ردت الامارات العربية المتحدة بقوة على محاولات تصيد البعض في المياه العكرة، فقررت مساندة الأردن بسرب من الطائرات المقاتلة، فالامارات والأردن في خندق واحد، لمحاربة هذا التنظيم الارهابي الذي بات يتهدد الأمن الاقليمي والدولي.
كان طبيعيا أن يمارس التنظيم الارهابي معركته بأدوات قذرة وهل هناك ما هو أقذر من الجريمة التي ارتكبها بحق الطيار الشهيد وقبله مئات البشر الأبرياء، فأطلق شائعة سعت تارة لالصاق أسباب سقوط الطائرة الأردنية بشركائنا في المعركة وفي المصير في دولة الامارات وتارة أخرى عزتها الى نيران صديقة، لا بل أنها سببت تعليق الامارات لمشاركتها بالتحالف بذات الفرية، وما كان التعليق الا لفرض إشتراطات فنية عسكرية تشمل وسائل حماية الطيارين العرب وإنقاذهم أسوة بالأجانب حتى لا تتكرر حادثة سقوط الطائرة الأردنية، والمؤسف في كل هذا هو أن هناك من تلقفها ورددها وسعى الى تكريسها كحقيقة، هذا هو الطابور الخامس الذي لا تقل جريمته في تقويض اللحمة عن داعش التي تسعى لقيادة الناس الى الجهل والظلام.
لم تلتفت القيادة في الأردن والامارات العربية للمزايدات ولا للشائعات التي حاول التنظيم والمتعاطفون معه دسها بينما يخوض الأردن معركة تحرير طياره الأسير، وهما لم يكترثا لمحاولات إنتاج هذه الشائعات واللعب على عواطف الناس المكلومين باستشهاد أسيرهم البطل.
في المعارك العظيمة هناك طابور خامس، مهمته تحريف الحقائق وبث التشكيك في المعركة وتشتيت الانتباه، فالدولة الأردنية بمؤسساتها الأمنية والمدنية تعرف وتعي أهداف وغايات هذا الطابور الذي رافق معارك الأمة ونضالتها ضد الجهل والطغيان منذ فجر التاريخ، كما تعرفهم القيادات المستنيرة في دول الخليج فلم يعد التقييم للمعلومات يجري كيفما أتفق فهناك وعي وتحليل يأخذ بالاعتبار المنطق والمصالح ويفوت الفرصة على أدوات التخريب وتشتيت الصفوف.
لم يعلق الأردن على هذه الشائعة الرخيصة ولم تكترث لها الامارات كذلك، فما كانت الا هذيان لم ينطل على الشعبين، لأن داعش وطابورها الخامس لا يعرفان أن علاقة الأردن مع دول الخليج باتت مثل العروة الوثقى لا فصام لها فهي اليوم هي محصنة من مثل هذه الصغائر والخلافات في وجهات النظر حيال القضايا السياسية وإن كان التوافق ظل سيد الموقف، فقد وجد تفهما من القيادات القديمة والجديدة في تلك الدول.
مواقف دول الخليج والامارات خصوصا لا تندرج تحت الوصف العاطفي الذي يبرد ويشتعل بحسب الاحداث بل هي مواقف مصيرية في معركة لو لم يتم التصدي لها سيصل لهيبها الجميع.