التطورات التي شهدتها السعودية قبل أيام بعد وفاة الملك عبدالله، والأحداث المهمة في مصر بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، قد يؤثران في صورة المشهد الإقليمي خلال الفترة القادمة، ولا يقلان أهمية عما شهده اليمن من تصعيد خطير خلال الأيام الفائتة. السعودية من الدول المحورية والمركزية الفاعلة إقليميا، ولا شك أن توجهاتها السياسية تلعب دورا مؤثرا في مسار الأحداث في الإقليم. وقد يكون مبكرا الخروج باستنتاجات وتنبؤات حول مدى تأثير الانتقال السلس للسلطة في السعودية على سياساتها المستقبلية إقليميا، غير أن العديد من المصادر السياسية والإعلامية تشير إلى ارتياح بعض الأطراف الإقليمية وانزعاج أخرى من السياسات السعودية المتوقعة، رغم أن القيادة السعودية الجديدة أكدت أنها تسير على النهج الذي سار عليه السابقون. ثمة ترجيح لدى تلك الأوساط السياسية والإعلامية بأن السياسة السعودية لن تتخلى عن فاعليتها وديناميكيتها الإقليمية، لكن ربما بمقاربات مختلفة نسبيا. وتتوقع تلك الأوساط قراءة سعودية فاحصة وتقييمية للأوضاع المضطربة التي يموج بها الإقليم وتفرض على العرب تحديات كبيرة في مواجهتها، ويرجحون سياسات متوازنة بعيدة عن الاندفاع والانفعال غير محسوب العواقب، الأمر الذي من شأنه أن يعزز دورا سعوديا إيجابيا تحتاجه المنطقة التي لا تحتمل أي مغامرات أو اندفاعات. ولا شك أن عامل السنّ والخبرة لدى القيادة السعودية يتيح لها التعاطي بقدر كبير من الحكمة مع ملفات شائكة شديدة التعقيد تحتاج إلى تعامل سديد. «إسرائيل» تبدو منزعجة من التطورات في السعودية، وبعض الدول الخليجية التي اندفعت في توتير الأوضاع الإقليمية خلال العامين الأخيرين لن تكون مرتاحة لما جرى، والنظام في مصر ينظر بقلق وتوجّس إزاء المستقبل. في المقابل كان ملفتا لوسائل الإعلام أن يكون الرئيس التركي أردوغان وأمير قطر تميم في مقدمة المشاركين في جنازة تشييع الملك الراحل، في حين غاب آخرون. بالانتقال إلى مصر، فإن الحراك النشط الذي شهده الشارع المصري في ذكرى الثورة، عبّر عن حيوية كبيرة ربما لم يتوقعها أولو الأمر الذين اعتقدوا أن روح الثورة ذوت وتراجعت. الشباب المصري بات على يقين من أن ثورته خطفت وأجهضت، وأن رموز النظام السابق عادوا إلى واجهة الأحداث بصورة أسوأ مما كان عليه الحال قبل الثورة، فخرج إلى الشارع بقوة تؤشر إلى تزايد الزخم الثوري في قادم الأيام. ولا شك بأن السلطات المصرية والمتحالفين معها إقليميا شعروا بكثير من القلق لأحداث 25 يناير التي ربما تشكل إيذانا بتحول مهم في حراك الشعب المصري لاستعادة ثورته المسلوبة. ثمة تفاؤل بأن يكون للسعودية، بما تتمتع به من ثقل ديني وسياسي واقتصادي، دور إيجابي مهم في لملمة الواقع العربي المتشظي، وفي مواجهة التحديات العربية وتحديدا في اليمن ومصر.
تطورات مهمة في السعودية ومصر
أخبار البلد -