لا يخفى على احد أن المسيرات أصبحت الشغل الشاغر للناس ، وهذه المسيرات بين مؤيدة ومعارضة ، وفي الحقيقة وحين تأملت وسألت نفسي أنا معين مع المؤيدين أم المعارضين ، واكتشفت أيضاً من خلال هذا السؤال أنني لست الوحيد المحتار فهنالك الكثيرين احتاروا بأمرهم ، ومن هنا بدأت بعمل تحليل بسيط للأمور حتى أتخذ موقفاً واضح ، هل أنا معارض أم مؤيد ، أو حتى بلطجي المهم أن يكون موقفي واضح.
فمسيرات يوم الجمعة: هي معارضة وتقول نعم لمحاربة الفساد ونعم للإصلاح ونعم لمجلس نيابي جديد على أساس قانون انتخابي جديد ، ولا لقانون الصوت الواحد الذي أضعف مجلس النواب... فهذا طرح جميل ولا أحد يحب الفساد غير الفاسدين.
أما مسيرات يوم السبت: فهي تقول أنها مؤيدة وتعبر عن تأييدها لدعوة الإصلاح التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ، ومثمنين حرص جلالته وتوجيهاته للحكومة لإجراء إصلاح في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما يؤكد المشاركون في هذه المسيرات عن رفضهم احتكار بعض الأحزاب والقوى السياسية للعملية السياسية والإصلاحية .. وهذا أيضاً طرح جميل هو يدعو للخير والإصلاح أيضاً.
ولكن هنالك أمر يحتاج للتوضيح وهو أن المعارضة والتي تُمثّل بالأحزاب تريد قانون انتخاب جديد وهذا يعني مشاركة النخب السياسية القادرة على تحمل مسؤولياتها في مراقبة الأداء الحكومي ، وبالتالي يضمن الشعب عدم تفرد الحكومة بإصدار قرارات لطالما أرهقتهم كثيراً ، خصوصاً على المستوى الاقتصادي والذي تبعه سلسلة من المشاكل الكبيرة على المستوى الاجتماعي ككل ، والتي يعرفها المواطن الأردني جيداً .
كما أن الجميع يعرف أن الأحزاب في الأردن ليس لديها التمثيل القوي ، وليست المحرك الرئيسي لهكذا مطالب ، فالكل يدعوا للإصلاح، وأن المواطن الأردني لا يهتم للتحزب بدليل لو قمنا بعمل استطلاع لكافة المجتمع الأردني لمعرفة من ينتمي لحزب ومن لا ينتمي فأعتقد أن الجواب واضح ، وبالتالي هنا أستغرب أن مسيرات السبت ترفض احتكار الأحزاب العملية السياسية ، كما لو أن تلك الأحزاب فعلا تفعل ذلك ، أو أنها تطلب أن تكون كذلك.
وهنا أعود للمربع الأول من الموضوع أنا مع مين ، فانا لست حزبياً ولكن مع مطلبهم في الإصلاح ومحاربة الفساد وأنا مع طرح سيد البلاد المفدى والإصلاحات التي يقودها لمحاربة الفساد ، كما أنني لست بلطجياً حتى أقوم بعمل أعمال تخريبية وتحريضية في كلتا المسيرتين، وعلى ذكر هؤلاء ( البلطجية ) من أين أتوا ، هل هم هؤلاء نفس الذين كانوا في ميدان التحرير في مصر أم هم من ( دولة بلطجستان) ، المعادية للأردن والعرب بشكل عام.
كما أننا أخشى أن أسير في مسيرة الجمعة فيقال عني أنت معارض وضد مصلحة البلد، وإن سرت في مسيرة السبت أخشى أن يقال عني أيضاً أنت معارض وضد مصلحة البلد، يعني حيرونا.
ولهذا قررت أن أطالب بعمل ( مسيرات يوم الأحد ) تطالب بعدم الاحتكار ، وتطالب بالإصلاح ، وقانون انتخابي جديد يرعى مصالح الوطن ، وكذلك مؤيدة للإصلاحات السياسية والاقتصادية والإصلاحية ، وضد البلطجية.
ولكن ماذا يجب أن نسمي هذه المسيرات ، هل بالمؤيدة أو الرافضة ولكن كلتا التسميتين محجوزتين ، ولهذا يجب أن نسميها مسيرة ( وحدة الأردن أو حب الأردن ) فاختاروا بينها إن كنا حقاً نحب الأردن ونحب له الأمن والخير والأمان ، ولا أجد خيراً من دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ( رب اجعل هذا البلد أمناً )
خالد جبر الزبيدي
14/3/2011