اجزم أن دولة الرئيس معروف البخيت، لديه القدرة الكاملة على تخطي مخاض المرحلة السياسية التي يمر فيها الأردن خصوصا و تأثرا بالأحوال السياسية العربية، وإن كان ما يحدث في الأردن أقلها إلا أن صدع الشقوق السابقة تحتاج إلى رئيس هادئ وسريع جدا. وذو خبرة مثل البخيت.
أول البارحة كان البخيت يتصل مع نجل الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، بعد أن تلقي حمزة منصور تهديدا بالاعتداء، وهذا يظهر بوضوح أن البخيت يتعامل مع الأحداث بكل اتزان، ويربط الخطوط كلها مع عقدة الحكومة، ويؤمن ، بان كل أردني اليوم هو من مسؤوليته وعليه أن يستوعب جميع الأطياف ووضعهم في طاولة حوار تشمل الجميع,
ومع هذا فالرئيس يضع الأمور عند حدها، مفرقا بين الإصلاح، والمطالب غير المشروعة التي يرفضها كمواطن أردني أولا قبل أن يكون رئيسا للحكومة وأولها التطاول على السلطة الملكية وما يدعونه بالملكية الدستورية، لان الولاء المطلق للهاشميين هو الخط الأحمر الذي لا نسمح بتجاوزه، بقدر حرصنا على ضرورة التعجل بالإصلاح التدريجي.
البخيت رئيس يجب أن ينال ثقتنا وتاريخه يشهد في هذا فهو يملك الشهادة العلمية، والخبرة السياسية وجذوره العشائرية المحفورة في تاريخ الأردن ولم يتلوث بالرأس مال والاعتداء على مشاريع الوطن، وجاء من مؤسسة عسكرية، الخدمة بها تعتبر شرفا أردنيا كبيرا فهو متقاعد من الجيش العربي والمؤسسة العسكرية مضمار تسابق به الأردنيون في الليل ببرده القارص وفي النهار بساعاته الحارة، لحماية هذا الوطن وهذا الانتماء يلازمهم حتى بعد الخدمة العسكرية.
في جلساتي السياسية الدائمة والتي تكون إما على الصعيد الحزبي أو الشخصي أرى ثقة كبيرة من الشعب لرئيس الحكومة، وتبقى دوما حلقة انتخابات 2007 هي المأخذ الوحيد والمكرر، واجد نفسي مصرا على التذكير أنها كانت تدخلات خارج معرفة وسيطرة البخيت، وهي من انتهينا منها حينما حدد جلالة الملك صلاحيات المؤسسات وولاية الحكومة ، وسنرى في الأشهر القادمة قدرة البخيت على التغيير والتعامل مع جميع الأطراف بنفس العطاء الذي يريده جلالة الملك.
ولو كان البخيت لا سمح الله له أي باع فيما حصل عام 2007 لنال شيء من تلك الخيرات، ولكن عندما تستقيل حكومته ولا يسجل عليه أي فائدة شخصية، أو زيادة في رصيده المال فهذا يوضح ما قلته سابقا ان الرئيس صاحب يد نظيفة وعفيفة لا تحصل سوى على الراتب التقاعدي، وهذا هي أخلاق المسؤول القادم من المؤسسة الحكومية.
في هذه الفترة الصعبة، يجب أن لا نبحث عن دور البطل بل عن كيف نخدم هذا الوطن ونقف جميعا في صف واحد ضد الفساد والتعدي على المال العام، وألا ننجر لأي مشروع سياسي يصنع الفوضى الخلاقة ، بل إصلاح متزن يحفظ الوطن والمواطن ويظل شعاره دوما الإخلاص والعمل البناء .
لا أقول هذا بصفتي المنسق العام لحزب الجبهة الأردنية الموحدة بل كمواطن أردني يهمه مصلحة الوطن، وأما طرحنا الحزبي فقد كان وما زال صريحا شفافا واضحا ووضعنا النقاط على الحروف عبر بيانات الأمين العام ، وحينما أضع ثقتي السياسية والشخصية في دولة الرئيس فاني أضع شهادة وطنية بحق من عرفته منذ سنوات طويلة كان أولها ونحن نتشارك وضع الشعار الملكي على جبيننا واليوم ما زال ذلك الشعار محفور على جباهنا.
الكاتب المنسق لعام لحزب الجبهة الأردنية الموحدة
دولة الرئيس أثق بك كثيرا
أخبار البلد -