يـــــا دولة الرئيس البخيت ...... الغضب على الصديق أنكى من الغضب على الرفيق ، والعتب على الذي نحبه مثلك أكثر من العتب على الشقيق ، ولذلك فإن ستين من حملة الأقلام وليس من حملة السيوف مثل (الأحنف بن قيس) الذي إذا غضب ... غضب لأجله مئة ألف دون أن يعلموا لماذا غضب جاهزون ومتأهبون لإعلان الغضبة الكبرى إذا تم تأجير (مزرعة الإذاعة والتلفزيون ) لفيصل أطال الله في عمره وأبقاه ، أو لعبد الله حامل الرمح في يساره والسيف في يمناه ، او لسميح سدد الله على طريق الخير خطاه ، وهم الثلاثة البررة الذين يتزاحمون ليل نهار على الالتصاق بدولتك منذ مساء اليوم الأول لتكليفكم من قبل مولانا لتشكيل الحكومة ، لا بل وقف بعضهم إلى جانبك في الخيمة الكبرى لاستقبال التهاني غداة تشكيل الحكومة وكأنه من آل عباد الكرام .
يا دولة الرئيس ... والله لولا محبتك لما كاتبتك ، ولولا أنني أشتم رائحة القتال تفوح من سيوف بني أمية باتجاهك لما تركت قلمي (العباسي) يسيل هكذا عتبا على شخصك ، في وقت لا يُسمح فيه بإجراء التجارب الإدارية على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجريحة كما كان الحال سابقا ، فالأول فشل فشلا ذريعا في قيادة المؤسسة والسبب يعرفه ألف وستمائة موظفة وموظف ، والثاني الذي أقسم أنه سيأتي للتطهير وليس للتطوير محكوم لمزاج (أم المؤمنين) والثالث مأسور للقاعدة القانونية (بأن الخالق يُقيد المخلوق) فماذا تبتغي من رجل ولد على أحد أسرّة (مستشفى الكابيتال للولادات القيصرية).
لقد خاطبت مولاي المعظم ذات مرة برسالة مباشرة أوضحت فيها لجلالته أن جميع الحكومات المتعاقبة في عهده الميمون هي السبب في تدهور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وتعتيم شاشتها ، حيث كانت تلك الحكومات ترفد المؤسسة بمدراء عامين (ليسوا متزوجين ) وان الذي لم يرفد الوطن بطفل واحد كيف به أن يرفد مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بالإبداع أو الإنتاج أو التطوير ، وان الذي لم يتعود أن يدير أسرة من ثلاثة أفراد كيف له أن يدير أسرة إذاعية وتلفزيونية من ألف وستمائة موظف وموظفة .
يــــــــــــــــــــــــا دولة الرئيس ... شخصية المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون لها مواصفاتها الفنية والموضوعية والشكلية والإدارية والقانونية ومن ثم الإعلامية ، فلا يكفي أن يكون شخص المدير العام صديقا لدولتك وكاتب عمود متقطع في إحدى الصحف ... المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون يجب أن يعرف جيدا الشكل الفني للشاشة وأن يكون قد مر عليه سنوات وسنوات في مهنته على كل خبايا المونتاج وتكايا الإخراج وزوايا المكساج ، وأن يعرف ان كتابة النص التلفزيوني تحتاج الى مهارات الف عام وعام مقارنة بكتابة مقالة أسبوعية في عمود غير مقروء ... المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون يجب أن تكون لديه سرعة البديهة فيما يريد مولانا قوله أو بثه أو فعله قبل ثلاثين يوما ، وشاشة التلفزيون بالذات تحتاج إلى مراقبة الثانية قبل الدقيقة فيما يتم بثه عبرها ، لأن المسئولية في عدم بث مادة ما في وقت محدد أخطر بكثير من بث مادة لا تسمن ولا تغني عن جوع .
يــــــــــــــــــــــا دولة الرئيس البخيت ... التلفزيون هو مقتل كل الحكومات الأردنية وإن كان بعضها نظيفا ، فنجاح إدارة التلفزيون بتعامل اخوي مع الموظفين كافة وعلى نفس الدرجة قد يطيل في عمر الحكومة عامين ، وفشل ادارة التلفزيون في انتاج شاشة مريحة للمواطن باعتبارها (شاشة للجميع) سيقصر من عمر الحكومة عامين ... فأمام دولتك الخيار وقبل ذلك التأني في اتخاذ القرار لتعيين مدير عام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون .
فنحن ننظر إلى دولتك من حيث أن عيونك قد تفتحت على هذا العالم الجميل من خلال ولادتك بعملية جراحية ، وان غيرك من بعض رؤساء الحكومات قد ولد من خلال بؤرة الدم والبول ثم تفتحت عيونه على هذا العالم .....
فليكن قرارك في تعيين رئيس الهيئة / مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون قرارا يتناغم مع طريقة ولادتك المجازية ، وليس كقرارات الذين سبقوك وخالفوك في طريقة ولادتهم .
يا دولة الرئيس : الأهل في أردننا الحبيب يتكلمون ويتهامسون ويراقبون ويغمزون ويلمزون وهذا من حقهم بعد ان مرت عليهم سنوات كان المرتدون ينعتون الأهل الغلابى في الأردن بالردة ، وكان كل واحد من هؤلاء المسؤولين المرتدين يحمل في داخله ضده ... الأهل في الأردن الحبيب يا دولة الرئيس يضعون جلالة سيدنا على رؤوسهم ، ويعتبرون غيره قطعا من الشطرنج تتغير مواقعها عند كل لحظة ، وحين تنتهي لعبة الشطرنج يتم اغلاق الصندوق على كامل القطع ويوضعون على الرف الى ما شاء الله ... الأهل في الأردن الحبيب يا دولة الرئيس يؤمنون أن لا مؤسسات ولا وزارات فاسدة لدينا ولكن لدينا وزراء ومدراء وموظفين فاسدين في هذه الوزارات وتلك المؤسسات .
دولة الرئيس ... تذكر أن الزلزال الذي يضرب الدوار الرابع الآن بقوة ثلاث درجات على مقياس (بخيت ريختر) قد يعقبه زلزال ارتدادي آخر بقوة سبع درجات على نفس المقياس ، وعندها ستعلن دولتك أن الدوار الرابع منطقة منكوبة وتحتاج الى مساعدات دولية ... وحينها لن نتدخل لا إسعافا ولا تمريضا ولا معالجة ، لأن النصيحة لا تُسدى من الصديق الى الصديق إلا مرة واحدة .
يـــــــــــــــــــا دولة الرئيس : أنت الوحيد الذي منحك مولانا ثقته للمرة الثانية لتشكيل حكومة في عهده الميمون ، فإن نجحت نجحنا نحن معك ، وإن فشلت فإن اسما نظيفا كما هو اسمك سيحترق للأبد وهذا ما لا نتمناه أبدا ، فلا تستسلم لمن يحمل (سلاح النسب والمصاهرة) بحجة أنه أولى من (عديله) في تشكيل الحكومة القادمة ويرفض عرضا بوظيفة سفير في بريطانيا أو أمينا لعمان الكبرى ... أرجوك ... ونرجوك ألا تُذعن للحكواتيين الكبار الذي لا يسمعون إلا صدى أصواتهم ولا يندفعون إلا لمصالح أبنائهم ليصنعوا منهم وزراء أو مدراء أو سفراء أو مستشارين برتبة وراتب وزير .
هذا وطن يا دولة الرئيس أصبحت فيه معادلة تصغير الكبار وتكبير الصغار هي السائدة ، وأصبح فيه الفضل بن يحيى البرمكي يغير الأحوال بواسطة الجوال ... فوالله ثم والله ثم والله لولا خشيتي من عتب مولاي ، ولولا خوفي من إزعاج سيدي أمير المؤمنين لأخرجت دفائن مخزنة منذ خمسة وعشرين عاما كنت أقسمت بأن ادفنها قبل أن يتم دفني ، ولكن يبدو أن حجبي عن زيارة الديوان الملكي العامر وحجب وصول رسائلي إلى الديوان الملكي العامر قد زالت قبل أيام ، ولذا فانا بانتظار موعد لمقابلة مولاي المعظم بالقريب العاجل ... وعندها سأختصر خمسة وعشرين عاما بخمس وعشرين دقيقة بعد أن علمت أن ملوك بني هاشم لا يغضبون عندما يسمعون . ولكن حسبي الله وإنا لله وإنا إليه راجعون
دولة الرئيس معروف البخيت : اليوم هو الأحد 13/3/2011 والساعة الآن هي الثامنة صباحا ، وفي الساعة التاسعة من هذا الصباح ستكون هذه المقالة بين يدي السيد مدير مكتبك العامر بواسطة الفاكس (الخاص) لتأمينها لدولتك مع قهوة الصباح ، فإن تقاعس عن إدخالها لدولتك كما كان يفعل المدعو (يحيى الإسكندراني) في عهد ابن العم دولة السيد فيصل الفايز ، فهذا يعني أن (شهاب الدين مثل أخيه) وإن قام بتوصيل الأمانة فمعنى ذلك أن قهوة دولتكم ستساعدكم على التريث كثيرا قبل اتخاذ قراركم بشأن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في جلسة الثلاثاء المقبل 15/3/2011 ، وعلى أية حال فهذا المقال سيكون بين يدي دولتك من خلال نشره ظهر اليوم أيضا في معظم المواقع الإخبارية وعلى صفحات جريدة البلقاء البرلمانية التي توزع عشرة ألاف نسخة على كافة المسؤولين في الأردن .
المذيع التلفزيوني / نجم الدين الطوالبةwww.aljawharanews.com