اِعتصاماتٌ أَم شَكاوى وَالْتماسَاتْ...؟

اِعتصاماتٌ أَم شَكاوى وَالْتماسَاتْ...؟
أخبار البلد -  

اِعتصاماتٌ أَم شَكاوى وَالْتماسَاتْ...؟

 

ما نشهده من ظواهر إعتصاميّة من موظفي القطاعين العام والخاص بطريقة العرض المتواصل والمستمر بتذكرة واحده في بعض دور وصالات العرض، والنّوم على ما تيسّر لهم من أرصفة أمام مجلسي الوزراء والنّواب، أو أينما وكيف كان؛ ليس إلّا جلباً للغيبة والنّميمة لأنفسهم، وتشخيصاً ووصفاً لطبعنا الذي غلب التّطبُّع، ولما وُلِدْنا ويُرجّح موتنا عليه...، وهو طلب القتيل العُتق والرّحمة و الشّفقة والسّلامة من القاتل، فهل يُغيث القاتل قتيله؟ وهل سيسمع المجني عليه صرخةَ (وآآقتيلاه) من الجاني؟

 

ألم  (تُزغرد) الحكومات السّابقة وإمتدادها الحكومة الحاليّة بلسان رطب طويل، ويصاحبه تصفيقُ حار بأكفٍّ مجالس النّواب السّابقة والّلاحقه؛ لقرارات الخصخصة و البيع للمصانع والمؤسسات، والتي تعتصمون وتقفون الآن إحتجاجاً وشكوى على المُشتري المُجيب مَشكوراً لطلب العون والمساعدة من بائعٍ مهاود؟

 

تساؤلي هو: أين كنتم عندما تجرأت الحكومات، ووقّع النّواب على خصخصة وبيع مصانعكم ومؤسساتكم؟

 

هل تسمحوا لي بأن أتوقّع لأعرف أين كنتم؟

 

توقّع 1: منكم من (أعطاها غرشه) لعلّ وعسى يتم البيع فيحصل على (مَصريّات) التّقاعد المُبّكِر.

 

توقّع 2: منكم من لعب على ورقة أن يبقى في وظيفته من قبل المالك الجديد؛ أملاً وطمعاً بالحصول على علاوات ومكافآت جديده...(صار صار، ما صار...، شو ورانا هيْنا قاعدات).

 

توقّع 3: منكم لم يُحرِك ساكناً كردة فعل إعتراضيّة على سوء الادارة في القطاع العام، وعلى فساد رؤساء مجالس الادارة والمديرين الذين أكلوا الأخضر و اليابس للشّركة أو المصنع، ولم يتركوا لكم سوى الذّل والمهانة، فكانت الّلحظة المناسبة التي تمنّيتم فيها الخلاص من الفسدة، وليأتي مالك جديد يخاف على ماله.

توقّع 4: منكم من كان لديه الوعي و الحس الوطني، ويعلموا أنّ البيع يعني بيع الوطن وبداية الجحيم، فلم يبخلوا بكلمة أو بذل جهدٍ بالاعتراض على ذلك...، ولكنّهم كأقليّة يئسوا أخيراً، لتُخرِسُهم منكم الأغلبيّة المهلّلة المرحّبة للبيع.

 

وبما أنّ النّتيجة مرّه، ونعيشها بكتمان، ونتمنّى من الله النّسيان...، فهي على الوطن عامة، وعليكم أيّها العمّال بخاصة؛ أمرُّ وأمرْ...، ولكن كيف؟

بالنّسبة للوطن؛ فالنّتيجة المرّة هي أنّ النّائمين والقاعدين على صنع القرار، باعوا المصانع و الشّركات بالبخس و الخسة، فأُهدِرتِ الثّرواتُ بعد تقطيع أوصالها وتجزئتها، وبيعها بسعر الأرض الخلاء فقط، وبالتّالي لم تعد الدّولة (بِطنَّتها ورنّتها) تملك شيئاً بعد إهدار حقوقها وممتلكاتها، وبعد أن أحالها أبناؤها العاقُّون الفاسدون والمفسدين من سماسرة المال و السّياسة بإعتلالٍ جسيم من الدّرجة الأولى على التّقاعدٍ المُبكّر...!

 

أمّا العمّال والموظفين المعتصمون الآن، وسكتوا عن بيع مصانعهم وشركاتهم؛ فهم تلّقوا صفعة تلو صفعة إلى أن زادت وكبرت لتصبح الآن صفعات لا قِبل لهم بها من المالكين الجُدد، فاغتصبوا مكتسباتهم واعتدوا عليها، بعد أن شرذموا وفتّتوا شركاتهم ومصانعهم.

 

إنّ وقوفكم الآن في وقفات واعتصامات احتجاجيّة يثير فينا العطف والتضامن، لكن مطالبكم بعلاواتٍ متأخرة، ومكافآت وأجور مؤجّله، وتقاعد مُبكّر؛ تصيبنا بالدّهشة و الانكسار والاحباط، فهل سيُسمن أو يُغني عنكم مبلغ (15 – 20) الفَ دينارٍ كمبلغٍ تَحصلون عليه بعد تقاعد مُبكّر في خِضَمِّ ما نعيشه من ارتفاع قيمة الشّراء على جميع مستويات سوقنا المجنونة، فهل هي تجلب لك الآن نصف شقة في حيٍّ شعبي؟

للاسف الشّديد، أنتم لم تدافعوا عن مصانعكم وشركاتكم أوّلاً والأردن ثانياً؛ إذِ إنهزمتم ولم تَتِّحِدُوا  تحدِّياً لاستغلالكم، فرّطتم بحقوكم وحقوق الوطن عندما خضعتم للحكومات، فتعلنون الإضراب من أجل زيادة الأجر وتحسين العمل والحصول على تقاعد مُبكّر؛ لا من أجل بيعكم من قراصنة مُستَخِفّين بنا جميعاً لمالك مُستَخِفٍّ الآن بكم، وليس من باب الخوف على وطنٍ يُباع ويُشترى... .

 

وإلى من سيقول أنّ الأردن تشهد إنفتاحاً على الآخر، وارتفاعاً في سقف حريّة التّعبير، والمطالبة بالحقوق والاصلاح والتّغيير، وما هذه الاحتجاجات والوقفات الاعتصاميّة و الاضرابات العماليّه ...وغيرها؛ إلّا دليلٌ قاطعٌ على ذلك، أقول:

 

نعم...، إنّها كذلك في قشورها، ولكنّها من أجل زيادة عشرة أو عشرون ديناراً، أو  الحصول على تقاعد مُبكّرٍ، أو تغيير مدير...، وغيرها من المطالب النّفعيّة والماديّة في ألبابها، وما  يَكسُر الرّوح ويُغَرّب النّفس، ويُحيّر الفكر؛ هو أنّ هذه المطالب جميعها تأتي  لٍتُطْلَبُ من رئيس حكومة، ووزراء، ومجلس نوّاب، ومدير جريدة ، ورئيس جامعة، أو مُفوّضيّة سلطة ...، و...، و...، وكأنّ أرواح ونفوس هؤلاء العمّال والموظّفين لم تُذبحْ بسكاكينهم الحادة والمؤلمة في الأشهر الحُرمِ.

 

بالصّورة الحاليّة؛ هذه ليست اعتصامات وإضرابات من منظور السّياسات والإنتماءات الوطنيّة؛ هذه طريقة جديدة ومبتكرة لتقديم شكاوى وعرائض والتماسات في طلب الحصول بسعرٍ مناسبٍ على ضلع أو ضلعين من لحوم مستوردة (صينيّةٍ أو أستراليّه)، بعد أنْ بِيعتِ بأبخس الأثمان: أغلى وأثمنُ (المَعاْليِقِ) البلديَّهْ...!؟

ورحم الله الشّاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، وأدخله فسيح جنّاته...، إذْ يقول:

 

وطنٌ يُباعُ ويُشتَرَى

..........وتَصيحُ فليَحيَا الْوَطَنْ

لَوْ كُنتَ تَبغى خَيرَهُ

..........لَبذَلتَ مِن دَمِكَ الثَّمَنْ

ولقُمتَ تُضمِّدُ جُرحَهُ

........لَو كُنتَ مِنْ أَهلِ الفِطَنْ

 

 

شريط الأخبار الحوثي: أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال يُعتبر «هدفاً عسكرياً» الأمن العام يحذر من الهطول المطري الشديد وتشكل السيول تطبيق "حكيمي" يتخطى 900 ألف مستخدم ويوصل الأدوية لـ 145 ألفا وفاة أربعيني في منزله... الأمن العام: رغم التحذيرات المتعدّدة والمتتالية ما زال البعض يسيء استخدام وسائل التدفئة الكرك... غزارة الأمطار أدت إلى انهيار جزء من المدينة القديمة وجزء من سور القلعة بحضور مدير المخابرات ... الصفدي يلتقي الشيخ لبحث تطورات المنطقة الأرصاد الجوية: الموسم المطري جيد ونسبة الهطولات المحققة وصلت لـ27% سدود مائية امتلأت بالكامل بعد الهطولات المطرية آخر مستجدات تأخير دوام المدارس والجامعات نظرًا للأحوال الجوية السائدة "المستشفيات الخاصة": نمو السياحة العلاجية بنسبة 4% نقابة المحروقات تدعو للتعامل مع صهاريج الديزل المرخصة وتحذر من الغش اللواء الحنيطي: إسناد جوي وناري فاعل لحماية الحدود وتدمير الأهداف المعادية وزارة التربية: امتحانات "تكميلية التوجيهي" مستمرة في موعدها الأرصاد الجوية: غور الصافي حقق موسمه المطري كاملا النقابة العامة لاستقدام العاملين في المنازل من غير الأردنيين ينعون والد مدير مديرية العاملين في المنازل بوزارة العمل مبدأ الرحامنة اغلق مناهل صرف مياه الأمطار.. تحويل "مالك محل" للمدعي العام بإربد مديرية تربية الزرقاء الأولى تتسلم 4 مدارس جديدة عام 2026 جامعة مؤتة تقرر تحويل دوام الطلبة للتعليم عن بعد غدا الاثنين 16 اصابة جراء المدافئ في الأردن خلال 24 ساعة تحويل الردّيات الضريبية إلى حسابات 103 آلاف مكلف