اخبار البلد- خالد الخريشا ...-ما زالت بعض مدارس القرى النائية في محافظة الزرقاء والبعيدة عن مراكز المدن تعاني من غياب الكهرباء والمياه.ورغم شكاوى الاهالي والحكام الاداريين والهيئات التدريسية بهذه المدارس الا ان وزارة التربية ظلت تتعامل مع هذه الشكاوى على مبدأ التهميش تحت ذريعة ان هذه المدارس ترتطم بمعاملات الاستئجار والبعض الاخر غير مملوكة للوزارة. ومن ابرز هذه المدارس مدرسة قرية المزارع التابعة لقضاء الظليل التي تنتظر الكهرباء منذ (35) عاما وكذلك مدرسة العين البيضاء التي تتبع قضاء الازرق والتي تنتظر الكهرباء منذ بداية الثمانينيات, ومدرسة العويلية وطواحين العدوان التي تتبع قضاء بيرين وهي تنتظر تمديد العدادات منذ عشر سنوات.
غياب الكهرباء عن هذه المدارس حرم جيل كامل من التزود بالمعرفة الحاسوبية والتكنولوجية وجيل آخر ما زال ينتظر قرارات الوزارة بهذه الملفات التي عاشت الشكاوي والمعاناة مع اكثر من خمس حكومات تعاقبت على دفة المسؤولية.
من هنا جدد اهالي قرى العين البيضاء والمزارع والعويلية وطواحين العدوان مناشدتهم لرئيس الحكومة مطالبين ربط هذه المدارس بخدمة الكهرباء مؤكدين ان بعض مزارع الابقار والدواجن بمناطقهم مربوطة بخدمة الانترنت والحواسيب لكن للاسف تلاميذ المدارس يندبون حظهم في ظل غياب هذه الخدمة التي اصبحت منهاجا ومطلبا ضروريا.
واشار الاهالي ان شكاواهم ومعاناتهم وعد بحلها وزير التربية الحالي الذي كان في الوزارات السابقة الا ان هذه الوعود رحلت معه في الحكومات السابقة, وطالب اهالي قرية المزارع بضرورة حل لغز كون المدرسة يملكها مواطن ومسجلة باسماء الورثة منوهين ان المواطن قدم المدرسة لابناء القرية على طبق من ذهب طوال مدة (35) عاما مجانا من دون مقابل لكن وزارة التربية ترفض تمديد الكهرباء لهذه المدرسة تحت ذريعة عدم الاستملاك وفي المقابل هناك مئات المدارس المستأجرة التي تتبع الوزارة وهي مربوطة بخدمة الكهرباء.
بدورهم ناشد أهالي قرية العين البيضاء رئيس الحكومة بالايعاز لوزير الطاقة بتمديد (12) عمود كهرباء الى مدرسة القرية من ضمن مخصصات فلس الريف مبينين ان هذا الفلس محنط.مشيرين ان هذه القرية النائية خارج التنظيم وينطبق عليها قانون فلس الريف الاردني.
حاولنا جاهدين التحدث مع الادارات المدرسية حول اوضاع مدارس القرى الا انهم رفضوا الافصاح بأي شيء عن الاوضاع التي تعاني منها المدارس بحجة ممنوعية التصريح للصحافة ولمخاوف على مناصبهم الادارية فتوجهنا الى الاهالي الذين اعربوا أيضا عن مخاوفهم على ابنائهم جراء التصريحات الصحافية الا ان بعض اولياء الامور في القرى المذكورة بينوا ان المدارس طوال مدة تأسيسها في بداية السبعينيات لم يزرها مسؤول على مستوى الوزارة لا بل ان معظم المسؤولين بالوزارة لا يعرفون اين تقع مدارس العين البيضاء وقرية المزارع والعويلية وطواحين العدوان.
وأشاروا ان غياب التيار الكهربائي عن المدارس منذ سنوات واكب عمر المدارس وهذا الامر ترك في نفوس الطلاب والاسرة التربوية تحديات كثيرة وحرمهم من منظومة مواكبة التطور التكنولوجي, وللاسف ان الطلاب حتى الصف الثامن لا يستطيعون استخدام الحاسوب حتى الان لانهم لم يشاهدوه وهو غير متوفر بهذه المدارس نظرا لغياب الكهرباء.
وقد شاهد فريق العرب اليوم احد مدراء هذه المدارس وهو يربط حاسوبه الشخصي على بطارية سيارته ليتمكن من استعمال خدمة الانترنت وبعض التلاميذ الصغار ينظرون الى الحاسوب نظرات التمني والاستغفار.
ويقول المواطن ابو محمد أن مدرسة العين البيضاء بمنطقة الازرق يدرس بها حوالي (120) طالبا وتأسست عام 1973 وهي ما زالت من دون كهرباء ولا مياه وتعاني من غياب الحواسيب وخدمة الانترنت حيث ان الطالب يصل الى الصف السابع وهو يعاني الامية التكنولوجية.
واشار ان جيلا تخرج من هذه المدرسة يعاني الامية التكنولوجية الحديثة بسبب ضعف الادارات التربوية التي تعاقبت على وزارة التربية لان العمل والانجاز اصبح مجرد احتفال للاستهلاك الاعلامي والذي اوصل الطلبة الى التخلف المعرفي, مبينا انه لم يشفع للمدرسة وجود اعمدة الكهرباء الى جوار سورها في ادخال الخدمة الكهربائية اليها حيث ان الاعمدة تبعد عن المدرسة مسافة (500 م).
احد المعلمين الذي سبق له ان خدم بمدرسة قرية المزارع فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات وظيفية قال ان المدرسة تحتاج الى اضافة غرفتين لاستخدامهما من قبل المعلمين وغرفة للسكرتير وغرفة للآذن لان الجميع يجلسون حاليا في غرفة المدير وكذلك ربط المدرسة بخدمة الهاتف ومختبر الحاسوب الغائب عن الاسرة التربوية والتلاميذ وللاسف الكهرباء غائبة عن المدرسة منذ (35) عاما ولا نعرف ماذا يعمل الوزراء والامناء العامون والمدراء طوال هذه المدة مؤكدا ان مزارع الابقار في القرية مزودة بجميع خدمات الانترنت والحواسيب والانارة الداخلية والخارجية والمدرسة تنتظر محطات الفرج.
بدوره اكد مدير تربية الزرقاء الثانية عاطف البوايزة ان مدرسة العويلية وطواحين العدوان ان معاملة الكهرباء الخاصة بها جاهزة وسيتم ربطها بالكهرباء خلال الاسابيع المقبلة اما بالنسبة لمدرسة العين البيضاء بالازرق فهي خارج التنظيم وتبعد عن مركز المدينة (12كم) وتحتاج الى (12) عمود كهرباء من اجل توصيل الخدمة الكهربائية لها مبينا ان هناك متابعات مع مدير القضاء والبلدية بخصوص ذلك وتمنى البوايزة على وزارة الطاقة ربط هذه المدرسة بخدمة فلس الريف لان تكلفة العمود الواحد تصل الى (150) دينارا تقريبا وهذه المدرسة ينطبق عليها قانون فلس الريف كونها نائية وخارج التنظيم ويدرس بها مئات الطلبة.
واكد ان مديرية التربية خاطبت محافظ الزرقاء بهذا الجانب, وبخصوص مدرسة قرية المزارع الموجودة بمنطقة الحلابات التي تتبع قضاء الظليل فانها ترتطم بامور وراثية حيث ان المدرسة مملوكة لاحد الاشخاص المتوفين وهناك عدد كبير من الورثة لهذه المدرسة وهي تحتاج الى محول كهرباء تصل تكلفته (10) الاف دينار.