صراع ضارٍ يدور في أسواق الوطن، بالسلاح الأبيض والأسود، بين فرساننا و"دواعش الأردن"، الذين لا يتلثمون ولا يتخفُّون، الذين يحضرون اعراسنا وجاهاتنا وندواتنا واحتفالاتنا، الذين يصلّون معنا صلاة الجمعة في مساجدنا وصلاة الأحد في كنائسنا ويقدمون لنا سلعا مغشوشة ليست آمنة في الاستخدام وذات أسعار فاحشة هؤلاء يقتلوننا يوميا على عكس ارهابيي داعش الذين يحزون الرقاب مرة واحدة!!
معركة نهب وسلب، وطعن في الظهر، وتدمير للصحة العامة، ونشل من جيوب المواطنين، يشنها علينا أعداء الداخل، واليكم البيِّنات الدقيقة الموثوقة المُتَحَقَق منها:
سلع مميتة وندفع ثمنها مثل إطارات سيارات منتهية مدة الصلاحية "ستوكات" لا يتم تخزينها في ظروف شروط تخزينية مشددة لا يتجاوز ثمن الاطار منها دولار او دولارين! نعم دولار او دولارين، تباع في اسواقنا بـ 30 ضعفا واكثر (40-50 دينارا)!! هذه الإطارات منبع حوادث السير القاتلة على طرقاتنا.
غش في السعة التخزينية: غسالة مكتوب عليها ان سعتها 5 كغم في حين ان سعتها الحقيقية لا تتجاوز 2.5-3 كغم !!
ثلاجات مكتوب عليها ان سعتها 20 قدما في حين ان سعتها 13 قدما وأقل! زيوت معدنية مكتوب عليها ان فيها 1000 ملم في حين ان في العلبة 800 او 850 ملم !
غش في الحديد المستورد والحديد المحلي وغش في الاسمنت وغش في سماكات الالمنيوم.
مكيفات مكتوب عليه 1 طن في حين ان قوتها لا تتجاوز النصف 500 ( فولت).
امتار القياس تكون ناقصة بضعة سنتيمترات تفرق في قياس القماش وغيرها من السلع.
محارم صحية مكتوب على باكيتاتها 250 ورقة ان قمت بعدها تجدها 190 او 200 ورقة!
عدادات التاكسي يتم ربطها بالزامور وليس بالمسافات المقطوعة وكلما زمّر السائق تعد على المواطن.
أسطوانات الغاز -ذات الختم الجديد!!- يتم قلبها وتنصيصها فيدفع المواطن ثمن 12.5 كغم من الغاز ويحصل على 6 او 7 كغم لا غير.
وحدّث ولا حرج عن الغش الواسع في صهاريج نقل المحروقات ودليلنا انه تم إيداع 250 سائق صهريج محروقات الى السجن بسبب الحرمنة.
وأيضا صهاريج نقل الماء الصالح للشرب اذ تحصل من الـ 9 امتار التي طلبتها على 5 او 6 امتار ان كان السائق قنوعا وابن ناس!
غش في وصلات واسلاك الكهرباء التي يجب ان تكون شعيراتها الداخلية من النحاس فاذا بها 3 حديد و 2 نحاس قد تؤدي الى حرائق منازلنا ومكاتبنا ومدارسنا وسواها.
ساعات مقلدة ونظارات شمسية ماركات اجنبية مقلدة بلا عدسات مانعة لأذى اشعة الشمس ثمنها لا يتجاوز دولارين تباع بـ 200 دينار وصحتين على المهووسين والمهووسات بالماركات الأجنبية الممحونين على العلامات التجارية المقلدة التي يكاد يخلو البلد منها كليا.
موازين قياس حرارة الجسم غير دقيقة فيها درجتان زيادة، فان كانت حرارة الطفل الفعلية 38 يعطينا مؤشر ميزان الحرارة درجة 40 فنطير بطفلنا على جناح القلق والرعب الى اقرب مستشفى وموازين قياس ضغط الدم غير دقيقة وغير مطابقة للمواصفات تصنع في الصين بشرط ان تكون بابخس الأسعار وليس مهما الدقة والجودة اطلاقا.
احذية عليها رموز وطنية اردنية والعاب أطفال تصدر اصواتا باللغة الإنجليزية تقول: اقتل عائشة!!
بالله عليكم اليس هؤلاء أعداء في وحشية داعش وشرها وتدميرها؟!!
وعلاوة على ان مكونات ومواد الملابس المستوردة ليست صحيحة ومزيفة فانها لا تتوقف محاولات ادخال ملابس لا تتوفر فيها الشروط الصحية وخاصة الملابس الداخلية ذات الاصباغ العالية الخطيرة على الصحة. لقد شاهدت صمام غاز مكتوبا على احد وجهيه صنع في إيطاليا وعلى الوجه الاخر صنع في الصين.
واخر ما حرر ان هناك حيتان يحاولون جاهدين التلاعب بكسر القمح والذرة وغيرها من المنتجات الغذائية والزراعية.
وستجدون من يسعى ويضغط ويهدد مطالبا بالاعفاء من غرامات بمئات الاف الدنانير لمهربي "شلايا" اغنام.
وستجدون ان شخصيات ومسؤولين وذوات، من معظم الطبقات والهيئات، يطاردون ويضغطون ويتوسطون – كُلٍّ بعمولته وكُلٍّ بثمنه- من اجل ادخال مواد غير مطابقة للمواصفات او منتجات منتهية الصلاحية وبها عفن حتى، يدعمهم في ذلك استمالة صغار الكتاب قدرا وخلقا وفبركة الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بالتساهل والتهاون وعدم التشدد في الرقابة.
في ايران ترتبط مؤسسة المواصفات والمقاييس بمرشد الجمهورية وآمل ان ترتبط المواصفات والمقاييس عندنا بجلالة الملك كي تظل متحررة لا تخضع للضغوط والتدخلات. علاوة على ان من تمام الوطنية ان يتم دعم جهات الرقابة بالكوادر الضرورية الكافية وزيادة مخصصاتها ومكافآت شبابها المتميزين.
لذلك نطالب بتحصين جهات الرقابة الوطنية كالمواصفات والمقاييس والغذاء والدواء التي تخوض حروبا يومية من اجل حماية الوطن والمواطن.
تلك الصورة السوداء المقيتة المخيفة هي الوجه الاخر لكفاح أبنائنا الشرفاء في المواصفات والمقاييس بقيادة الدكتور النشمي حيدر الزبن الذين يبلون البلاء الفائق الشجاعة، الذين حلوا -على سبيل المثال- مشكلة السماكات والاطارات وترميز الحديد وغيرها الكثير الكثير.