نشرت المجلة الطبية البريطانية (BMJ) عدد– نيسان 2014 بحثاً هاماً للعالمين Kate.CTathanالباحث ومستشار قسم التخدير / شعبة الاطفال والرعاية الحثيثة – كلية الطب (Imperial College) و Kineshpatal الباحث ومستشار قسم التنظير – مستشفى (ST.Mark’S) لندن. يقول العالمان انهما وجدا صعوبة في تحديد ملائمة العلاجات الحالية مع الاطعمة التي ينصحون بتناولها في حمية المرضى، فالملاحظ تجنب معظم المرضى الاطعمة ذات المصدر الحيواني وهناك اسباب لذلك: ثقافية، بيئية، اقتصادية، ودينيةوالتفضيل الشخصي للأطعمة. الوكالة البريطانية لمعيار المقاييس للأطعمة (Food Standards Agency) تشير الى ان 8% من المواطنين البيض نباتيون. اما السود 12%. اما تعريف النباتي (Vegetarian) فهو الشخص الذي لا يستهلك اطعمة منشأها حيواني. والنباتي المتشدد(Vegan) لا يستهلكها مطلقاً. معظم المرضى والاطباء يجهلون احتواء معظم الادوية على منتج اصله حيواني، لان الشركات المصنعة لا تضع كل تفاصيل محتوى الادوية. فمثلاً مميع الدم ( الهبارين –Heparin)يحتوي على جسيمات من حيوان الخنزير. كذلك (الهرمون الانثوي –Oestrosen) يحتوي جسيمات من الخيول.كذلك عقاقير كثيرة تحتوي على جزيئات من اعضاء حيوانية، وبالتالي لا تطابق تفضيل الاطعمة لدى المرضى. اما مادة اللاكتوز (lactose) التي تستعمل في تصنيع بعض الادويةفتستخرج من حليب الابقار، كذلك من الغشاءالمبطن لمعدة العجل،. اما مادة الجيلاتين الهلامية –Gelatin فتستخدم على نطاق واسع لتغليف الادوية اما مصدرها فهو الخنزير (Porcine)اوجلدالبقر (Bovine)او السمك والعظام. اذن احتواء بعض الادوية على مشتقات الخنزير يسبب مشكلة بالنسبة للمسلمين واليهود المتدينين. في عام 1995 عقدت منظمة الصحة العالمية (W.H.O) ندوة للتلاميذ المتدينين لبحث استهلاك المسلمين لأدوية تحتوي مواد خنزيرية، وخرجت بنتيجة بان مادة الجيلاتين المستخرجة من العظام، بانها غير نجسة ويجوز تناولها. ورغم هذه التطمينات فقد اقيم مخيم في اسكتلندة لتطعيم الاطفال ضد الانفلونزاوالتاكد من محتويات المطعوم بغرض حماية الجالية المسلمة من جيلاتين الخنازير المتواجد في المطعوم. كذلك التوعية حول تجنب اكل الجيلاتين المخنزر. كل ذلك ساهم في اهتمامات حفزت المملكة العربية السعودية وماليزيا للتعاون في ابحاث لتصنيع جيلاتين من الجمال للمساهمة في تقليل استخدام الجيلاتين الخنزيري وهناك معدن (Magnesium stearate) ويستخدم في تصنيع العقاقير – وتاريخياً كان ولا يزال مصدره من شحم الخنازير والابقار والاغنام. اما الان أمكن استخراج كمية قليلة من المعدن المذكورمن الخضراوات. ان كتاب الوصفات الطبية البريطاني (British National Formulary) يوفر للقارئ دواعي استعمال العلاج واسباب عدم استعماله، وجرعته وثمنه. والمؤسف ان معظم مصانع الادوية لا تذكر بالتفصيل محتويات تركيب المواد الاساسية التي استخرجت منهاالعلاجات خاصة المصدر الحيواني. كما ان الطبيب الذي يكتب الوصفة والصيدلي الذي يصرفها ليسوا على علم بذلك. على العموم 40% من المرضى يفضلون تناول ادوية ليست مركبة من مصدر حيواني. فبعضهم يمتنعون عن تناول ادوية من اصول حيوانية لعدم رغبتهم للحوم، او لأسباب دينية لاحتوائها اجزاء من غشاء معدة الخنازير، او التخوف من احداثها تحسس. شركات الادوية لا تضع كتابة للمحتويات المصنع منها الدواء كاملة. وحديثاً اصبح ملزماً لشركات الادوية المسجلة في اوروبا ذكر كل محتويات العلاج على ورقة التعليمات المرفقة، لكن مع الاسف دون ذكر مصدرها، و ذلك له مشاكله. الباحثان يعتقدان ان الحل الامثل بالتخلي عن اي مصدر حيواني لتركيب العقاقير.ولقد بدأت مصانع الادوية بتصنيع عدة عقاقير لا تحتوي مواد حيوانية– مثلlactoseوmagnesium stearateوالتي تصنع كيميائياً. والعودة لمصادر تصنيع الادوية فهي (1) الكيميائية المصدرchemical (2) بالهندسة الوراثية Genetic Engineering (3) المستحضرات البيولوجية Biologicalخاصة اللقاحات (4) وتلك التي تحتوي على اجزاء حيوانية.الباحثان يحثان على التحول الى تصنيع الادوية من مصادر نباتية، كمادة صديقة للمريض وغير حيوانية المصدر خاصة الخنازير، لكنها تحتاج لأبحاث مكلفة في انتاجها مقارنة مع الادوية المنتجة بطرق تقليدية، لكن يأملان بانخفاض التكلفة مع ازدياد الانتاج مستقبلاً ويضمن للمرضى عدم التعرض لعلاجات غير مناسبة ومستحبة لهم من نواحي كثيرة.
لماذا لا تصنع جميع الأدوية من النباتات ؟
أخبار البلد -