اخبار البلد- كشفت مصادر عسكرية في قاعدة بنينا الحربية لـ "الشروق" بأن ضباطا كبارا في الجيش الليبي عادوا من الخارج إلى المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها الثوار، وشرعوا منذ عودتهم قبل يومين في إصلاح الطائرات الحربية في المطارات العسكرية بالمنطقة الشرقية، وتمكنوا من إصلاح بعضها، واستخدموا لأول مرة طائرتين عصر أول أمس في دحر قوات القذافي التي كانت تتقدم باتجاه أجدابيا.
- أكد أحد ضباط سلاح الجو بقاعدة بنينا الحربية في بنغازي لـ "الشروق"على أن طائرتين تابعتين للثوار أغرقتا بارجتين حربيتين تابعتين لسلاح البحر التابع لمعمر القذافي.
- وكشف الضابط بأن الطائرتين "ميغ 23" و العمودية "35" انطلقتا من قاعدة بنينا في طلعتين الأولى كانت صباح أمس والأخرى منتصف النهار، وتمكنتا من قصف بارجتين، إضافة إلى عدد من الدبابات في مواقع المواجهة بأجدابيا والبريقة.
- وتابع أن طائرتي المعارضة تمكنتا من إرباك قوات القذافي، وأن الضربات الجوية التي شنها الثوار على الكتيبة الأمنية التي كانت متقدمة نحو أجدابيا أسفرت عن تدمير جزء كبير منها، ومكنتهم من استرجاع قرابة سبعين من آليات هذه الكتيبة، التي هرب عدد كبير من أفرادها وتشتتوا في الصحراء.
- وأفاد مصدر عسكري آخر أن طائرات تابعة للثوار أصابت سفينة ثالثة في المنطقة البحرية القريبة من أجدابيا، بعد إغراقها سفينتين حربيتين تابعتين للقذافي.
- وعن طبيعة هذا التحول في صفوف الثوار، خاصة استخدامهم لطائرات حربية لأول مرة، قال الضابط : جيش الثوار أصبح أكثر تنظيما، وكتائب القذافي بدأت تدرك هذا التحول، وهي تهرب حين ترى أي قوات للثوار برفقة قوات جيش المعارضة.
- وفي محاولة للتغطية عن إخفاقات قوات القذافي خلال معارك أول أمس، قام طيران القذافي بغارة جوية على مطار بنينا في بنغازي فجر اليوم، إلا أن مضادات الطيران التابعة للجيش الوطني تصدت لها، وأجبرتها على التراجع.
- ويتواصل هبوط طائرات عسكرية على مطار بنينا، وأطقمها تعلن انضمامهما إلى الثوار، وبحسب المصادر في القاعدة العسكرية فإن عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار بنينا منذ ليلة الأمس وحتى الآن، وصل إلى سبعة.
- إصابات في عائلة القذافي
- من جانب آخر أكدت مصادر عسكرية في غرفة العمليات ببنغازي لـ "الشروق" أن هناك هجوما حدث في باب العزيزية في طرابلس معقل القذافي، مشيرة إلى أن التفجير كان عملية استشهادية قام بها طيار أقلع بطائرته من قاعدة معيتيقة وألقى بها وبحمولتها على باب العزيزية، وتم على إثرها نقل شخصيتين مهمتين لمستشفى الحروق والتجميل بطرابلس وانتشار حراسة مشددة حول المستشفى ومنع الاتصالات بها، إلا أن هناك أنباء غير مؤكدة بأن الشخصيتين هما من أبناء القذافي.
- ومن جانب آخر أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد استخدام الثوار سفنا حربية لمنع وصول إمدادات الأسلحة والنفط إلى نظام القذافي في طرابلس، مؤكدا أن السفن البحرية التي تحمل هذه الإمدادات أغلبها تركية.
- اختطاف مصري
- وفي تطور ملحوظ اختطفت عناصر تابعة لمعمر القذافي أمس، أحد المسعفين المصريين في بنغازي، واتهمته بـالتخابر والانتماء لتنظيم القاعدة، فيما وعدت القنصلية المصرية بالمدينة بالتفاوض لإطلاق سراحه.
- ونزل اختفاء المسعف عبد الخالق السيد عبد الخالق، كالصدمة على أفراد أول قافلة طبية مصرية تصل إلى وسط بنغازي التي يسيطر عليها الثوار الليبيون المناوئون للحكومة الليبية،
- وبعد ساعات من اختفائه صدر بيان عن اللجان الثورية التابعة للقذافي، أذاعته "الجزيرة"، ذكرت فيه أنها أسرت عبد الخالق بتهمة التخابر والانتماء للقاعدة.
- وقال مالك العسال، أحد الأطباء المصريين في المستشفى الميداني بميدان الحكمة في بنغازي، لـ "الشروق" : إن عبد الخالق يبلغ من العمر 19 عاما، كان يقوم بدوره كمسعف متطوع أثناء تواجد القافلة الطبية في ميدان قتال على مشارف مدينة "البريقة" التي شهدت منذ 4 أيام معارك دامية، موضحا أنه بعد خروج طاقم القافلة من مستشفى البريقة للعودة إلى بنغازى اختفى عبد الخالق تماما وبعد جهود مضنية في البحث عنه قررنا إبلاغ القنصلية ببنغازي.
- مخزون 6 أشهر وتهديدات للإعلاميين
- وعلى صعيد آخر أكد رئيس مركز توزيع جليانة للمواد الغذائية، المهندس فؤاد حمد المصلي، أن مخزون المواد الغذائية بمدينة بنغازي يكفي 6 أشهر، وأضاف أن وضع البلاد من هذه الناحية جيد بسبب فتح منفذ السلوم الذي سيؤدي إلى تحسن الأحوال.
- وقال رئيس المركز إن منظومة أسست لتوزيع المواد على المواطنين عن طريق لجان المساجد، وستستفيد منها جميع العائلات المحتاجة بمعرفة لجنة المسجد بالمنطقة.
- وأفاد أن هذه المساعدات وصلت من عدد من الدول والمنظمات من بينها إيطاليا ومصر وقطر، إضافة إلى الجالية الليبية في الخارج، وتجار مدينة بنغازي، والمنظمة العالمية الرائدة المستقلة للأطفال.
- وأكد مصدر مطلع بميناء بنغازي البحري وصول فرقاطة حربية تركية محملة بـ 54 حاوية مساعدات من أغذية وأدوية، ومخبزة متنقلة إضافة إلى 11 حاوية بضائع للتجار بالمنطقة الشرقية.
- وأضاف المصدر أن الباخرة نقلت 80 لاجئ تركي كما قامت بإحضار 30 شخصا من فريق تابع للصليب الأحمر من بينهم خليجيون.
- وفي محاولة لتهديد الإعلاميين المقيمين في المدن المحررة أعلنت الهيئة العامة الليبية للإعلام الخارجي عدم مسؤولية ليبيا عن سلامة الصحفيين العرب والأجانب الذين دخلوا من دون اتباع الإجراءات القانونية المعمول بها في البلاد.
- وقالت الهيئة التابعة لوزارة الخارجية الليبية في بيان لها: إن الجماهيرية العظمى لا تتحمل أي مسؤولية قانونية وأخلاقية عما يمكن أن يتعرض له الإعلاميون من مخاطر تهدد أمنهم الشخصي في حال مخالفتهم للقواعد المعمول بها.
- شهود عيان من العاصمة الليبية يؤكدون:
خميس القذافي في قسم العناية المركزة بمستشفى الحروق في طرابلس
الثوار ألقوا القبض على قتلة مصور "الجزيرة"
دلولة حديدان
أكد شهود عيان من العاصمة الليبية طرابلس أن العملية الانتحارية التي قام بها الطيار الليبي على معسكر باب العزيزية، أول أمس، أصابت خميس القذافي، وهو يقبع في العناية المركزة بمستشفى الحروق بطرابلس، الذي يخضع للحراسة المشدّدة، ويمنع الزوّار من الدخول إليه.
وأفاد المعارض الليبي جمعة القماطي أن "باب العزيزة عاش ليلة مرعبة بعد أن حوّل الطيار محمد مختار عصمان وجهته من قصف أجدابيا شرقا إلى قصف باب العزيزية غربا، أعقبه إطلاق مستمر للرصاص في الداخل".
وقال المتحدث، في اتصال مع "الشروق" أن شهود عيان أكدوا أن "خميس القذافي هو من أصيب في هذا القصف بحروق خطيرة، ونقل على إثرها إلى مستشفى الحروق بطرابلس، وطوّق هذا الأخير بكتائب أمنية ومنعت زيارة المرضى، للحفاظ على عدم انتشار الخبر".
من جهته، فسّر المعارض الليبي عبد المنصف البوري خروج كلا من القذافي وسيف الإسلام للإعلام، للتأكيد للرأي العام أنهما على قيد الحياة، لأن الإشاعات بدأت تنتشر بشأن إصابة أشخاص من باب العزيزية إثر هذا القصف المباغت.
وذكر البوري أن 300 جندي من كتائب القذافي استسلموا أمس، وتم أسر 15 آخرين بأجدابيا، كما تم استرجاع 8 سفن حربية وتدمير 16 دبابة تابعة لكتيبة خميس بمصراتة، منوّها بأن الثوار مازالوا يسيطرون على مصراتة والبريقة وأجدابيا، رغم الأخبار التي يشيعها أتباع القذافي.
كما قال القماطي أن تسعة ضباط استسلموا نهار أمس، وانضموا إلى حركة الثوار، وتم استرجاع بنغازي، وتم تحويل ثلاث سفن حربية نحو أجدابيا وبريقة وقصفها، حيث غرق اثنتان منها.
وأضاف القماطي أنه تم أول أمس إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص من بينهم سيدة من حركة اللجان الثورية، كانوا منفذين لعملية اغتيال مصوّر الجزيرة علي حسن الجابري، وقال أنهم من خلال الاستنطاق الذي خضعوا إليه، أنهم أقروا باستنطاق من الثوار أنهم استهدفوا هذه القناة دون غيرها، لأن القذافي يعتبرها أكبر محرض ضدّه، وكذا لترويع بقية الفرق الإعلامية في البلاد.
وأكد محدثنا أن الثوار تحصلوا على كشف لخطط كتائب القذافي في الأيام القادمة، مما نبههم الى تغيير خططهم، وذكروا أن القذافي كان يهددهم إذا لم يقاتلوا ضدّهم سيقتلون، كما فعل مع العشرات
منهم في البداية.
مقتبس وفاء عبد الكريم الزاغة