الْمُتقاعِدونَ العسكريُّونَ يَا سيِّديْ: شَرُّ بَليَّتِهِم يُضْحِكْ!؟
جيشُنا العربيْ؛ لكَ فِينَا ماضٌ جَمِيلْ، ولَنا فِيكَ آمالُ...، أَعْطيتَنَا الوَعْدَ فَقبِلْنَاهُ دُونَ أَنْ نَلتفِتَ لحظٍ أو مقاديرْ، فَشرَّفتنَا بالْكَثيرِ الْكثيرْ...، مَعكَ وفِيكَ سَهرْنَا ونسْهَرُ يَا نَجْمَةُ الّليلِ...، سَمَاْؤْنَا بِذِكرِكَ تَمْطُرُ...، وفِيْ ذِكرَاكَ قُلُوبُنَا تَذُوبْ... .
باسْمِي وباسمِ زُملائِيَ المُتقاعدِين العَسْكريَّينْ؛ أزفُّ لكَ أجملَ التَّحايَا، وأنقى آياتِ الحبِ والتّقديرِ، ونقولُ جميعاً بلسانٍ أوحدٍ: جيشُنا العربي؛ لَنْ تَرَ منّا إلّا الحبَّ و الرِّضا، ومَا أَرواحُنا لكَ سُوى هَديّهْ، فأنت بعد اللهِ مَنْ يَقبَلُها أو يَرُدَّهَا...، فَلبَّيْهُ...لبّيهُ يَا مَنْ مَلكتَ قُلوبَنا، ومَعكَ وفِيكَ نَنسىْ هُمُومَنَا، أَنتَ عُمرُنا الباقي وحُلمُنا وعنوانُنا، غيرُك الآن يقصدُ جَرْحَنا، ويَنوِي أن يكونَ جُرحاً بالِغاً...، فَلاْ نَخشاهُ ولا نهابُ بلاغةَ جُرحِه؛ لأَنَّنَا نَعلَمُ أنَّ بِلَمْسةٍ حنونةٍ مِنك ...، نَشفىْ ونتَشافىْ...، وما أحوجُنا إليهَا الآنْ... !
سَيِّديْ - القائدُ الأَعلىْ للقوَّاتِ المسلَّحةِ الأَردُنيِّه – أدامَكَ اللهُ ورَعاكْ؛ وعَلى لِسانِ أبنائِك المتقاعدين العسكريِّين أقُولُ: نُحِبُّ فِيْكَ الحُبَّ، وبأَروَاحِنا ودمائِنا نَفديِكْ...، مَعكَ نَرى الدَّربَ سهلةً لا بل تَساهِيلا، أنتَ فِي البَرْدِ لَنا دِفْءٌ وفي الصَّيفِ أنْتَ لَنَا فَيَّهْ...، وَمَهْما قٍيلَ يا سيِّديْ و يُُقالْ؛ فَلاْ تَحزَنْ ولا تَقلقْ...؛ فإنَّها ليْسَتْ سُوَى سَحابَةُ صيفٍ مُسرعهْ، وبسلامٍ تمرُّ عَلينا سَويِّهْ...، ومِنّا جَميعَاً نحنُ متقاعدو الجِيْلِ الأوّلِ وهَذاْ الجِيلْ؛ تحيَّاتٌ خالصةٌ عُظيمةٌ، وتحيَّةُ واحدةُ مِنْهَا يَا سيِّديْ؛ تُسَاويْ أَلفَ تحيَّهْ... .
سيِّدي: ليْسَ هُناكَ مَاْ يَتساوَى مَعْ قَدرِ المَحبَّةِ كالعَتَبْ؛ و أَفْضَلُ العَتَبِ وأَنْقَاهُ؛ مَا عُرِفَ سَبَبُهْ، وبَطُلَ عَجَبُهْ...؛ فالمُتقاعِدونَ العسكريِّونَ الآنْ؛ يَملِكونَ الإِثنَتينِ مَعاً: العَتبَ والسَّببْ، والَّلذانِ إِذاْ ما تمَّ شَرحَهُمَا وتَوضيِحَهُما؛ فَإِنَّهُمَا سَيُبطِلانِ أيَّ عَجَبٍ، وسَيَحِلُّ بَدَلاً مِنْ عَجبٍ عَدْلُ، و هَذاْ العَدلُ لَنْ يَكْتَملْ بِغيرِ أمرٍ مَكْتوبٍ و مُوَقَّعٍ بِقلَمِكَ العَادلُ المُمسَكُ بِإِبْهَامِكَ وسَبَّابتِكَ الرَّائدتينِ فِي فَضاءِ طَهُورِ يَدِكَ البَيْضَاءْ، وتأمُرُ بِتنفيذهِ مَن هوَ مُسْتَأْثِراً عَلى نَفسِهِ وَهُمْ قِلَّةٌ وعَنكَ مُبعَدونْ، لا مُستأْثِراً لِنفسِهِ وهُم يا سيِّدي كُثُرٌ وَقَريبُونْ، وإِنَّنا ياسيْدِيْ لاْ نخشىْ أَجسادَهُم أوْ بَسْطَتَهُمْ فِيْ العِلمِ و المَالِ والْجِسْم، وَلَكِنَّنا نَخافُ نيَّاتَهُمُ وسِرعَة إِخلافِها، ونَخافُ ما يُبدوْنَ مِنْ نشاطٍ وحماسٍ فِيْ إِيصالِ حقٍّ أَمَامكَ، و هُم يَكْتُمونَ ويلفِظُونَ سِرّاً بِقَطعِ أوْ تَقطِيعِ هَذاْ الْحقِّ خَلفَكْ...، فأينَ يا سيَّديْ للمتقاعدينَ العسكريينَ المَفَرْ؟ فهَؤلاءِ مِنْ أمامِهمْ، والفَاقةُ و الفقرُ والجوعُ منْ خَلفِهمْ، وجميعُ سُبُلِ عَيشِهمُ وعَملِهُمُ الكَريْمانِ قَدْ أُغلِقتِ وعُطِّلَتْ، وإِسكاناتُهُمُ العسكريّةِ قَدْ رَبَتْ بَعِيْداً عنهُمُ وَنَمَتْ، وأصبحَتِ مِنَحٌ بعد أنْ كانت حُقُوْقاً مُسْتَحِقَّة للدَّفْعِ، ويَنْظُرونَ لها وينتظرونها على أحرِّ جَمْرٍِ، فهي ياسيّدي بالنّسبة لهم؛ ورقُ نَخلٍ يَعْسفونَ مِنهُ على أكتافهم وسواعدهم، فَيُوارونَ بِه سَوءَةَ حَاجَتِهِم، وعَورةَ ديُونِهِمْ المُتَراكِمَهْ؛ فَلَنْ أُخْفِكَ، ولَاْ أُبالغْ إنْ قُلتَ لكَ يا سيِّديْ: بأنَّ حَالَهمْ حَالُ الثَّلاثةِ الذينَ خُلِّفُوا رغم أَنَّهُمْ لَم يتخلَّفوا أو يَفِرُّوا عِندمَا تَخلَّفَ مَنْ تَخلَّفَ وفرَّ من فَرْ، فَضاقَتْ وتَضِيقُ عَليهُمُ الأرضُ يا سيِّديْ الآنَ بِمَا رَحُبَتْ!
ولِوجُودِ قَدرٍ عالٍ وكبيرٍ مِنَ المَحَبَّةِ بينَهُمُ وبينَ قَائدِهِمُ الأَعْلى الأوّل والثّاني والتَّاليَ لهُمْ؛ يَتجرأُ مِنهُمُ العَتبُ فَيأْتِيْ...؛ فإنْ سُمِحَ لَهُ؛ تَقدَّمَ وانْفتحْ، وهَوَ الأَرجَحُ والأَحقُّ عِندَ راجحٍ مُحِقْ، وسَيعودُ ويَولِّيَ هَارِباً ولَنْ يُعَقِّبْ إِنْ أُشِيْرَ لَهُ بِلَاْ، أَوْ لُمِّحَ لهُ بِكَلّاْ، وهَو مَالَمْ نَسْمَعْهُ أوْ نَعْهَدْهُ مِنْ كَريمٍ مُكرِِمٍ لِغَريِبْ، فَماْ بَالُكَ بِرُفُقَاءِ سِلاحٍ هُمْ أَوَّلُ طائِعٍ لقائِدِهِمْ ،وَلِنداءِ وَطنِهِم هُمْ خَيرُ مُجيبْ! فالْعتبُ أَتىْ ويأْتِيَ فِيماْ آلتِ إِليهِ أحوالُهُمُ النَّفسيِّةِ و المَاديَّهْ...، ومُجْمَلُ عَتبِهُمُ يا سيِّديْ؛ يُلخِّصُهُ لحَضْرَتِكُمُ السَّاميَهْ؛ بَيتُ ذَاكَ الْأَصْمعيْ؛ والُذِي كانَ سَبباً فِيْ إِطْلاقِ سَراحِهِ مِنْ قِبلِ الخَليفَةِ آنَذاكَ مِن سِجنِهْ، لِمَا كانَ لَهُ مِنْ أَثرٍ بالِغٍ مُبلِغٍ فِيْ نَفْسِهِ وفِكرِهْ، حيثُ قَالْ:
مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذيْ مَرَخٍ
.....................زُغْبَ الْحَواصِلِ لَاْ مَاءٌ وَلَاْ شَجَرُ
لقدْ تشابَهَ هَؤلاءِ المُتقاعدِينَ مَعهُ بالحالَ، فإِثنانُهمَا سَجِينْ، واخْتلفُوْا مَعَهُ بِنوعِ السِّجْنِ؛ فَهُم يا سيِّدي طُلقاءُ مَسْجونونَ بِلا سِجنٍ أو أسْوارْ، وهْوْ مَسجونٌ بِسجْنٍ ولهُ أَسوارْ، فَمنْ مِنهُمُ أَشدُّ وأَغْلظُ سِجْنَا؟ هَلْ مَنْ هُوَ حُرٌّ طَليقٌ سَجَنَتْهُ نَفْسُهُ التِي بِدونِ ذنبٍ سُجِنَتْ، أو ضيقُ ذاتِ يدِهِ التي بَعدَ أَنْ كانَتْ مَليْئَةٌ سُلِبتْ وأفرِغتْ ليَعجزَ عَنْ إِطْعام وإسقاءِ وإعالةِ أبنائِه وأَهلِه؟ أمْ مَنْ لَديْهِ ذنبٌ كشَاعرِنا وسُجِنَ عَليهِ، فَمنعَهُ سِجنُهُ وأَعاقَهُ عَنْ شُؤونِ نَفْسِهِ وبيتِهْ؟ ومَن هوَ أَولَى وأَكرمُ مِن الهاشميِّينَ وأَعْدلْ!؟ فَلَمْ يَذكُرْ التَّاريخُ أنَّ هُناكَ مَنْ سَبقَكمُ فِيْ إِحقاقِ حَقٍّ أَوْ فِي رَفْعِ ظُلمٍ، أو فِي إقرارِ عَدلْ...، وَلاْ غَرابةَ يا سيِّديْ فِي أَنَّ أَغْلبَ المُتقاعدِينَ العسكريِّينَ يُردِّدونَ بأَنْفُسِهِمُ هَذا البيتِ ويَتَحدَّثُونَ بِه مَعها وَهُم لَاْ يَحفظونَهُ أَوْ يَعلَمُونَ بِهْ...، ولكنَّهُمُ يَشعُروْنَ بِهْ؛ فَالظُّروفُ والمُعاناةُ المتشَابهةِ لِمجْمُوعةٍ مَا، مَعَ مجموعةٍ أُخرىْ أَوْ مَعَ فَردٍ آخَرْ؛ يُمكِنُ لَهُمَا أَنْ يُوَجِّهَا ويُوَحِّدَا قُلوبَ و ألسِنَةَ أفْرادِهَا عَلَى فِكرَةٍ واحِدَه...، وَتَختلفُ فِي الْاسمِ أَوِ اللفظِ أو التَّعبيرِ؛ ولَكنّها تَتْحِدُ عَفَوِيَّاً وتَتشَابهُ وتَصبُّ فِي مَعنىً أو مطلبٍ أو هدفٍ واحِدٍ لَاْ يُحْتَمَلْ تَأْوِيْلُهُ أوَ الالْتِفافُ عَليهْ، ومِن هُنا؛ لَاْ بُدَّ يا سيِّديْ أَنْ نَحْذَرْ جَميعاً، وَعليْنَا أَنْ لَاْ نتجاهلْ أنََّ مِنْ مَأْمَنِهِ يُؤْتَى ويَأَتِيَ الحَذَرْ.
هَكذاْ يا سيِّديْ أََتَى عَتَبُهُمْ، ومَا مَعَهُ لَيسَ سَببٌ واحِدٌ لإِبْطالِ مَا نّخْشَاهُ مِنْ عَجبٍ وتعجُّبْ، بَلْ جَاءِ ومَعهْ أََسْبابٌ و مُسبِّباتْ؛ وهيَ مَا تَدفَعُ بِهمُ كُلَّ يومٍ مُتسَارعَةٌ إِلَى مَاْ هُوَ أَسْوأُ فأَسْوأْ...، فَلَم ْيَبْقَ مَا يَفصلُهُم عَن السوءِ كُلِّهْ؛ سُوَىْ مَا تبَقّى لَهُمُ مِنْ جِسْمٍ يُغطِّيهِ لَحْمٌ أَصْفَرٌ شاحِبْ، عَظْمُهْ هَشٌّ رَقيقْ، دَمٌهُ مُتَقَطِّعٌ مُتَخَثِّرْ، لِسَانُهُ صامتٌ أبلمْ، قَلبُهُ مُتفطِّرْ، فِكرُهُ مُغتربٌ حائِرْ، بَصَرُهُ مَكْسُورٌ غائِرٌ...، وَرأسُه يَتدلَّى بَينَ مِطرَقةِ الفقرِ والعوزِ الصّماءْ، ودبّوسِ الأنفةِ والكبرياءِ المُدبَّبْ، ومثلُ هؤلاءْ...؛ ليَسَ لهُم من الحولِ و القوّه؛ سُوَى أَنْ يُتابعوْا ويُشاهدوْا كَيفَ تَتلاشئُ عَضلاتُهم المنبسطةُ و المنقبضةُ لِتختفِي كُلِّيَّاً بعدَ أَنْ أَنهكَها الضُّمورُ و أزالَها الْحَثَلُ، أَوْ أَنْ يَسْتدعوْا بأَقلامِهِمُ الشَّرِيْفةِ الجَريْحه، ووريقاتِهِمُ التِي تَحملُ كلَّ التَّواقيعِ مَا عدَاْ تَواقِيعِهمُ الصَّحيحةِ والأَصَح؛ يَطلُبُونَ مِن خلالِهَا كراسيَ متحركةٍ مجّانيّةٍ وَلاْ يَملِكوْنَ ثَمَنَها؛ لِتحملَ فُوقَها عواطفَ تصدأُ وتهرَمْ، ووجدانيّاتٍ تئنُّ وتَصْدَعْ، وأرواحاً تَنْزعُ وتتألَّم، وأفكاراً تضطربُ وتغُتربْ، وأجساداً تُبلَى وتحتَضِرْ، وأذاناً لا تسمعْ مِمنْ هُم حولِهَا إلّا أُفٍّ وهَاتْ، فكَلِمةُ (خُذْ)؛ مَحرومَةٌ هِيَ مِنْ سَماعِها أَبدَا؛ إلّا عِندمَا يَحلُّ المَعاشُ هِلالاً لاْ بَدْرَاً...، فبعدَما كانَ يَصْدحُ بكلِّ أمرٍ علنيِّ ويُنَفَّذْ؛ يَسيرُ الآنَ حاضِراً علَى وَقْعِ جُملةٍ تأتِي إليْهِ بِصِيغةِ أَمرٍ ضِّمْنيْ: خُذْوا صَرَّافاتَكُم ُالآليِّة واجْلِبُوْا لَنَا (هٍَلَلَاْتَكُمْ) التِي لَمْ تَكتَمِلْ بَدْرَاً حَتَّى ولو لِمرَّةٍ واحدةٍ مِنْ تاريخِ تَقاعدِهِمْ، فَتُفْتَحُ جُحورَ الدَّبابيرِ لتُخْرِجَ لَهمْ مَا يَسْتَحِقُّ عَليهِم دَفعَهُ مِنْ شِيْكاتٍ وفَواتيِرْ، فَتُقَدَّمُ لهُم كَلسَعاتٍ حَارةٍ أَلمُها فِي النَّفسِ أَبلغُ وأشدُّ مِن بُروزِهَا وَوُضوحِها فِي الجِلدْ، فكُلَّما تَجنّبوا لَسعَهْ؛ جَاءتْ أخْتُهَا لِتكتَشفَ أَنَّهمْ قَدْ أَدْمنُوا الَّلسَعاتْ، فَلَاْ يُدافِعُونَ عَنْ أَنفُسِهِم مِنهَا إِلّا بِالْهربِ إِلَى نَومٍ طَويْلٍ أَو بالتَّجَنُّبِ والانْسِحابِ والانْعِزالِ والعَدائيَّهْ، أَوَ الرَّدِّ عَليْهَا بِضَحِكَاْتٍ بَلْهَاءٍ سَاذِجَةٍ ذَلِيْلَهْ، وَ لَاْ تَفْسيرَ لَها مِمَنْ يُعَايِنُهَا وَيُلَاْحِظُهَا؛ إلَّا أَنَّ المُتقاعدِين العسكريِّينَ فِيْ بَليِّهْ، وأَنَّ شرَّ بليَّتِهِم ْ يا سيِّدِيْ هُوَ: مَا أَضْحَكَهُمْ ويُضُحِكْ...!
إِنَّ أغلبَ المُتقاعدينَ العسْكريِّينَ يَعملُونَ بِوظَائِفٍ لَاْ تَرقَى لِقيمتهِم و مُستَواهمُ الْفِكرِي و العَاطِفِيْ، وَ لَاْ أُبَالغُ إِنْ قُلتْ؛ تَمَّ تَوْظيفُ أَكثَرَهُم فِيهَا لَاْ لِخبرةِ أَوْ أَهميِّةِ أَوْ تَمَيُّزْ، ولَكْنِ مِنْ بَابِ (الْحَالاْتِ الْإِنْسَانيِّه) وَمِنْ مَبدأ: (إِرْحَموْا عَزيزَ قَوْمٍ ذَلْ)، وَمِمَّنْ؟ مِنْ قِبَلِ أَشْخاصٍ يُديرُونَ شَركاتٍ خَاصَّهْ، وَهَالَهُم عِندمَا سَمِعُوا أَو يَسمَعُونَ أَنَّ طَالِبَ هَذهِ الْوَظيْفَةِ هُمْ مِنْ تَتراوحُ رُتبُهُم مَابَينَ وكيلٍ إِلَى عَمِيد...، وَبينَ رَفضِ وَقُبولِ طَلبَ تَوظيفِهِم؛ يَنقَسمُ هُنا أَربابُ العملِ إِلى قِسمينْ: اَلأَوَّلُ يَستَقبلهُم بالوَظائِفِ مِن بابِ غيرَتِه و مُروءَتِه وَتقدِيرِهِ للرُّتْبَةِ العَسْكريَّةِ الْتِي كانَ يَحمِلُهَا بالْإِضَافةِ لِدخُولِ الشَّفقةِ وَ الْعطفِ فَيَنظرُ إِلَى اللهِ بِعمَلِهِ هَذاْ...، وَ الثَّانِي يَستَقْبِلُهُم بِدافعٍ داخليٍّ إِنتقاميٍّ وَ لَاْ أُبرِّيءُ السُّلوكَ السَّاديِّ فِي ذَلكْ، وَمِنْ بَابِ إِثْباتِ القِيمَةِ وَ الْغُرورِ و التَّعالِيَ عَلىْ مَنْ كانَ عَالِيَاً فَيَنظُرُ إِلَى العَبدِ و النَّاسِ بِعَملِه هَذاُ، وَهْوَ مَا يَجْعَلَهُ غَيرَ بَريءٍ مِنْ نَفْسِه الأمَّارَةِ الَّلمازةِ الغمَّازةِ بِالسِّرِّ وَ العَلنِ...، وَكيْ لَاْ أُطِيل؛ سَأَختصِرُ مِن خِلالِ بَعضِ التَّساؤْلَاتِ وَفِي دَوَاخِلِهَا شِفَاءُ الِاجَابَهْ:
مَا الْأَثرُ النَّفسِيِّ لِمُتقاعِدٍ عَسكريٍّ يَفْتحُ بَابَاً ويُغلِقُهُ عِندَ دُخولِ وخُروجِ موظَّفي المُؤسَسةِ التِيْ يَعملُ بِها... مَصنعْ، جَامِعهْ، ...إلَى آخِرِهْ؟ كَيفَ سَيكوْنُ سَويَّاً وَلَاْ يُعَانِيَ مِن ضُغوطاتٍ نَفسيَّةٍ عِندَمَا يَتفَاجئُ وإِذاَ الْذِي فَتحَ لهُ البَابَ يَعْرفُهُ أوْ أحدُ تلاميْذِه أَو أحدُ زُملائِه سَابِقاً وَ أَصْبَحَ اليومَ عُضوَ هَيئةِ تَدريسٍ فِي نفسِ الجامعَةِ أَوَ المكانِ الذِي يَحرِسُ بَابَهُ وَ يُنظِّمُ فِيهِ حَركةَ السَّياراتِ الاداريَّةِ عَلى الْغالِبْ، فَهوَ وحَظُّهْ؛ فَإِنْ كَانَ يُحبُّهُ؛ سَترَ عَليهْ، و إِنْ كَانَ لاْ يُحبُّهُ؛ فَهيَ فُرصَتُهُ التِي لاْ تُعَوَّضُ فِي التَّشفِّيَ وَ طَلبِ السَّدادِ النَّفسِيِّ مِنه بِطُرقٍ غَيْرُ مَشْروعةٍ، وَ لاْ يُمكِنْ مُقاضَاتَها أَوْ تَحجيْمَها؟ مَنَ الْمعنيُّ بِمِثلِ هَذاَ الأَمرْ؛ أَصحابُ الشَّركاتِ وَأَربَابُ العَملْ، أَمِ الْحُكُومةِ الْتِي تَضعُ فِيْ أُذُنيْهَا طِيناً و عَجيِنَاْ... .؟
و لِنَكُنْ نِصفَ وَاقعيِّينْ؛ مَالشَّخصيّةُ التِي يَحمِلُهَا مُتقاعدٌ عَسكريٍّ فِيْ بَيْتِهِ وَ أَمامَ أولادِهْ، وَعَجزُهُ النََّفسِيِّ و الْماديِّ بَائنُ بَينونةٍ كُبرى فِي تَأمينِ أَقلّ مَا يُمكنُ لَاَبْنائِهِ مِنْ ضَروريَّاتِ الحياةِ وَ لَاْ نَقولُ كَماليَّاتَها، فَمنهُم ماْ إِجْماليُّ راتبِه لَاْ يَتجاوَز (250) دِيناراً وَعلَى ذَلكَ قِسْ؟
مالأثرُ السّلوكيِّ الْذي يَظْهرُ أوَّلاً بِأَوَّلٍ عَلى مُجتَمعٍ نِسبَتُه اَلْأَعَلى مِنَ المُتقاعدِينَ العسكريِّينَ وَ أَغلَبُهُم يُعانِي مَاديَّاً و مَعنويّاًَ...، وتَجَاوزَ الكَثيرُ مِنهُم عُمرَ السِّتينْ، فَيُعانِيَ بِالْإِضافةِ لِذلكَ مِنْ عَجزٍ جِسميْ، وَلاْ يمرُّ شهرٌ إِلَّا وَيَجتازُهُ بالاِسْتِدانةِ و الاِسْتقراضِ مِنْ (الْختيارهْ الفُلانيّه، أو الدُّكانهْ التِّحتانيَّهْ)، أَوْ بِكشْفِ سترَ ورصيدَ راتبِهِ التََّاليَ مِنَ الشَّهرِ القَادِمِ بَعدَ مَوْجَةٍ مَنَ التَّذلُّل والرَّجاءِ لِمُديرِ بَنْكٍ مَاْ، لِيَسْمَحَ لهُ بِسحبِ (50) دِيناراً فَقَط لاْ غَيرْ؟
كَمْ مِنَ المُتقاعِدينَ العَسكريِّينَ الذِينْ لَاْ يُفصِحونَ عَن رُتَبِهمُ السَّابِقةِ التِيْ تَقاعَدوْا وَهُم يَحمِلوْنَها عِندَ طَلبِ العَملِ و الوَظائِفْ، أَوْ أَثْناء تَعامُلِهم فِي المُجْتمعْ...كَون الافْصاحُ عَنْها لَاْ يَتواءمُ أوْ يتلاءمُ مَعَ الْواقِعِ الذِي يَعيشُهْ، عَدا أَنَّهُ يَعيشُ فِي مُجتَمعٍ عَشائريْ، لَاْ يَرحمْ فِي ثَوابتِهِ وَ مَبادئِهِ وعَاداتِهِ وتَقاليدِهْ؟
كَمْ مُتقاعدٌ عَسكريٍّ أَردُنِيٍّ بِرُتبَةِ مقدمٍ وعقيدْ ، ويَحمِلُ الآنَ رُتْبةَ عَريفٍ ورَقيبٍ فِيْ جِيُوشِ دُولِ الخَليْجِ: البَحرينْ، الكويتْ، قَطَرْ...، وَلاَْ أَعلمُ إِنْ كانَ هُناكَ فِي الْيَمَنَ أَوَ السُّودانَ الآنَ أَو أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثْ قَريِباً فِي حَالِ اسْتَمرَ الوضعُ عَلى مَا هُو عَليهْ ...!!!!؟ مَا الأثرُ النَّفسيُّ وَ المَعنويُّ لِمثلِ ذَلكَ عَليهِ وَعليْنَا جَمِيعا؟ وَ هلْ نَحنُ مُجبَرينَ عَلى إِطلاقِ الكِذبَة وتصديقِهَا؟ أَمْ عَليْنا بُطلانِها و إِعادةِ صِياغتِهَا بِما يَتلاءمُ مَعَ الحقيقةِ وَ الوَاقِعْ؟ مَا وَقْعُ ذَلكَ عَلى دَافعيَّةِ مَنْ هُو عَاملٌ الْآنْ؟ ومَا دَرجةُ التَّلذُّذِ التِي يَشْعُرُ بِها ذَلكَ الْمُلازمُ الْخَليجيِّ وَتحْتَ أُمْرَتِهِ مقدّمٌ وعقيدٌ أَرْدُنِيٍّ يَفُوقَهُ بالْجِسْمِ والْعَقل، ويُمْكنُ أنُ دَرَّبَهُ فِيْ إِحدَى مُؤسْسَاتِنا العَسكريَّهْ، ويَعْلم هو ما مَعنَى أنْ تَكونَ ضَابِطاً فِي الْجيشِ الأَرْدُنِيْ؟ ومَا درجةُ الذُّلِّ والأَفْكارِ اللاإراديِّةِ التِي تُسافِرُ بهذا المُصطَفِّ (عريفٌ بِحَشْوَةِ مُقَدَّمْ) عَلى قَدميْ رَجُلٍ، ويَظهرانِ مِنْ شِدَّةِ خجلِ واسْتحيَاءِ صَاحِبْهُمَا؛ كقدميِّ سيِّدة أنهكهما كُثرُ الحَمل والولاده؛ أَلَيْسَ هَذاْ عَالماً مَجنوناً لاْ يَعرفُ شَفقَة أوْ رحْمَةً أوْ مَعَايِيرْ؟ هَل نَقولُ أَنَّهُ هُو مَن أَرادَ لِنفسِه هَذاْ؟ أَمْ نَقولُ أَنَّ هُناكَ عوَزٌ أبْلغُ مِنْ أَنْ يكونَ المرءُ مُحافِظاً عَلى مَظهرٍ قَويٍّ وَيَلمزُ وَيُعايرُ صَاحبَهُ بالْفَقرِ والْجوْعِ والْعَجزْ، ويكٍزَهُ كُلَّما وَكِلَ إِلَى نَفسِهِ أَو فِراشِهِ طَرفَةُ عَينْ؟ هَلْ نَعتبرُ هَذهِ الْحَالة همٌّ وطنيٌّ أَمْ أََنََّ أُسلُوبَ الإهمالِ لَهَا وغضَّ الطّرفِ عَنهَا؛ هُو مِن أَساليبِ التَّربيةِ الوطنيِّةِ الحَديثَةِ الْذِي أَدخَلناهُ كُمُتطلّبٍ إِجباريٍّ فِي جَامِعَاتِنَا وَمَدارسِنا الحكوميِّة والخاصَّه...؟
وَعليهْ؛ إِذاْ كانَ الْجزءُ الأكبرِ مِن (الشَّبعانينَ ) فِي بَلَدِنَا وَمِنْ خَيراتِه، وَدونَ أَنْ يَعرفَهُم أَو يَعرفَ أَبناؤههم شَرفَ الخدمةِ العسكريَّةِ، وَلاْ أَظنُّ أَنَّ ذَلكَ قَدْ خَطرَ أَوْ يَخْطرَ عَلى أَلسنَتِهِمُ وتَفكيرِهمْ؛ لَاْ يَعرفونَ الحُبَّ و الانْتِماءَ لَهُ؛ فَما بالُنا بِمَنْ يَجوْعُ كلَّ لَحْظَة ويَشكُو الْحِرمانِ المادِّيِّ و المعنويِّ المُتمثَّلِ بالارْتِفاعِ مِن أَعلَى إِلَى أَسفلْ، وَ المَنطِقُ هُو أَنْ يكونَ الارْتفاعُ مِن أَسفلٍ إِلى أَعلَى...وَلكِن مَعَ المُتقاعِدينَ العَسكَريِّينَ لَا يَأْتيَ أَوْ يتمُّ إِلّاْ كَذلكْ، وَلا أَعلمُ لِماذاْ، وبِأيِّ مَنطقٍ أَوْ قَانونْ؟
أَينَ مؤسسةُ المتقاعدينَ العسكريينَ مِن كلِّ ذَلكْ...؟ أَأَصبَحَ عَملُها فَقطْ جَنيَ الأَرْباحِ (الْمُدوبَلَه) مِن الْغازاتِ و الثَّلاْجاتِ و التَّلفازاتِ و الأَثاثِ وَغيرَها، والتي تُباعُ فِي أَسواقِها، و اسْتغلالُ فَقرَ وعجزَ الذيِن أُنشِئتِ مِن أَجلِهِم هَذه المؤَسَسَهْ...، فَدورُكم غيرُ ذَلكَ و أَعظمُ و أَكبرُ، وهو أَنَّ كلَّ مُتقاعدٍ عسكريٍّ وَعضوٌ لَديكُم هُو أَمانةٌ فِي أَعناقِكم، لَاْ رِبْحٌ فِي أَسوَاقِكُمْ؟ أَليسَ المطلوبُ مِن الباشاواتِ و المسئولينَ عَن هَذه المُؤَسَّسةِ أَنْ يَقوموْا بِعملِ دِراسةٍ مُستفيضةٍ حَولَ أَوضاعِ أَبنائِها وغيرَهمُ مِمن خَارجهَاْ، والخُروْج بتوصياتٍ و حلولٍ، و مِن ثمَّ مُناقشَتها مَع أَصحابِ القَرارِ و غيرِهمُ مِمن لَاْ يصلَهُم الْحَالُ كَما هُو...، فَقطْ (الحالُ عالَ العالْ)؟
وهُناك تَساؤلات توقَّعتُها وستُطرَحُ مِن البَعضِ وهيَ حَقُ لمُستفسِرٍ مثلُ: لِماذاْ لاَْ يَعملْ المُتقاعِدُ العسكريْ؟ هَلْ يُريدُ مَالاً وَهو جَالِسْ؟ وَهلْ يختلفُ عَنْ الآخَرينْ؟ وَ...؟ وَ...؟ وهُنا أَقولْ: ليْسَ هُناكَ مِنهُم مَن يرفضُ العملَ...، و لَكن لَاْ يَستطيعُ مَثلاً العملَ فِي أَيِّ مهنةٍ وبخاصةٍ فِي مُجتمعٍ لاْ يَرحَمْ، ويجيدُ الهمزَ والَّلمزَ و التَّنظيرْ...، وأَقول وَأُؤكِّدُ بأنَّهُ ليس أفضلُ من الآخَرينْ، ولَكن هُو مَن فُرِضَ عليهِ مَظهرٌ وعاشَه وركنَ إِليهِ وهَو عامِلْ، وبعد التَّقاعد فُرضَ عليه واقعُ أقلَّ وأَدنَى بِكثيرْ...(مقسوم لا تأكل و كامل لا تأكل)! فَما الحَلْ؟ وَحالُه هُنا هُو حالُ ذلكَ المِسمَارُ الذيْ يَشْكُو مِنهُ الحائطُ ولَاْ يَعلمَ الحائطُ أنَّ الضَّربَ ليسَ مِنهُ؛ وإنَّما هُناكَ (مِطرَقةٌ ) خَلفَهُما وتَضربُ الإِثنينِ مَعاً...،فَما الحَلْ؟
أَيُّها المُتقاعدونَ العسكريِّينَ: هُناك تَسَاؤُلاتٌ سَأوجِّهُهُ لِنفسيَ أَوَّلاً (رَغم أنِّيَ صوَّتُّ لِمن يُمثِّلُني ويمثِّلُ مُؤسَستِي العسكريَّة وأَحدَ باشاواتِها) وأُوَجُّهُها لَكم ثانياً، وفِيها عَتبٌ وعِتابٌ شَديدينْ، وأَعترف للجَميع بأَنَّها حُجَّةُ عَلينَا ولَيسَ لَنَا، وَهْيَ:
هَلْ اِخْترتُم النّائبَ المُناسِبِ وَالعالمِ بِظروفِكم وَالصَّادقِ فِي سِيرَتِه وخدمتِه لَكُم ؟ أَم صوَّتُّم وأخترتُم مَا يخدمُ (حَمَّ رؤوسِكم)، وفَزعَة عشيرتِكم الْجَمعاءِ مِنْ أَجلِ إظْهارِ واحدٍ أوحَدْ؛ عَيناهُ مُغمضتانِ صفراوتانْ، لِسانُه مَعقودٌ إلّا عَن الباطلْ، ورأسُه مَحرومٌ ومليئٌ بِخبراتٍ سابقَةٍ سَيْئَهْ، وقَلبُه منفطرٌ ومندهشٌ وحزينٌ يَقعُ فِي أوَّلِ سَلَّةٍ مِن تِيْنْ؟ هَل عَلينَا أَنْ نَقومَ بِتثقيفِ أَنْفسِنَا لفائدَتِها؟ أَليسَ عَلينا أَنْ نَنفيَ عَنْ أَنفُسِنَا بِأَنَّنا كَفَةُ راجِحةُ هُنا وهُناكْ، أَو ماءُ سبيلٍ مجّانيّةٍ فِي وعاءٍ مائيٍّ وضَعهُ مُستأجرُ لمؤاجرٍ وقْفَاً داخلِ أو خارجِ مسجدٍ لِيَشرب مِنها الجَميعُ بِكاسٍ واحِدْ، واتَّسخَ واهْتَرأَ بَعدمَا كثُرَ مُستخدِموهُ، وقلَّ مُنَظِّفُوهْ؟
وأَخيراً؛ تَحدَّثَ وأَفاضَ كَثيرونَ بِمَا وَدَّ ويودُّ أَنْ يَتحدَّثَُ بِه كُلُّ مَن لَهُ علاقةٌ بِهذا أَوْ مُتأثّرٌ به...، وَأعلمَ أَنَّ أغلبَهُم عرَّجَ وكتَبَ فِي مِثلِ هَذا المَوْضوعِ مُكرَهُ لا بطلٌ؛ فَالمرْءُ فِي حقِّ نَفسِه ضَعيفْ، ويَحرصُ دَائماً عَلى أَنْ يَجبَّ الغِيبةَ عَن نَفسِه، ولستُ أَنا بِبعيدٍ أَوْ بِمعزلٍ عَنهُم الآنْ...؛ فجميعُنا كتبَ ويكتبُ كَرماً لَاْ بُخْلاً بِكلمةِ حَقْ، وتَقديْماً لِما عَليْهِ مِن واجباتٍ أَمامَ ربِّه وثُمَّ وطنِه ونفسِه و الآخرينْ، فَلمْ نَتعلَّمْ فِي حِرفةِ وشرفِ العسكريَّةِ تَهرُّباً مِن مَسئوليّةٍ أوْ تَنصُّلاً مِن كلمةٍ نَقولُها، أَوْ تحرُّراً مِن فِعلٍ فَعلناهُ بالْمعروفِ و الخيرِ وَمهما كلَّفَ أو يكلَّفُ مِنْ كُلفةٍ ماديَّةٍ أَو معنويَّه، وضِفْ عَليها شدَّةَ طلبِ نسبةٍ كبيرةٍ مِن زُملائِنا المُتقاعدينَ العسكريِّينَ عَلى الكتابةِ حَولَ مَا يَروْنَ أَنّها اقلُ حقوقهم...، رَاجِيَاً مِنَ اللهِ القبولْ...، وأَن يَبقَى الأَردُنُّ عَصيّاً عَلى أَعدائِه، شَامِخاً بِسواعدِ مَليْكِه وشعبِه...، وبِما أَنّ الأعمالَ بالنِّياتْ، فأَنا امْرؤُ لِي مِنَ اللهِ مَا نويتُ عَليهِ بِهذا وَغيرِه، فَهْو مِنْ يؤْجِرُنِي أَو يَنْهرُنِي...، وَمَا أَنا سُوى مُبلّغُ لا مُمَثّلُ لِمنْ هُمُ مِنِّيْ أَعْلمُ وَأَوْعَىْ، وَماْ أَنَاْ سُوىْ عَينُ ويَعْلُوْ فَوقَها أَلفُ حَاجِبْ...، وَالسَّلَامْ.
المقدّم المُتقاعد الدّكتور: صَالح سَالم السُّويْلم الْخَوالدَه