ومع ذلك، فلا أحد يقوم بدوره كما ينبغي بمساعدة ودعم ورعاية هؤلاء، وهذا ما يُشكّل أزمة أخلاقية دولية فاضحة، ونفاقاً عالمياً مكشوفاً، فالكلام المُعلن هو أنّ المشاركة في الأزمة بالمال والسلاح كانت من أجل مصلحة الشعب السوري، لتحقيق الحرية والأمن، وها هو ذا الشعب يعيش خارج بلده.
مشهد اللاجئين السوريين في عزّ البرد والثلج مُحزن، ومؤسف، ويدعو إلى البكاء، وهو مشهد لم يعد مهماً للإعلام الغربي الذي وضع المسألة الإنسانية في آخر سلّم أولوياته، وهذا نفاق جديد، في وقت تستغيث فيه المنظمات الدولية وتصرخ بأنّ ما يصل لا يلبي سوى القليل القليل من الأساسيات.
الأردن قام، ويقوم، بدوره، ولبنان يسارع الآن لوقف التدفّق، وتركيا تستعمل اللاجئين كورقة سياسية، وفي هذه الأثناء يبدو الأطفال اللاجئون القنبلة الموقوتة التي ستنفجر بعد سنوات على شكل موجات تطرف جديدة، ومع ذلك فلا حياة لمن تنادي.