محمد علي الزيود
عقد جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن قمة ثنائية تناول جلالته من خلالها الكثير من المواضيع التي تتعلق بالهمين العربي والأردني، وكانت محاور نقاشه مع الرئيس الأميركي ومع القيادات الأميركية؛ السياسية والأكاديمية والفكرية تنصب في مجملها على المشاكل العربية، وخص جلالته جانبا من هذه القمة للقضية الفلسطينية، وأشار جلالته انه لا حل لمشاكل المنطقة يمكن ان يكتب له النجاح دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وأكد جلالته على ان الإرهاب مشكلة عالمية ولا تتعلق بالمسلمين وحدهم او بالعرب على وجه الخصوص، وان كان الإرهاب في هذه المرحلة أكثر نشاطا في الشرق الأوسط فهذا لا يعني ان الإرهاب لا يستطيع ان يضرب في أي مكان من العالم، لذا يجب على الجميع مواجهة الإرهاب مهما كان نوعه ولونه وفي أي مكان في العالم، ومن هنا نجد ان جلالة الملك حفظه الله ينزع عن العرب والمسلمين ما علق بهم من تهمة الإرهاب بل ويسعى جلالته إلى خلق حالة عالمية للتعامل مع مثل هذا النوع من المشاكل.
وتحدث جلالته عن الوضع السوري وما تولده الحالة المركبة في سوريا من مشاكل وأزمات للأشقاء السوريين وانعكاس ذلك على الأردن وما يشكله الأشقاء اللاجئون من سوريا إلى الأردن من ضغط على مواردنا، وقد تسبب ذلك في تعميق التحدي الاقتصادي وزيادة أعباء الأردن.
ولم يفت جلالته الوضع في الشقيقة مصر، وما يعانيه أهلها من تحديات أمنية واقتصادية، بل ونبه جلالته إلى ان مصر لها ثقلها في المنطقة وعلى الجميع إذ ما أرادوا ان يعم السلام في المنطقة ان يأخذوا بيد مصر في هذه المرحلة لتقوم بدورها الذي يعتبر عاملاً من عوامل التوازن في الشرق الأوسط والمنطقة برمتها.
أما عن الوضع في العراق فلقد تحدث جلالته عن ضرورة التوافق وإيجاد صيغة مشتركة يتفاهم عليها الجميع، صيغة تدفع باتجاه ان يعيش أبناء الشقيق العراق بأمن وسلام...
ونبه جلالته إلى ان الأوضاع المحيطة بالأردن خلقت الكثير من المشاكل التي نحن بغنى عنها، ومن هذه المشاكل؛ البطالة وتنامي حدة الفقر والضغط على الموارد المحدودة أصلا.
لقد كان حديث جلالة الملك عروبياً إسلامياً قوميا، مبعثه الهم الذي يحمله جلالته عن أبناء هذه الأمة، نعم لقد صاغ جلالته جميع ألوان الطيف السياسي والشعبي في بوتقة واحدة، وتحدث باسم القوميين والإسلاميين واليساريين والليبراليين.. لقد تحدث جلالته باسم المواطن الأردني والمواطن العربي وما يعانيه هذا الإنسان من مشاكل خارجة عن إرادته وصناعته، لقد كان حديث جلالته جامعا لجميع التيارات الفكرية والسياسية والشعبية، وتعرض إلى أدق التفاصيل التي تهم الإنسان العربي والمواطن الأردني على وجه الخصوص.