أخبار البلد -
منذ العام الماضي٬ انخفض سعر النفط إلى النصف تقريباً٬
وتساءلت الشركات والدول في جميع أنحاء العالم إذا كانت
أسعار النفط وصلت لحدها الأدنى لترتفع مرًة أخرى٬ أو إذا
كان السعر سينخفض أكثر؟ وإلى متى ستبقى الأسعار
منخفضة؟ وهل ستستمر بالتقلب؟.
٬الالكتروني ”World Economic Forum" موقع ووفق
فإنها لا توجد إجابات محددة على هذه الأسئلة٬ لكن التفكير بها
يساعد على فهم ما يكمن وراء انخفاض الأسعار٬ حيث هناك
3 تفسيرات رئيسية:
التفسير الأول:
لم تدعم أساسيات السوق في الأشهر الأخيرة ارتفاع أسعار النفط٬ واستناداً لهذا التفسير٬ كان هناك فقاعة طويلة أبقت أسعار
النفط مرتفعة ثلاثة أعوام ونصف٬ وتم إبقاء هذه الفقاعة متضّخمة بعاملين: توقعات ارتفاع الطلب مستقبلاً في الأسواق
الناشئة٬ وخاصًة الصين٬ وتوقعات بصعوباٍت في الإنتاج مستقبلاً.
في الواقع٬ لم يتحقق أي من التوقعين السابقين٬ فلم يكن الطلب على النفط مرتفعاً مثلما كان متوقعاً٬ كما دل عليه انخفاض
أسعار السلع الأخرى.
ورغم الوضع الجيوسياسي الصعب٬ كان إنتاج النفط أعلى مما توقعه الكثيرون٬ ويرجع ذلك جزئياً إلى تدفق كمياٍت كبيرٍة
من الصخر الزيتي في أميركا الشمالية٬ مع توقعاٍت بتدفق المزيد في السنوات القادمة.
لتفسير الثاني:
من الواضح أن ”أوبك" حذرة بشأن خفض الإنتاج٬ حيث تبقى الفقاعات منتفخة حتى يحدث شيء لتفجيرها٬ وفي هذه الحالة٬
أدرك السوق أن ”أوبك" لن تكون أول من يخفض الإنتاج في محاولٍة لدعم الأسعار.
وهذا الأمر مفهوم بالنسبة لـ"أوبك"٬ فتخّوفهم يكمن في أنه٬ نظراً لكون أساسيات السوق غير مواتية٬ فإن توقفاً واحداً في
الإنتاج لن يكون كافياً لوقف هبوط سعر النفط٬ وستكون هناك حاجة إلى مزيٍد من التوقفات٬ لكن إذا توقف الإنتاج أكثر من
اللازم٬ ستفقد ”أوبك" حصتها في السوق إلى الاقتصادات الأكثر ثراًء٬ مثل أميركا الشمالية.
وسيستمر الإنتاج بالهبوط٬ وشركات النفط يتخذون القرارات للحد من النفقات الرأسمالية٬ وهذه العملية ستكون أبطأ٬ وربما
تستمر ”أوبك" بقرار خفض الإنتاج٬ لكن كونها لن تقوم بالخطوة الأولى يساعد على تفسير سبب انخفاض السعر كثيراً.
التفسير الثالث:
يلعب التجار دوراً متزايداً في سلسلة القيمة النفطية٬ ففي السنوات القليلة الماضية٬ انتقل التجار إلى ما بعد التداول٬ وإلى
سلسلة قيمة النفط والغاز٬ حيث اتخذوا مواقف بارزة في تخزين النفط٬ وفي قطاعي المنبع والمصب.
وفي الواقع٬ انتقلت السوق إلى عمليات ”التأجيل" (contango) خلال الأشهر الأخيرة٬ ما يعني أن سعر النفط في
المستقبل أعلى من سعره اليوم٬ وبالتالي فإن شراء النفط الآن وتخزينه لعرضه في وقٍت لاحق لضمان أعلى سعر هو قرار
مباشر.
وُيعتبر ارتفاع أسعار النفط في العقود الآجلة دليلاً على وصول هذه الأسعار إلى القاع٬ أي بلوغها حدها الأدنى.
لكن هناك طريقًة أخرى لرؤية الوضع٬ فهناك حدود مادية لكمية النفط التي يمكن تخزينها٬ وارتفاع الطلب الحالي للتخزين
قد يمنع الأسعار بشكٍل مصطنع من السقوط أكثر من ذلك.