صور من الحياة
بقلم: شفيق الدويك
رُحت يا خالتي لعند مدير البنك ابو أحمد قبل يومين عشان آخذ سلفة (الف ليرة بس) عشان بنحظّر لعُرس إبن إبني، عقبال عندك، و بدي أشتري شوية عفش هدية مني للولد. والله بحبه هالولد أكثر من إبني أبوه يا خالتي لأنه هــــادي و بيسمع الكلام و ببـــــوس إيدي عالنازلة و الطالعة و محافظ عالعادات زي تبعون زمان !
فاعلك أبو أحمد، مدير البنك، بوجهي مثل الظبع الكاسر، و طقم إسنانُه طلع من محله !
أنا يا خالتي صابني الخوف، وصارلك قلبي يهتز مثل ماتور سيارة ديزل تعبان، دخانُه مش قادر واحد يخرسُه !
قلت: " خير يا أبو أحمد، إنــــــت مش على عوايدك اليوم، شو مالك مش على بعظك ؟".
سند أبو أحمد ظهره عالكرسي مثل المذيع و قال: " لحد هسه يا خالتي عليك سُلفة الشقة، و الشقق نزلت أسعارها شوية، يعني الظمانة صارت قيمتها مش زي أوّل، و صارت دُفعتك تتأخر شوية عشان بيع الملابس عندك أخف من أول، يعني السداد عندك صار مش و لا بُد، و حكيتيلي آخر مرة بعظ الناس ما دفعولك حق إللي إشتروه منّك علشان معسرين شوية، يعني عندك إشارات مش مريحة.
لبنوك يا خالتي صمّام أمان الإقتصاد، هاي أنا ما فهمتها، و السيولة، يعني الفلوس لما تكون كاش مثل الدم للقلب يعني لبنوك، و إللي ما بنظــــمنه يرد فلوسنا عداير مليم، ما بنعطيه شو ما كان يا خالتي، هاي مفيهاش واســــطة عندنا، إحنا بدنا نحمي الناس و نحمي حالنا ها كيف لعاد !
قبل يومين، يا خالتي، سوبرماركت نانسي الله يوفقهم، أعطيناهم عشر تالاف ليره و مثل البرق يعني بسرعة. ليش ؟ عشان عندهم بيع، و ارظهم المرهونة جايه على الشارع وسعرها بيرتفع كل يوم، و صاحب السوبرماركت بتابع المحل ليل نهار وفش عليه دين لحدا، و رحمة ابوه زلمة دُغري يعني مش نصّاب عدم المؤاخذه منّك يا خالتي !
إحنا بنعرف كل واحد شو ماخذ عن طريق بنك الحكومة يعني البنك المركزي. المشروع الناجح يا خالتي بياخذ من عندنا فلوس مثل طلق المسدس.
بعدين البنك المركزي يا خالتي بيحكيلنا أعطوا الناس بس ديروا بالكو، شوفوا قدرتهم عالسداد و شو بيشتغلوا، إظمنوا حالكوا كويس كويس، مش شلفقة هـــه، إحنا سُمعتنا برّه مثل الذهب حافظوا عليها.
أعطوا الناجحين و بزيادة عشان تنتعش البلد، و ما تعطوا الفاشلين إللي ما بيعرفوا يشتغلوا كويس و لا فلس أحمر، يعني ما تورطوا حالكم و حالهم، بدناش سواد وجه و نمرمط حدا، يعني نبهدلُه".
سكتت يا خالتي و حكيت لمدير البنك: معك حق، الله من فوق يعمّر بيتك، بديش أتورط، بعطي نقوط للولد هالإسوارتين و شو ما يجيبو يجيبو، و لما يصير معاه بكمّل، ولأيش شوفة الحال عالفاظي، الله يحمي البلد و الصمّام إللي حكيتلي عنه ، وبنك الحكومة، و جعصتك عالكُرسي ما تواخذني ، بدي إياك تظحك مش حلوه عليك الكشره يا فهيم، و الله يستر يا خالتي !!! shafiqtdweik@yahoo.com