أخبار البلد- غازي ذنيبات -هذا الحوار الوطني الذي ترغب الحكومة في اجرائه ينتقل بنا الى بدايات الحضارة الانسانية ونشوء الديمقراطيات ومدينة افلاطون الفلسفية الفاضلة ومملكتي اثينا واسبارطة اليونانيتين
هل نحن في الاردن نعيش في فترة تاريخية لا علاقة لها بالتطور البشري ، واننا نشكل بداية التاريخ البشري، حتى نبدا حوارا وطنيا قد يستغرق تشكيل لجانه اشهرا ثم ياخذ الحوار سنينا لنبدا تعريف الديمقراطية ، كما فعل القذافي ذات يوم عندما اكتشف النظرية الثالثة المستمدة من الكتاب الاخضر.
يا دولة رئيس حكومتنا المبجل ان الحلال بين وان الحرام بين ، وان مباديء الاصلاح السياسي والديمقراطي قد توافقت عليها البشرية وكل دول العالم المتحضر واصبحت واضحة بينة، فلماذا هذا الانشغال الوطني في تشكيل لجان الحوار؟، ومن يشكل اللجان؟ ، وما عدد اعضاء اللجان؟ و.....و....، وايهم خلق اولا اللجان ام الاعضاء ام الحكومة ام الامة، ام الدستور ام برنامج الحوار ؟
الحكومة وخبراؤها وخفراؤها قادرة على معرفة وتلمس نطاق الاصلاح المطلوب والمسموح به، دون الحاجة الى هذا الحوار، وهي تعرف تماما كيفية ترجمة هذا الاصلاح اذا وجدت الارادة الصادقة لاقراره باجراءات تشريعية وتنفيذية،تكفل تنفيذه بامانة.
وغالبية الاردنيين يرون ان الحكومة اذ تلجا الى تشكيل لجنة للحوار فانما تسعى لتحقيق امور لا علاقة لها بالاصلاح، فهي تهدف الى التسويف والمماطلة حتى تتضح الامور في المنطقة ، وقياس تطور المطالب الشعبية الوطنية ، لترى بعد ذلك ان كان هناك حاجة ملحة لاجراء الاصلاح ونطاق هذا الاصلاح .
او ان الحكومة تعرف تماما ان احداث الاصلاح على المستوى المطلوب دوليا ووطنيا غير ممكن ولذا فهي تلجا الى نشر ونثر دم القتيل سلفا على كل القبائل من اعضاء لجنة الحوار .
كثيرون يتساءلون طالما ان هناك مجلس نواب تشريعي منتخب وقائم ومعترف به حكوميا على الاقل ، وطالما ان في البلد خبراء في مجال التشريع وغيره من المجالات زهم جميعا في متناول يد الحكومة، فلماذا تغرق الحكومة نفسها في مستنقع تلميع وتنفيع واختيار اعضاء لجنة الحوار؟، فهل نحن بصدد حوار وطني ام تسويف وطني؟ .