أخبار البلد -د.ديمة طارق طهبوب
من الصفحات الناصعة في تاريخنا المرتبطة باستقلال الاردن التي نباهي بها الدنيا قيام الملك حسين رحمه الله بتعريب الجيش، وهي الخطوة التي أخرجت المستعمر الأجنبي من بلادنا الى غير رجعة بكل تركته واثاره السيئة والتي انطلق بعدها الأردن حرا عزيزا كريما بأرضه وأهله لبناء الدولة، وعار علينا بعد ان تحررنا ان نقبل اي شكل من اشكال الاستعمار حتى ولو لم يكن عسكريا، ومن أشكال الاستعمار المبطنة التي نواجهها الان هو وجود مدراء اجانب في قيادة مؤسسات حساسة في البلاد يدخلون بلادنا بعقلية المستعمر والسيد ويعاملون المواطنين كالعبيد بل لا يتورعون عن التصريح بذلك بكل وقاحة على صفحات التواصل الشخصي فها هو المدير التنفيذي السويدي لاقليم العقبة يكتب على صفحته الكلام الوضيع التالي:
«أنا سعيد لأني أعيش في دولة نامية لأنها بيئة مناسبة للتقدم والنجاح بسبب غباء اهلها. مواطنو العالم الثالث قمة في الغباء وليس لديهم كرامة ولا ضمير فقط أعطهم قليلا من المال وسيعملون عبيدا عندك ويفعلون اي شيئا تطلبه ولو كان «تقبيل قفاك»!
ويتطاول مدير آخر ويكتب «الجو شديد البرد في الخارج ولكن لا يهمني فبجانبي زجاجة فودكا وكولا وفوشار وخلال عشرة ايام سأكون في تركيا فهل سيسمحون لي بقتل السوريين؟».
وصورتا المنشور ملحقتان للتأكيد كما وصلتني من المصدر، ولكن المدراء قاموا بحذفها والاعتذار بعد ان وصلتهم التعليقات بل قاموا بحذف الموظفين من الشركة من صفحتهم حتى لا يطلعوا على النوازع الشيطانية التي تصل للقتل و»المسبات» المقذعة! فهل ينفع الاعتذار وهل نقبله ونكون بلا كرامة كما ذكر المدير!؟
هل عقم الأردن فلا يحوي في ابنائه من يسد مسد هذا المتطرف بل يفضله؟! او حتى من اخواننا العرب؟! أليس هناك مواصفات ومعايير لمن يتم تعيينهم من الاجانب أم أننا لا نستقطب سوى السكارى وشاربي الفودكا والفاشيين ومن يريدون قتل الأبرياء؟ والى متى الارتهان الى هذه العقلية المحلية التي تعاني من عقدة نقص فلا ترى في ابناء الوطن خبرة بينما ترى الافرنجي برنجي ولو كان حثالة في بلده!
هل يعتبر المسؤولون تصريح هؤلاء المدراء مجرد رأي شخصي على موقع شخصي؟ ام يعتقلونهم بتهمة الاساءة الى دولتنا وتعكير صفو العلاقات وهم ليسوا سواء بقضية الاستاذ زكي بني ارشيد التي اشير اليها بل لا يعدلون ظفره فهو على حق وهم على باطل ولكنها سياسة الحكومة وازدواجية المعايير!
لقد بقي في أهل الأردن حتى مع تمدنهم وتعلمهم صفات العروبة الأصيلة من النخوة والشهامة ورفض الضيم والاهانة، بل ان ثراثنا يفيض بقصص وسير تؤكد ان من يدعس لنا على طرف يجب ان يلقى جزاء عسيرا، ولذا فإن ما يقوم به هؤلاء الأجانب على أرضنا مرفوض تماما ويجب ان يخضع لأقصى عقوبة، والاردنيون يطالبون برد شرفهم وكرامتهم ممن لا يقبل اي طفل اردني ان يكونوا حتى ممسحة لحذائه.
نحن ننتظر أيتها الحكومة ولن نقبل باعتذار ولا فنجان قهوة ولا تبويس اللحى والذي انمحى من الصفحة علق في صفحة ذاكرتنا.
لقد أخرج الحسين كلوب باشا واذياله من الاردن فهل نفتح لهم المجال ليعودوا؟!
وهل ستقايض الحكومة على كرامتنا وتلفلف الموضوع؟.