اخبار البلد : بقلم د.عامر البطوش / قبل حوالي عشر سنين مضت زارتني حماتي الاوكرانية او السوفيتية كما تحب ان تكون هي للاطمئنان على ابنتها ورؤية تلك البلد التي ذهبت اليها ابنتها الوحيدة,وحماتي لمن لايعرفها تحمل شهادة الدكتوراة في الهندسة النووية منذ اكثر من اربعين عام ومديرة لمصنع الالات الثقيلة ومصنع الصواريخ العابرة للقارات الروسي او السوفيتي السابق وهي الان بالطبع متقاعدة لذلك كانت تملك الكثير من الوقت لقضاءة في الاردن,وقد كنت ساعتها لم يمضي على تقديمي امتحان الامتياز والحصول على رخصة مزاولة المهنة عدة ايام ,وكنت اعمل بمستشفى خاص بالكرك أنذاك وطبيعة العمل كانت تعتمد بشكل اساسي على الاتفاق الشخصي بيني وبين الطبيب زميلي بالعمل واذكر ان اتفاقنا كان ثلاثة ايام دوام مقابل ثلاثة عطلة بالتالي كنت انهي دوامي بالمستشفى واذهب للبيت لنبدأ رحلة داخل الاردن لتعريف حماتي على الاردن من جنوبة الى شمالة ,وكونني لم املك من المال لشراء سيارة وهي ضرورية جدا كان لابد من شراء سيارة من المقبرة وبسعر زهيد وقد تبرعت حماتي بالف دولار واكمل ابي الباقي لشراء سيارة كانت روسية الصنع لم يتجاوز ثمنها الف دينار اردني فبدأ البرنامج بدءا من البتراء والعقبة والاغوار الجنوبية والبحر الميت والى الشمال مرورا بعمان والزرقاء وجرش وام قيس وعجلون. رحلات كانت رائعة جدا ففي واقع الحال كانت الرحلة للاكتشاف ليس ليس فقط لحماتي بل لنا جميعا فقليل منا من الاردنيين من اعتاد الرحلات لما للحياة في الاردن من صعوبات كثيرة ومعقدة من ناحية الامور الاقتصادية بشكل رئيس والاجتماعية والنفسية واخرى ,الملفت للنظر ان حماتي او_ ام فاديم كما سماها ابي رحمة اللة تيمنا بعاداتنا المعروفة تسمية الشخص ليس باسمة بل باسم اكبر ابناؤة وقد اعجبت حماتي بالفكرة عفوا ام فاديم _لم تخفي حماتي اعجابها عند كل زيارة قمنا بها وابداء الراي بكل صغيرة وكبيرة ,اعجبت بالنظام الموجود ,بالطرق الداخلية والخارجية ,بدوريات الامن العام على الطرقات سواء داخل المدن او على الطرق الخارجية,حتى مواسير المياة الممدة طالها الاعجاب وكيف انها مغطاة بمادة الزنك,والكثير الكثير من الامور الموجودة عندنا ونحن لاناتفت لها كونها بنظرنا عادية وليست مهمة,كانت تقول ام فاديم ان هذا البلد ممتاز ورائع وان الموجود من امكانيات مقدمة للمواطن تفوق امكانيات البلد فحماتي تقرا وتقرا وتطالع كثيرا يكفي ان اقول لكم ان ماتملكة من الكتب من مختلف العلوم يتجاوز سبعة الاف وسبعمائة وثمانون كتابا,وان اهتمامها بمنطقة الاردن -بعد زواجي- بابنتها زاد وقراتة باهتمام حتى ان لديها من المعلومات ما لم املك عن البلد وتاريخة .
نعم طال الحديث بنا حتى انها قالت بالحرف الواحد انتم بالاردن محظوظون بوجود مثل هذا الملك وانكم لستم بحاجة الى نواب او وزراء او رؤساء حكومات,وتمنت لو انهم باوكرانيا لديهم ملك بمواصفات ملكنا, لكنا اسعد الناس,وان النواب المنتخبون سواء عندكم او عندنا كلهم اصحاب مصالح شخصية بحتة وان عليكم ان لاتستمعوا الى احد وان تدعموا مليككم.
سافرت ام فاديم وتبقى الذكريات كلها حلوها ومرها وجلسنا بعدها وناقشنا نقاشات طويلة منها على سبيل المثال لا الحصر ان تقاعد حماتي عندما زارتنا قبل عشر سنوات كان عشرة دولارات والان بعد هذة المدة اصبح حوالي المائتان وخمسون دولارا,الحياة عندهم اصبحت اكثر بحبوحة اما نحن فما الذي تغير اصبحنا من ضيق وضنك الى اكثر ضيقا والغريب ان وبعد هذة المدة من الوظيفة لا استطيع من بناء غرفة واحدة والسيارة مازالت تشترى من المقبرة الاروبية,فهل اصابت حماتي ام ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟