يقال أن على المسؤول الذي يغادر موقعه أن يصمت لمدة سنة على الأقل حتى لا يشوش على خلفه أو ُيتهم بأنه يذكر بنفسه لعله يعود إلى الموقع بأسرع وقت ، أو يتهم بالانتقال إلى المعارضة والإدعاء أن كل شيء وراءه أصبح خراباً. ولكن ماذا بعد مرور السنة؟.
أقول ذلك بمناسبة المقابلة المطولة التي أجراها رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي مع مجلة أردنية تصدر بالعربية ولكنها تحمل اسماً بالانجليزية هو (بزنس انتلجنس). وفي المقابلة مجموعة من الاقتراحات المثيرة للجدل وعدد أكبر من العموميات التي لا يختلف عليها أحد.
نشرت المقابلة تحت عنوان: كفانا ترحيلاً للمشكلات ولنعالج أزماتنا من جذورها.
الأزمات التي أورد الرفاعي ذكرها في المقابلة تتناول البطالة الناشئة عن أسلوب التعليم ، والضغط الذي يعاني منه القطاع الخاص والمستثمرون ، وزيادة الضرائب ، ودور الحكومة في مراقبة القطاع الخاص وليس التدخل فيه.
وهي تحديات ربما كان الرفاعي ينوي التصدي لها لولا أن الربيع العربي داهم حكومته فلم يأخذ الوقت الكافي لتحقيق برنامجه.
من العموميات التي وردت على لسان الرفاعي دون أن يخرج منها بنتائج محددة: ضرورة تشخيص الواقع بصورة (دقيقة) ، أهمية تحديد الأولويات وطريقة إدارتها ، رسم برنامج متكامل للتعامل مع التحديات ، السير على الطريق الصحيح ، معالجة المشكلات المتراكمة بصورة صحيحة ، إصلاح التعليم ، إلى آخره...
الأفكار الرئيسية التي يطرحها الرفاعي في المقابلة هي ضرورة تشجيع القطاع الخاص وتوسيع دوره ، رفض فكرة ترميم الموازنة من جيوب المستثمرين ، الإبقاء على قانون ضريبة الدخل السابق ، الاستقرار التشريعي ، الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص.
سمير الرفاعي نشأ في بيت سياسي أباً عن جد ، ونجح في جميع المناصب التي أشغلها في القطاعين العام والخاص ، وأمامه سنوات طويلة وفرص عديدة لتطبيق ما يطالب به.