كشف تقرير اقتصادي حديث ان «الأسَر الأكثر ثراء في الاردن تستهلك حصة اكبر من دخلها على البنزين، في حين ان أكثر الأُسر الفقيرة تُنفق دخلها على اسطوانات الغاز». هذا بحسب المرصد الاقتصادي الاردني.
ويخلص التقرير، الى أن ّ»زيادة اسعار الغاز سيؤدي الى زيادة أكثر دراماتيكية في الفقر من 14 ـ 15 %.
وكوني لستُ خبيرا اقتصاديا وبالكاد أحسب راتبي «على ضآلته».أشعر أن «الفقير» دائما هو ضحية أية زيادات في الأسعار، وحتى لو كانت المشكلة في الصين او نيكاراغوا.
وخلال السنوات الماضية التي شهدت «ارتفاااعات» في أسعار البنزين، لم يختلف الوضع في شوارعنا، وظلت السيارات تجوب الشوارع ليلا ونهارا دون ان تبدو هناك «مشكلة». وجاء «التقرير» ليؤكد ملاحظتي، مع الاشارة الى ان هؤلاء الذين لا يتأثرون هم «الأثرياء»، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد وجود أية زيادة في اسعار اسطوانات الغاز.
وبعقلية «الفلاّح» البسيط، أحسبها كالتالي:
البنزين، يعني السيارة ويعني أهمية الإستعراض والتعوّد على الخروج والخروج او «الظهور» باللهجة اللبنانية يعني ان تدعو الناس لرؤيتك وانت تقود سيارتك. وكلها امور مرتبطة بالناحية النفسية، لشخص صاحب السيارة.
وهذا يعنيه «البنزين» أكثر من الآخرين «الفقراء»، أمثالي، الذين بمجرد ان يرتفع سعر البنزين، يركن سيّارته ويعتمد على «المواصلات» العادية او على»الموتو/ رِجْل»،حسب الحالة الجوية. وذلك كي يوفر «البنزين» للضرورات والضرورات فقط!
الفقير، يهمه أكثر توفير الطعام لعائلته. ولهذا يعنيه «الغاز»، وعادة ما يتغزّل بـ»جرّة» الغاز باعتبارها «الحبيبة» الغالية، وتحديدا في الشتاء وفي ايام البرد القاسية.
وللإنصاف، ومع احترامي لتقرير «المرصد الاقتصادي الاردني»، هناك مسألة تتعلق بترتيب الأولويات. كما ان «التقرير» لم يُشِر للكاز «رفيق الفقراء».
هناك من يعتبر السيارة رمزا «للفحولة «بالنسبة للرجال، وتعبيرا عن «الطبقة البرجوازية» بالنسبة للنساء حتى لو كانت لا تجيد قيادة السيّارة.
«طوبى» للفقراء
و»طوبة» للأغنياء!!