تحب أطفالها وتعشق الحرية وتراب الوطن ... وتحلم بوطن عربي ديمقراطي حر ذو سيادة وكرامة .
السيده تهاني الشخشير ... الأم ... المربية ... المناضلة
الخوف على الثوره المصريه من اجهاضها ، وحرفها عن مسارها وجوهرها في تحقيق الحرية والعدالة والكرامة ، ومحاربه الإمبرياليه والصهيونية العالمية .
أحمد الله انني شهدت اللحظه التي سقط بها طغاة هذه الأمة .
لوكنت في مركز صنع القرار لأمرت بفك الرهنيه والتبعيه السياسية والإقتصاديه للإمبرياليه الأمريكيه الصهيونيه ولصندوق النقد الدولي .
الكيان الصهيوني مرعوب من تبعات الثوره المصريه العظيمه .
قانون الإنتخاب الجديد كرس العشائريه وجزء المجزء من خلال الدوائر الوهمية .
حتماً ستتحرر فلسطين الحبيبة وستشرق فيها شمس الحرية من جديد .
اجرت اللقاء سوسن شحاده
أخبار البلد - حاصلة على البكالوريوس من جامعه اليرموك ،والماجستير من الجامعه الأردنيه، وماجستير أخر من الجامعه العربيه للدراسات العليا، عملت في مدارس وزارة التربية والتعليم لمده 16 عام كمعلمة ومديرة مدرسة ،
ناشطة في العمل السياسي والإجتماعي وعضو في الكثير من الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني مثل اتحاد المرأة الاردني ، وجمعية عيبال الخيرية ، ومسؤولة رابطة المرأة الأردنية .
كان لنفرتيتي هذا اللقاء الشيق معها لتحدثنا عن سيرتها المعطائه في خدمة الوطن .
حديثينا عن بداياتك بالعمل السياسي .
السيدة الشخشير : كانت بداياتي في نابلس حيث ولدت وعشت طفولتي ، وفي سن الصبا انتقلت الأسره للعيش بالأردن حيث أكملت دراستي الثانوية، ثم التحقت بجامعة اليرموك لدراسة اللغة العربية ، ومن خلال قنعاتي بضرورة انتماء الإنسان لقضايا أمته ووطنه وعروبته فقد كنت من الناشطين في العمل السياسي والطلابي المنظم بالجامعة، حيث كنا ننادي بحقوق الطلبة العادلة والتي تتمثل بحرية التفكيروالرأي والتعبيروالمعتقد ،والدفاع عن حقوق الطلاب المطلبية العادلة وعلى رأسها إقامة اتحاد عام لطلبة الأردن، ليكون هو الجهة المخولة بالدفاع عن حقوق الطلبة ومصالهم ، وعايشنا تلك الفترة ظروف سياسية مثل حرب بيروت ( 82 ) والإنتفاضة الفلسطينية البطلة عام ( 86 ) وتزامن ذلك مع قرار إدارة الجامعة برفع الرسوم الجامعيه فنظمنا اعتصاماً داخل حرم الجامعه احتجاجاً على القرارالمجحف بحق الطلبه وأسرهم ، ومن منطلق أن التعليم حق للجميع وليس للنخب فقط . ولكن مع الأسف كان الرد من إدارة الجامعه والجهات الأمنيه رد عنيف وقاسي حيث تم فصل العديد من الطلاب ما بين فصل لمدة فصل دراسي ،الى الفصل النهائي من الجامعة ،وأنا كنت من بين الطلبة المفصولين فصل نهائي ، رغم كوني فصل تخرج، ولكن استمرت الإحتجاجات والإضرابات ووصلت ذروتها نتيجة القرارات الجائرة بفصل الطلبة وترحيلهم من اربد واعتقال العديد مهنم ، وتم عزل الحرم الجامعي ومحاصرته من قبل الأجهزة الأمنية والجيش، ودخل الجيش لحرم الجامعة لقمع الطلاب مما أدى الى استشهاد عدد من الطلاب والطالبات ،وطبعا ما جرى من تسارع دراماتيكي للأحداث، ومن دخول الجيش وقوات الأمن لحرم الجامعة يعتبر مخالف ومنافي لكافة القوانين والمواثيق الدولية ومنافي للأعراف والتقاليد ، مما ادى لتدخل جلاله الملك حسين رحمه الله واصدار إرادة ملكية بإعادة جميع الطلاب المفصولين دون استثناء الى الجامعه،وعدم رفع الرسوم الجامعية ، فعدت واستكملت دراستي حتى التخرج .
وبعدها بسنتين عام ( 88 ) اتجهت لدراسه الماجستير بالجامعه الأردنية وحصلت على شهاده بالفلسفة وخلال هذه الفترة ايضاً كنت من الناشطين في الجامعة حيث أيضا طالبنا بإتحاد عام لطلبة الأردن ، وتزامنت هذه الفترة مع حالة غليان بالشارع الأردني بسب ارتفاع الأسعار، ورفع الدعم عن بعض المواد الأساسيه مثل الخبز ، وفكانت المطالب برفع سقف الحريات العامه وتشكيل مجلس نواب ، والغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية بالبلاد ، ووصل اوج هذه المطالبات في شهر نيسان حيث هب أهل معان والكرك الشرفاء الأشاوس ، ثم انتشرت المظاهرات والمسيرات والإحتجاجات في جميع أرجاء المملكه تقريبا ، وأطلق على تلك الهبة (هبة نيسان ) . وكنت أنا من بين المنظمين للحراك الطلابي داخل الجامعه مما أدى إلى إعتقالي وترحيلي لسجن الجويده ( علماً بأنه لم يكن بالسجن مكان مخصص للمعتقلات السياسيات ) وكنت أول فتاة في الأردن تعتقل على خلفية سياسية ،أما الشباب فقد رحلو إلى سجن سواقه، حيث كان هناك قسم خاص بالمعتقلين السياسيين، وامتدت فترة اعتقالي في سجن الجويدة لمده شهر، وكان الأهل والأصدقاء يزوروني باستمرار، وكان مدير السجن بذلك الوقت وهو ( من السلط ) متفهم جداً ومتعاطف معي، حيث أنني لم أعتقل بسبب اجرامي ، وإنما على خلفيه سياسيه ، وكان يكنّ لي كل الاحترام ،واعتذر وبشدة عن اضطراره لتنفيذ الأوامر بحقي ،ولعدم وجود مكان مناسب لأقضي فيه فترة إعتقالي ، ثم قرر أن أفضل مكان لأقضي فيه هذه الفتره هو غرفة ( قاووش ) المحكومات لمدة طويلة، لأنهن برأيه أقل خطراً وهمجية من الاخريات ، وبالمقابل كان الأهل والأصدقاء والشرفاء من أبناء الوطن لا يألون جهداً بالسعي الحثيث من خلال أكبر حملة اعتراض واستنكار وتنديد وعرائض ومطالبات، للإفراج الفوري عني ، وخرجت بعد شهر من المعتقل حيث شملني العفو العام من جلاله الملك حسين ، فجرى لي استقبال مهيب من الأهل والأصدقاء والوطنين الشرفاء من أبناء الوطن حيث أن منزلنا كان لايتسع لأفواج المهنئين وكانت فرحتي بحريتي واعتزازي بنفسي وبمن آزرني لاتوصف .
ماذا أضافت لك فتره اعتقالك ؟
السيدة الشخشير : كانت فتره اعتقالي فتره غنية جداً رغم قسوتها ، لأنها أعطتني الفرصة للإلتقاء بالوجه الأخر للمجتمع حيث كان لايمكن أن أراه وبوضوح ، إلا من خلال هذه النافذة مما اضطرني للتعايش والتعامل مع هذه الفئات المعذبة المقهورة ، والتي تعاني من الجهل والفقر والتهميش والتفكك الأسري والبطالة، وهذه الأسباب مجتمعه تقريباً ، أدت لوجود تلك النساء وراء القضبان والتي أعتقد أن الحكومات تتحمل وزرهذه الفئه من المجتمع، فعدم قيام الحكومات المتعاقبة بدورها بمحاربة الفساد والبطالة وتوفير حياة كريمة للمواطنين وتحديث للقوانين الناظمة للمجتمع أدى الى ارتفاع معدل الفقر والبطاله والجهل، والتهميش لهذه الشرائح والفئات من المجتمع ولإرتفاع نسبة الجريمة والسرقات .
وكان لهذه التجربه الأثر الكبير في نفسي وجعلني بعد ذلك افكرجدياً بالعمل التطوعي لخدمة الناس المحرومين والمعوزين والمهمشين.
مارأيك بالأحزاب الأردنيه، وما المطلوب منها، وهل أنت منتميه لحزب معين ؟
السيده شخشير : أعتقد أن الأحزاب بالأردن بدأت منذ فتره قصيره نوعاً ما ، وبالتالي فإن كافه الأحزاب تعتبر فتيه وحديثه العهد رغم أن جزء منها هو امتداد لحركات سياسيه كانت موجوده على الساحة الأردنية ما قبل عام 89 وعودة الحياة الديمقراطيه والحزبية ، وأعتقد أن الأحزاب منذ تلك الفتره عجزت أن تقود الشارع الاردني لظروف عدة وأهمها : ذهنية الأحكام العرفية التي سيطرت على البلاد ولسنوات طويلة مما كرس لدى الشارع الأردني الخوف من فكرة الإلتزام والإنتماء الحزبي ، وذلك نتيجة للإعتقاد السائد أن الحزبي سوف يطارد ويلاحق ويعتقل والسبب الآخر أن الديمقراطية ممارسة وليس قرار ، ولذلك فمسألة التحول وارساء قواعد المجتمع المدني لا بد أن تأخذ مداها . هذا من الناحية الموضوعية ، أما من الناحية الذاتية
فالمطلوب من الأحزاب الكثير لكي تكسب ثقة الشعب والمواطن الأردني ، المطلوب أن تقف هذه الأحزاب وقفات تقيمية صادقة أمام برامجها وآليات عملها ، وتتخلص عن القوالب الجامدة والمصالح الجهوية والفئوية الضيقة وأن تطرح برامج واليات عمل تناسب نبض الشارع الأردني واحتياجاته وطموحاته وتدافع عن مصالحه وهمومه .
أما بالنسبة للشق الأخير من السؤال : فأنا مستقلة ولا أنتمي لأي حزب سياسي ، ولكني أنتمي لهموم المواطن العربي والفلسطيني والأردني ، منتمية للإيماني المطلق بحتمية تحقيق الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة للشعوب العربية.
لو كنت في مركز صنع القرار ما القرارات التي كنت ستتخذيها ؟
السيده شخشير : اعتقد ان شخص واحد غير قادرعلى التغييرمهما أصدر قرارات ، فانا اؤمن بالعمل الجماعي وبالمنظومه المتكامله وبأن الكل يجب أن يعمل من أجل الوطن ومن أجل المجتمع، وبأن المصلحه العامه أهم من المصلحة الخاصه والشخصية وأن الوطن هو الأساس .
بالمقابل لو كنت على رأس صنع القرار، أول قراراتي هو اطلاق الحريات العامه وعدم المصادقه على أي قوانين مؤقتة ، واستصدار قوانين عصريه تتناسب وحرية الرأي والتعبير والتفكير، وإلغاء القوانين التي تصادر حقوق المواطن، وتحد من كرامته، أما من الناحية الإقتصادية ، فلا بد من إعادة صياغه المنظومة الإقتصادية بمجملها بما يفك التبعية للامبريالية والصهيونية العالمية، وفك التبعية والإرتهان والخضوع لشروط صندوق البنك الدولي وإقامة منظومة إقتصادية عربية موحدة بحيث يكون نفط العرب للعرب ، وخيرات العرب للعرب ، وقمح العرب للعرب .
أما على الصعيد العربي القومي فحلمي وأملي بقرارعربي مستقل ذو سيادة .... وتحرير فلسطين من دنس الصهاينة .
مارأيك بالأحداث الجاريه الآن على الساحه العربيه من ثورات شعبية في تونس ومصر وحالة الغليان في العديد من المدن العربية ؟
الشخشير : أولاً احيي الشعب العربي التونسي والشعب المصري الحر . وأأكد ان هذه هي إرادة الشعوب.....
وكما قال الشاعرأبو القاسم الشابي :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ....... فلا بد أن يستجيب القدر
وأنا أعتقد أن ما يحصل اليوم في الشارع العربي لم يشهد التاريخ العربي المعاصر مثله ، حيث أننا لم نشهد أهم من الثوره الفرنسية والثورة البلشفية وثورة جنوب افريقيا وثورات أمريكا اللآتينية وعربياً الثورة المصرية ، حيث أن هذه الثورات قامت ضد الإضطهاد والجوع والفقر والفساد ومطالبة بالحرية والعدالة والكرامة ، وكما اثبت التاريخ ان النصر دوما وحتماً للشعوب بالنهايه .
وأما حول إشاعة أمريكا أن هذه الثورات مفتعله، ماهي إلا أكبر دليل على عدالة هذه الثورات ورعب الإمبريالية الأمريكية الصهيونية على مصالحها من نجاح هذه الثورات ، وما هي الآ محاولات لتصغير وتهميش قدرة الشعوب على قبر واسقاط الطغيان .
كما ان الكيان الصهيوني متخوف من نتائج الثورة المصرية ومن تبعاتها على اتفاقية كامب ديفيد واسلو، وأثرها على المنطقه ككل ، وهم الآن يحاولون اجهاض هذه الثورة العظيمة من الداخل، من خلال محاولاتهم الضغط لتغيير رأس النظام فقط وليس النظام والسياسة العامة للبلاد .
ماريك بأداء مجلس النواب ؟
الشخشير : هذا المجلس مجلس 2010 جاء على قانون باطل من الأساس،( قانون الصوت الواحد والدائرة الوهمية ) وبالرغم من المطالبة المستمره من كافة فئات وأطياف المجتمع من نقابات وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني بقانون انتخاب عصري يعبرعن كافه اطياف المجتمع ، وقيام جلاله الملك بحل مجلس النواب الأسبق، وقراره بإعاده الإنتخابات النيابية واستبشرت القوى الوطنيه خيراً ، وعمت الفرحة أرجاء البلاد ، ولكن مع الاسف تم استصدار قانون جديد كرس العشائريه أكثر فأكثر ، وجزء المجزء، وكان أكثر تضيقاً من القانون السابق وهو وهمي من الأساس ، ولم يعبرعن تركيبه المجتمع الأردني وطموحاته . ورغم الاعترضات الا أن الإنتخابات تمت على هذا القانون المجحف الوهمي ، وإذا أردنا أن نحاكم أداء المجلس ، فكيف نحاسب أداء نائب جاء على هذا القانون وكيف نعتمد عليه في مراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها ، وفي سن القوانين والأنظمة والتشريعات وهو نائب خدمات بعيد كل البعد عن المواطن وهمومه وطموحاته . وبالمحصلة لن يكون هناك مجلس نواب حقيقي بدون تعديل قانون الانتخاب بقانون عصري يناسب طموحات الشارع ويعبر عنه على أساس ( صوت للدائرة وصوت للوطن ) الى أن نصل لاحقاً لقانون القوائم النسبية والتداول السلمي للسلطة .
هل يوجد نشاط سياسي حقيقي للمرأه الاردنيه ؟
هناك الكثير من النساء الناشطات والمثقفات والقادرات على المساهمة بصناعة القرار ولكن مع الاسف مازالت مجتمعاتنا ذكورية ، والعقليه السائدة، أن الذكور أكثر قدرة على قيادة الشعوب من النساء ، لذلك لم تأخذ المرأة فرصتها الحقيقيه في اثبات قادرتها على قهر التحديات والمساهمة الحقيقية بتطوير المجتمع وإحداث التغير الايجابي المطلوب جنب الى جنب مع الرجل، فنحن لسنا في وضع تنافس من الأصلح أو الأقدر، ولكن يجب ان تكون الجهود مشتركه لرفعة الوطن والنهوض بالمجتمع .
مارايك بالكوته النسائية ؟
الشخشير : أنا ضد الكوته لأنها تصغر من شأن المرأه وتحط من مكانتها وقدرتها ،وهي فكرة استخدمت بالمجتمعات النامية كمحاوله لإعطاء المرأه فرصه منقوصة للمشاركة بصياغة القرارات، والوصول للمواقع التي تستحقها وأجدها كمن يعمل عملية تجميلية لوجه بشع ، ولذلك فأنا لا أرى الحل بالكوته التكميلية الديكورية للديمقراطية ، وإنما بالنضال الحثيث من أجل تغيير نظرة المجتمع للمرأه و إنصاف المرأه والإعتراف بإنجازاتها ومكانتها وحجمها وقدراتها . وهنا يقع الدورالأكبر على المرأة نفسها لإثبات نفسها وقدرتها ... لأن الحقوق لا توهب وإنما تنتزع انتزاع .
ماهي أمنياتك على صعيد مايحدث الآن من متغيرات في الوطن العربي ؟
الشخشير : في الحقيقة أنا سعيدة جداً انني عشت وشهدت هذه اللحظة وهذه الثورات ثورة الشعوب ضد الطغيان ... وخصوصاً أن جيلنا وجيل أولادنا عانى كثيراً من الهزائم ووصل بنا المطاف من شدة الظلم والقهر والإستبداد لليأس والإنحطاط الفكري والثقافي والمعرفي والعلمي واختفت القيم من مجتمعاتنا ،وكل ذلك بسبب سياسة التجهيل والتجويع من أجل التطويع والتي مورست علينا كشعوب عربية ...
أتمنى أن تعود العزة والكرامة لتملىء نفوسنا .. وأن نفتخر بلغتنا وعروبتنا وقوميتنا ووطنيتنا وأن نثق بقدرتنا على التغيير وبمستقبل وغد مشرق لأطفالنا
وفي النهاية حتماً سنشهد تحرير فلسطين الحبيبة وستشرق فيها شمس الحرية من جديد .
عن/مجلة نيفرتيتي