يختار بعض النواب الانضمام لعضوية بعض اللجان، ليس لأسباب تتعلق بالإنتاجية، او الإدراك المسبق للإمكانات والطاقات، أو لأسباب تتعلق بتفعيل الرقابة، إنما لعدة أسباب أخرى تبدو طريفة.
بين هذه الأسباب الفرصة التي تتيحها اللجان في اجتماعات مغلقة للاحتكاك المباشر بالمسؤولين والوزراء وفي قاعة ضيقة، الأمر الذي يتيح التحرش بالمسؤول مباشرة ومضايقته وازعاجه بدون تحمل الكلفة السياسية أمام الرأي العام.
سبب آخر يبدو أكثر طرافة، فبعض الأعضاء في اللجان دخلوها نكاية بزملاء لهم، أو لأن العضوية في لجنة ما ضرورية بين الحين والآخر، أو لأن اللجان يستطيع الأعضاء عبرها زيارة مكاتب المسؤولين على أمل تمرير مصالح القاعدة الانتخابية.
عدد قليل جدا من النواب يقرّ بأن لديه جمهورا لا يطلب منه موقفا سياسيا، او وطنيا تجاه أي قضية، والغالبية الساحقة من النواب تنصهر برغبة أو بدونها في الإطار والسياق الخدماتي دون أن يتوفر للنواب أي تشجيع من عامة الناس على اتخاذ مواقف مفصلية من قضايا أساسية.
الناخبون يطالبون ببحر من الخدمات، وبعض الوزراء يعبرون عن قناعتهم بان زيارة نائب ما تعني تعطيل العمل واحتمالات التعرض لمزاودات وفي بعض الأحيان لشتائم. ليس سرا أن الوضع التكتيكي في مجلس النواب بائس جدا ولا يرقى لمستوى تفعيل آليات الرقابة والتشريع… لذلك تبدو المواقف شخصانية في الكثير من الأحيان.