اتخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مجموعة قرارات إدارية وسياسية واجتماعية، واقتصادية واجرى تغييرات واسعة في النخبة السعودية وفي الحكومة وجاء بوزراء شباب أكفاء، واحدث وزارات ومجالس جديدة لم تكن موجودة من قبل، وغير في بيت الحكم ووضع حداً لنفوذ بعض الشخصيات داخل القصر في محاولة منه لتقسيم الأدوار وتمكين البيت السعودي الذي كانت التوقعات ترسم له مصيرا غامضا عقب وقاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، واثبتت سرعة انتقال المُلك وسلاستها وإداخال الاحفاد من نسل عبد العزيز لواجهة الحكم ممثلين بالأمير محمد بن نايف رداً على كل مقولات الخوف والقلق على مصير المملكة العربية السعودية.
النوادي الأدبية قادت في السنوات الأخير في السعودية حركاً ثقافياً وجدلاً فكرياً عميقاً، لم يكن يريح جمهور الفقهاء المتشددين ولا رجال هيئة الأمر بالمعروف، وكانت التخوفات ترسم حولها وبدون سبب، إلا لأنها تقدم خطاباً تنويرياً رائداً، ويعد الدعم المالي الذي قدمه لها الأمير سلمان بقيمة عشرة ملايين ريال لكل نادٍ رسالة واضحة لخصوم الأندية والثقافة والفكر الحر في السعودية.
صحيح أن المملكة العربية شهدت في عهد الراحل الملك عبد العزيز نهضة علمية وفكرية وانشئت فيها مؤسسات جديدة مثل هيئة حقوق الانسان واقيمت فيها الجامعات في كل المدن ونالت المرأة حقها في التمثيل بمجلس الشورى وفي الوظائف العليا، وترك الراحل فائضا ماليا ضخماً، انعكس اليوم على حياة المواطن السعودي، إلا أن المملكة تنتظر وتتوق في عهد الملك سلمان إلى المزيد من التحديث السياسي والإصلاح الذي يعطي المملكة صفة الحداثة ووجهة جديدة في الحكم وفي إدارة الدولة التي تعد الأكثر ثقلاً في العالم العربي والإسلامي.
ويملُك الملك سلمان الصفات الواجبة للمزيد من التحديث السياسي واطلاق المبادرات على الصعيد الداخلي والعربي والعالمي، فهو لمدة طويلة كان أميراً للرياض وساهم بتخطيطها بشكل منظم ليجعها اكبر العواصم العربية اليوم اتساعاً وامتداداً، وهو ورئيس مجلس العائلة وله سلطة اخلاقية على الجميع ومعروف بصرامته وجدته في تطبيق القانون وفي تحميل كل مسؤول مسؤوليته تجاه قراراته، وفوق ذلك كان مجلسه الثقافي وديوانه يوم كان أميراً للرياض يشهد الكثير من الجدل والكلام الفكري الذي لا يمكن أن تسمعه في أي مكان آخر، ونشط بمجلسه الثقافي إلى جانب المجالس الأدبية الأخرى العريقة مثل (اثنينية)عبد المقصود خوجه بجدة ومنتدى نايف الدعيس بالمدينة المنورة و(خميسية) الشيخ حمد الجاسر و(أحدية) راشد المبارك بالرياض، والصالونات الثقافية النسائية مثل صالون (سارة الخثلان) بالمنطقة الشرقية/الدمام و (سلطانة السديري) بالرياض وغيرهن.
في قراءة وزراء الملك سلمان الجدد والبالغ عددهم 12 وزيرا نجده قد أدخل دماء جديدة جلهم بين العقد الرابع والخامس من العمر، في مؤشر على أهمية ادخال الوجوه الشابه والجديدة، وفي المقابل احتفاظ بوزراء الإدارة السيادية مثل الخارجية والداخلية والبترول والمالية.
الملك سلمان اتخذ قرارات هامة تمثلت بالغاء عشرة مجالس، ودمج بعض الوازرات مثل التربية والتعليم واستحدث مجلساُ للأمن وهناك اهتمام بالثقافة والشؤون الدينية وهما من الوزارات المهمة في المواجهة مع الفكر المتطرف، وعلى عاتقمهما الكثير من الجهد المقبل في هذه المعركة التي واجهتها السعودية بحزم في السنوات الأخيرة وللأمير محمد بن نايف باع طويل فيها.
اخيراً، في السعودية ملك جديد حازم ومستنير، ووجهته الخير للشعب السعودي والسماحة والعزم على الإصلاح والتطوير والتحديث السياسي وتمكين الأفراد والحريات الفكرية والمرأة لتكون السعودية أمام تاريخ جديد.