اخبار البلد- بات إضراب المعلمين اليوم مشكلة أكثر تعقيدا من ذي قبل،هذا التعقيد نتج عن سوء في إدارة الأزمة،وبالتالي التعاطي معها. الحكومة فشلت في هذا والدليل هو ترحيل المشكل من حكومة لأخرى ومن وزير لوزير. كونها تعاملت مع مطالب المعلمين بصورة شبة أيدلوجية تهديميه اتهاميه،ليقودها إلى تبسيط الأمور وليوصلها لميل أشبه بالانهيار،هذا الميل أضحى موضع استهجان تساؤل،تتحمل وزرة الحكومة جراء عدم أخذها الأمر بشي من الجد،واتكالها على أساليب ليست بناجعة في تعاملها مع الحراك،كما يقع وزره على وزارة التربية التي انهمكت وأهلكت قلبها في البحث عن وسائل تمنع تطور الحراك،ونسيت الهدف الأسمى الذي انطلق من اجله.
من المحزن بمكان تلك الصورة التي شيدت عليها الوزارة موقفها،معتقده أن السبب في المطالبة بنقابة هو مالي بحت لذا صير الى علاج زيادة الرواتب، لتحسين وتصويب أوضاع المعلمين،هذا في حقيقة الأمر ليس بصحيح،فالقصة بالأصل لها علاقة بحماية التربية والتعليم وتطوير عملها وعلاقتها،مما ينعكس ايجابيا على أطراف المعادلة،التعليمية التربوية التي أصيبت بشرخ عميق.
الخيبات المتتالية،قادت اللجنة الوطنية العليا لاحياء نقابة المعلمين إلى الإعلان عن إضراب مفتوح،لحين تلبية مطالبها بعين من الجد وشي من الاهتمام القائم على التحقيق الذي لا شبه فيه
بطبيعة الحال،تلكؤ الحكومة والوزارة في تعاملها مع هذا الحراك ليس وليد اللحظة،انما هو امتداد توزع بين عصور ثلاثة وزراء(إبراهيم بدرن،خالد الكركي،تيسير النعيمي)دونما أن يحرك أي منهم ساكنا.لإيجاد أرضية مشتركة تحقيق المطالب وان بحدها الأدنى.
إضراب المعلمين اليوم عاد للمربع الأول من الخطورة بمكان(وكأنك يا أبو زيد ما غزيت) كونه قد يتحول مع الأيام من مطالب إلى مشاكل،ستطال الطالب الذي هو هدف العملية التربوية برمتها.
قبل أشهر خلت،جلسنا أكثر من وزير التربية الأسبق الدكتور إبراهيم بدران،تحدثنا بصراحة عن أهداف النقابة وأسبابها ومشاريعها،خرجنا على وقع تفهم الرجل للأمر، لكنة أخلى موقعة.
ساكن جديد،استبشر المعلمون به خيرا،واقصد هنا الدكتور خالد الكركي، الذي أمته اللجنة والوطنية من كل حدب وصوب وأكثر من مره،لكن دون جدوى،غادر الكركي مكتبة وبقيت علامة السؤال تبحث عن إجابة،بعد مشوار طويل.
هنا،عاد ابن التربية والتعليم إلى عرينه،واقصد معالي تيسير النعيمي،جالس هو الأخر اللجان وجلسوا اليه،لكن للأسف تكرر نفس السيناريو،القائم على المماطلة والوعود القائمة على السراب،بقيت علامة السؤال تبحث وحيدة عن جواب،لكنها الحقت بها علامة تعجب جراء طول انتظار وترقب.
عين النصائح،وان كانت بصورة موسعه،أدلينا بها في ساح الدكتور احمد العياصرة الأمين العام للشؤون التعليمية والفنية،حيث تفهم الرجل مطالب المعلمين،بل وقام بتشجيعها،فجلس واستمع وحاور وخاطب الجميع.
لكن،النتيجة كانت واحده،التغير لم يحدث،والعياصرة لم تشفع له رحابة صدره ووجهة البشوش،كما لم يشفع له فهمه الأكبر لطبيعة هذا الحراك.
الجميع حاولوا جاهدين ردم الهوه بين كافة الفرقاء،الا أن هذه الجهود ارتطمت بصخرة بعض الجهات،وأبقت القضية في مهب الريح. خاصة بعدما تحولت الوعود إلى معارك كسر عظم قائمة على إيجاد لجان مضادة للجنة والوطنية العليا،تقول هي الأخرى بتمثيل الحراك،لكنها تتحرك وفق رغبات جهات حكومية وأمنية.
الإضراب بدا اليوم،وهو كما قيل مفتوح،الحكومة أغلقت أبواب حوارها وسدت نوافذ اتصالها.الخاسر كما نقول دوما الطالب.وهذا للأسف كارثة كبرى.
الحكومة،و وزارة التربية والتعليم،متهمتان بتشجيع الإضراب،كونهما قاما بجر لجان المعلمين اليه جرا نتيجة سلبية الحوار وتسرعه وترحيلة من وزارة إلى أخرى ومن وزير إلى أخر دون الالتفات إلى الهدف الحقيقي.فهل نحن بحاجه إلى إضرابات واعتصامات أخرى.
يا حكومتنا، يا وزارتنا الله يهديكم،هناك ألف طريقة وطريقة،وباب باب،ونافذة نافذة،وزنقه زنقه،وبيت بيت،للحوار يمكن الولوج اليها، لجسر وجهات النظر والحيلولة دون تطورها.
في النهاية نقول:هل الحكومة هل الوزارة جادة فعليا في تلبية مطالب المعلمين،لتنطلق في مرحلة تشاركيه تقوم على التطوير والبناء لا الهدم والتخريب. لعلنا بصورة او بأخرى صرنا أمام تساؤل يدور في هذا الإطار القاتم ميزته شك و ريبة؟؟؟
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com