أخبار البلد - ليس من باب النفاق الاجتماعي الذي اعتاد عليه البعض من أبناء الوطن وليس تقليلا من شأن لجنة الحوار الوطني التي تم تشكيلها مؤخرا ولكن من اجل إنجاح مهام هذه اللجنة التي تم تشكيلها بطريقة غريبة عجيبة قفزت كثيرا عن ممثلي مناطق كثيرة وأحزاب متعددة وركزت على مجموعة لايمكن الطعن في قدرتها على الحوار والعمل الجاد والبناء ولكنها لاتمثل الوطن بكافة اطيافة .
و هناك تساؤل من فئات كثيرة ومتعددة لماذا لم يبدأ الحوار من القاعدة الشعبية الواسعة في المحافظات ألاثنتي عشر ومن ثم يؤسس لمؤتمر عام برعاية ملكية سامية تشارك فيه الأحزاب والنقابات وممثلي العشائر والقطاعات الشعبية المختلفة ويتم خلاله دراسة كافة التوجهات والآراء والتوصيات التي ارتأها أبناء الوطن مناسبة والالتقاء مع النقاط المتشابهة والأخذ بها ومن ثم إعلان النتائج النهائية لهذا الحوار الوطني كون هذه اللجنة كما أسلفت لاتمثل كثيرا من أبناء الوطن و المغيبين دائما وهم الأكثرية التي يبدو ان الحكومات أيضا بدأت تتآمر عليهم وتبعدهم عن تأدية واجبهم الوطني .
ويبقى الأهم أيضا فان رئاسة اللجنة وبعيدا عن الشخصنة ومع كل الاحترام لها إلا أنها ليست مقبولة من كثير من شرائح المجتمع الأردني وهذا الأمر يقودنا إلى التساؤل المهم لماذا لم يطلب من سمو الأمير الحسن بن طلال رئاسة هذه اللجنة كون سموه صاحب فكر ونظرة ثاقبة في مثل هذه الأمور وصاحب رؤى متطورة ومتقدمه يعتز بها الغريب ويعمل بمضامينها فهو صاحب مبادرات عالمية معترف بها تبحث في مختلف القضايا الإنسانية وتركز على جذب الانتباه للقضايا العامة فهو صاحب نظريات ذات تأثير كبير على المجتمع بشكل عام.
سمو الأمير الحسن بن طلال صاحب الاهتمامات الكبيرة بالعقيدة الإنسانية والمنتديات الشبابية والقضايا الدولية هو الأحق برئاسة اللجنة التي ستشكل قراراتها منعطفات ذات تأثير كبير في تاريخ وواقع الأردن الحضاري والسياسي والاجتماعي.
ان لغة الحوار والانجاز يجب ان تتم بإشراف شخصيات ذات فعالية في المجتمع وليس بعضا من الشخصيات الذين تم ترشيحهم أعضاء في هذه اللجنة من اجل الاسترضاء ومن اجل السكوت ومقولة (أعينك عضوا إذا عليك ان تصمت ) لان مثل هذه اللجنة يجب ان تكون فاعلة بفاعلية أعضائها الذين بدأنا كمجتمع أردني يصيبنا الملل من تكرار أسماء البعض منها كونهم من أصحاب الصوت العالي والتهديد والوعيد الذي لاطائل منه ولانفع وأصحاب الاشتراطات المسبقة التي تخدم توجهاتهم وقضاياهم الشخصية والفئوية .
نحن في الأردن نؤمن بان النظام لدينا ديمقراطي أكثر من الديمقراطية ذاتها ونؤمن ان النظام يقدم ويؤسس لقضايا غائبة تماما عن الحكومات التي وللأسف لاتلتفت حولها وإنما تعمل ضمن نظرية الفزعة ومن خلال التوجيهات الملكية التي وللأسف لاتنفذ بحذافيرها ... ونحن في الأردن شعب رضي من رضي وغضب من غضب نعتز بعشائرنا على امتداد الوطن كونها تعتبر السند الرئيس للنظام وكون النظام هو الضامن الحقيقي والوحيد لتماسكها وتوحدها في وجه أية ضغوطات تحاول المساس بأمن الوطن وهذا يعني ان حديث البعض عن العشائرية بشكل مقزز إنما هو حديث يصدر عن أصحاب النفوس المريضة الذين لايرضون بان يكون الأردن وطنا متماسكا بأهله وعزوته وأبناءه الغر الميامين الذين ان دعاهم الداعي لبوا النداء والذين يكتمون الجراح وتغاضي الحكومات وتجاهلها لهم في كثير من القضايا المهمة وأخر هذه التجاهلات مقولة انه تم إجراء الاتصالات مع فئات وشرائح سياسية وأهلية ووطنية لتسمية أعضاء اللجنة وهنا يبدو الخلل عندما قسم الشعب الأردني إلى وطني وأهلي وسياسي .
ان سمو الأمير الحسن بن طلال خير من يمثل الأردنيين كرئيس للجنة الحوار وإدارتها وانتقاء شخصياتها ممن لهم الدراية والعلم بمختلف القضايا وممن لايقفون عند بعض المواضيع الصغيرة التي تلحق الضرر بالوطن والمواطن وممن ينظرون إلى الواقع بعين الحقيقة المتكاملة وليس على أسس لاترتقي ونظرة القائد للمستقبل .
والمطلوب أخيرا ان يرأس سمو الأمير الحسن بن طلال اللجنة وان لاتتجاهل اللجنة واقع المحافظات الحالي عند مناقشة قانون الانتخابات النيابية وان لاتمس حقوق هذه المحافظات وتذهب لجهات أخرى بعض أعضاء اللجنة أدرى بها والاهم من ذلك كله الابتعاد عن موضوع التعداد السكاني لكل منطقة والذي يكرس وينفذ المخططات الصهيونية على الأرض الأردنية .