عندما بلغ إبني الوحيد سن المراهقة، أحسست بأنه يفكر في مجاراة أبناء جيله فيما يتعلق بإمتلاك جسم رياضي متناسق الشكل، مفتول العضلات و قادر على إرسال إشارة للغير بأنه يمتلك قوة من نوع ما قد لا يقف في وجهها أحد، و هذا تصرف طبيعي في هذا السن لشاب يافع.
جلست مع إبني أوصيه قبل أن يذهب للتسجيل في المركز الرياضي.
قلت لإبني: " أنت تعلم بأنني إنسان أفضل الإختصار دائما، و خطابي فيه توجيه مباشر، لا أحب المراوغة و الإطالة في الحديث، لأن في ذلك مضيعة لوقتي و وقت الآخرين، و تمهد الإطالة الى حالة الملل التي لا يرغبها الناس، و ينبغي أن يكون في حديثك مع الناس قيمة مضافة لك و لهم.
آمل أن تستخدم قوتك الجسدية في جميع مناحي الحياة، لكن إياك أن تستخدمها وقت إختلافك مع الآخرين، لأنه ينبغي أن تستخدم قوة عقلك معهم أي حكمتك و خبرتك في الحياة في إبداء وجهة نظرك و الدفاع عنها و الإقناع، فالذي يستخدم عضلاته في خلافاته مع الآخرين يعوزه التروّي و الحكمة و حسن التدبير و ينعت بالبلطجة، و يكون في معظم الأحيان خاسرا، و يخسّر أهله و جماعته و خصمه.
إن في إستخدام العضلات كما في الإستخدام السيئ للّسان كلفا عالية، و في بعض الحالات الدماء. عليك بالإنصات للصوت الصادق القادم اليك من خصمك، و أن تشعر بنبض خصمك بالصيغة التي خرج بها، و تتفاعل معها بصورة إيجابية ما أمكنك ذلك، و لا تستنفذ قدرتك من خلال الإستمرار في المجادلة العقيمة لأن محصّلة ذلك الإستمرار الخسارة الأكيدة لك.
إن في الإنسحاب بهدوء من المواقف الحرجة، في أحيان كثيرة، ذروة الإنتصار لك لا سيما عندما تترك أثرا طيبا في نفس خصمك".