطور الصناعية في ميناء سفاجا. أما سابع المشروعات فهو ما طرحته حكومة محلب باسم الأوتوبيس النهري بتكلفة تصل إلى 10 ملايين دولار، وهو ما سبق أعلنت عنه حكومة مرسي. وثامنها ما صرح به المهندس حاتم صالح في مارس 2013، وهو سعي حكومته لتصبح مصر مركزا للمعارض والمؤتمرات الدولية».

«داعش» يعطي الحق للجيش
الأمريكي في احتلال مصر عسكرياً!

يوماً بعد يوم تتكشف حقيقة المخطط الأمريكي الذي يستهدف المنطقة العربية، بهدف تفتيتها والسيطرة عليها لحساب مشروع الشرق الأوسط الجديد. وهو ما يؤكده مصطفي بكري في «الوطن»: «مع نهاية الأسبوع الماضي طالب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بتفويض من الكونغرس يتيح للقوات الأمريكية محاربة إرهاب تنظيم «الدولة» خارج سوريا والعراق، لمدة ثلاث سنوات ومن دون قيود جغرافية. وطالب الوزير الأمريكي بتفويض يتيح للطائرات الأمريكية استهداف تنظيم «داعش» خارج سوريا والعراق، مبرراً ذلك بتوسع التنظيم الإرهابي في مناطق أخرى. ويرى بكري أن حديث أشتون كارتر ليس هو الأول من نوعه الذي يكشف عن أبعاد هذه الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، بل أن الرئيس باراك أوباما كان قد أرسل للكونغرس الأمريكي منذ فترة مشروع قرار يقضي بتمديد الحرب على تنظيم «داعش» لمدة 3 سنوات، من دون وضع قيود جغرافية على الضربات الجوية والتدخل العسكري للقوات الجوية في العديد من البلدان ومنها ليبيا واليمن وشبه جزيرة سيناء. ويشير الكاتب إلى أن الخبر كان صادماً، لأنه يعني بصراحة أن ما يجري هو مؤامرة مكشوفة تستهدف واشنطن من خلالها السيطرة على الوطن العربي وتوجيه الضربات العسكرية إلى الجيوش والمؤسسات في هذه البلدان، لأهداف تتعلق بمصالح إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
ويستشهد بكري بمجلة «ذا ناشيونال» الأمريكية التي أكدت أن مصر، وبعد إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» ولاءه لتنظيم «داعش»، أصبحت ضمن الدول التي يحق للرئيس الأمريكي استخدام القوة العسكرية فيها، حيث أوضحت المجلة أن الخريطة الجديدة تشمل، إلى جانب مصر، دولاً أخرى من بينها السعودية والأردن ولبنان وتونس والجزائر وأفغانستان وغيرها.
ويشير الكاتب إلى أن العرب غائبون عن الفعل المواجه، خاصة أن المخطط يستهدف الجميع بلا استثناء، والحجة هذه المرة هي «داعش»،
«داعش» الذي صنعوه وأرادوا اليوم توظيفه ليكون الحجة والأداة التي تجري من خلالها السيطرة على المنطقة العربية».

حفلة هجوم على بن زايد

ونتحول لتقرير اهتمت به صحيفة «الشعب» حيث مازالت صفحات التواصل الاجتماعي تواصل الهجوم على محمد بن زايد وتتهمه بمعاداة حرية الرأي واعتماده على أنظمة قمعية تحميه في الكرسي، وأعلنوا تضامنهم مع النائب الكويتي مبارك الدويلة في تحويله للمحاكمة بتهمة كاذبة. وعبّر مغردون خليجيون وعرب عن تضامنهم مع النائب الكويتي السابق مبارك الدويلة، بعد قرار إماراتي بإحالته غيابيا للمحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي، بتهمة استغلال الدين في الترويج بالقول لأفكار تثير الفتنة، وستعلن المحكمة المعنية المتهم بأمر الإحالة بالطرق القانونية، فإذا حضر ومثل أمامها له الحق في تقديم دفاعه ونفي التهمة، أما في حال عدم الحضور سيصدر حكم غيابي بحقه، ومطالبة دولة الكويت بتسليمه إلى الإمارات، وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين دول مجلس التعاون، وإذا لم تنطبق عليه الاتفاقية الأمينة، سيتم التعميم عليه عبر الشرطة الدولية «الانتربول» تمهيدا لإلقاء القبض عليه. وتستشهد «الشعب» بما نشره موقع الخليج الجديد، حيث تنوعت مواقف المغردين على وسم مبارك الدويلة بين الرفض والتضامن والوقوف على الحياد، كما تضمنت جرعة من الهجوم التي استخدام فيها كافة أنواع السباب، من دون التعليق على حقيقة الاتهام الموجه له. فيما كتب الناشط السياسي أسامة رشدي متضامنا: «قلوبنا مع معالي النائب الكويتي السابق مبارك الدويلة، بعد إحالته غيابيا للمحاكمة في الإمارات بسبب آرائه الحرة»، ومذيلا تغريدته بوسم «قمع الإمارات يتخطى الحدود». وقال المغرد علي الدوسري على حسابه على توتير: «لم يخطئ مبارك الدويلة عندما قال إن ابن زايد يحارب الإسلام والمسلمين».
وعلق سامي الهذلي قائلا: «حارب المسلمين واليوم يحارب مساجدهم وفوق هذا يطالب بمحاكمة مباركالدويلة لأنه اتهمه بمحاربة المسلمين».

الأردأ يصعد والأكفأ يهبط

وتنتهي بنا الجولة في «المصري اليوم» ومقال الكاتب عمار علي حسن عن الفساد الذي يعتبره الكاتب أخطر من الإرهاب يقول: «يدفع الإرهاب الدولة لشحذ طاقاتها في مواجهته، أما الفساد فيدمر هذه الطاقات أصلا. وإذا كنا نتحدث عن حرب ضد الإرهاب، والأمر فعلا كذلك، فالحرب، كما يقول الفيلسوف الألمانى هيغل، تكون في كثير من الأحوال «الحجر الذي يلقى في البحيرة الراكدة فيمنعها من التعفن»، أما الفساد ففي نظري هو بمنزلة ماء آسن يزيد هذه البحيرة ركودا وتعفنا. لا يعني هذا بأي حال من الأحوال التقليل من خطورة الإرهاب، لاسيما في موجته الخامسة المدعومة بأموال طائلة، والمدفوعة بنوايا أكثر خبثا، والموظفة لخدمة أهداف أطراف إقليمية ودولية لا تريد لمصر خيرا. لكن يعني أننا يجب أن نحارب الفساد بالقوة ذاتها التي نحارب بها الإرهاب، وربما بقوة أشد. فالفساد في مصر تأصل ورسخت جذوره وأصبحت له مخالب وأنياب، ينهش بها كل من يريد أن يحاربه حتى لو كان رئيس الجمهورية نفسه، وهو يتدرج من الفساد الصغير الذي نلمسه في دهاليز الجهازين البيروقراطي والأمني وساحات الإنصاف والتعليم والتطبيب، وصولا إلى العمليات الاقتصادية الضخمة التي تقدر قيمتها بالمليارات. والفساد في مصر، لا يقتصر فقط على الفساد المالي، إنما يمتد إلى الفساد الإداري والسياسي. فالأول على بشاعته هو الأقل ضررا، لأن بعض الفاسدين يعيدون تدوير ما حصلوه من أموال في عجلة الاقتصاد الوطني، أما الثاني فهو مهلكة، لأنه يجعل الأردأ يصعد والأكفأ يهبط، فتحرم الدولة من عطاء العقول المبدعة، وتتحلل قواها تدريجيا.
ولعل المثل الذي يذكر دوما في هذا المضمار هو العميل الذي جندته الولايات المتحدة الأمريكية في الاتحاد السوفييتي الذي انهار، وطلبت منه فقط أن يختار الأقل كفاءة إذا عرضت أمامه أسماء من سيتولون المناصب القيادية في البلاد. والفساد السياسي له أضرار جمة مميتة، ولا نبالغ إن قلنا إنه أس الفساد والبلاء. ومصر دفعت ثمنا باهظا له، حيث تأبيد وجود الحاكم على عرشه، وتزوير الانتخابات، والجور على الحقوق والحريات، وتدمير فرص المنافسين السياسيين، وقتل البدائل أمام الناس. فمثلا تزوير الانتخابات جعل من يحكمون لا يلتفتون إلى أهمية إرضاء الناس بالعدل والإنجاز، واستمرار الرئيس في منصبه حتى الموت أو الاغتيال أو العزل، جعل من حوله لا يسعون إلا لإرضائه، ويسرقون وينهبون ويخطئون ويظلمون وهم في مأمن من العقاب، ومن أمن العقاب أساء الأدب.
لكل هذا لا بد من أن نعي أنه لا يمكن تأجيل المعركة ضد المفسدين بدعوى أننا نحارب الإرهاب، فمثل هذا الوضع يؤدي تباعا إلى إضعاف قدرة الدولة على المواجهة الشاملة للإرهابيين. ولا يمكن أن نربح المعركة ضد الإرهابيين إن استعنا بالمفسدين في وسط رجال المال والأعمال وجهاز الأمن وبيروقراطية الدولة والإعلاميين والمثقفين، فمثل هؤلاء ولاؤهم لأنفسهم، واستعدادهم لبذل الجهد والتضحية منعدم أو ضئيل، مما يجعل مساهمتهم في مواجهة الإرهاب مظهرية وعابرة ومترددة. إن الإرهاب يسعى إلى توظيف الفساد، وما يحدثه من إنهاك لقوة الدولة، في تبرير ما يفعله القتلة والمخربون، وخلق دوائر من المتعاطفين، أو على الأقل دفع الشعب إلى الوقوف على الحياد أو أقرب إليه في المعركة ضد الإرهاب، وهذا وضع غاية في الخطورة لا يفيد سوى من يقتلون ويدمرون وهم واهمون أنهم يستجيبون لأوامر الله، تنزه سبحانه وتعالى عن أفعالهم الفظيعة الشنيعة».


 
شريط الأخبار مدرب النشامى يشيد بمساندة الأميرين علي وهاشم “الهجرة الدولية”: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم أول تشخيص لإصابة يزن النعيمات النشامى يتفوقون ويهزمون العراق .. إلى نصف نهائي كأس العرب الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار 14.39 مليار دينار قيمة حركات الدفع عبر "إي فواتيركم" خلال 11 شهرا من العام الحالي ولي العهد : كلنا مع النشامى انخفاض قيمة الشيكات المرتجعة 17% حتى نهاية تشرين الثاني خلال أقل من 24 ساعة .. 9 وفيات بحادثي اختناق منفصلين بغاز التدفئة في الهاشمية - الزرقاء تجارة الأردن: ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يؤكد قوة الاقتصاد الوطني جمهور النشامى .. مين بعرف شو احتفالية يزن نعيمات اليوم رح تكون ؟ نفوق سلحفاة كبيرة على شاطئ الغندور في العقبة -صور الأرصاد توضح تفاصيل حالة الطقس لـ3 أيام مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين ينعى الزميل الأستاذ بسام علي الياسين رغم الرسوم الأميركية .. صادرات الأردن تحافظ على زخم قوي في 2025 إخلاء منزل تعرض لانهيار جزئي في الشونة الشمالية الكشف عن بديل توني بلير لرئاسة مجلس السلام في غزة غزة: غرق عشرات المخيمات وانهيارات منازل على وقع خروقات اسرائيلية علاجات منزلية لإزالة قشرة الشعر بطريقة طبيعية وطرق تحضيرها