اخبار البلد- نجم الدين الطوالبة - مولاي صاحب الجلالة ... نفهم جيدا وندرك تماما ونؤمن إيمانا راسخا أن الملك مصونة لا تُمس ، وان الملك حاكما وليس حكما ، وان الطبول الورقية الفارغة التي تُقرع هنا وهناك ، والتي تمادت الى حد الطلب بتحديد مخصصات الملك وكف يده عن تعيين الحكومات ، هو تمادي وصل حدا لا تطيقه النفوس الأردنية الشريفة ، وهذا الطرح الذي قدمته شخصيا بين يدي دولة الأستاذ فيصل الفايز يوم امس الأربعاء 9/3/2011 وبحضور نخبة من الزملاء أصحاب المواقع الإخبارية الأردنية في رحاب مجلس النواب ، انما يعبر عما يجول في ذهن كل أحرار الأردن الذين يجدون في آل البيت الأطهار مقرهم ومستقرهم الى يوم الدين .
لقد بدأ سقف المطالبات الرديئة يرتفع أكثر من اللازم حين يتعلق الأمر بتجاوز ما نص عليه دستور عام 1952 والذي تتصدر ديباجته قاعدة (أن نظام الحكم في الأردن نيابي ملكي وراثي ) فهناك مطالبة بأن يتم انتخاب مجلس الأعيان من قبل الشعب ، وقد فات هؤلاء أن نخبوية اعضاء مجلس الأعيان بالتعيين وليس بالإنتخاب كانت حجر الزاوية الذي أنقذ تشريعاتنا من تغول وهمجية مجلس نواب جاء بالتزوير عام 2007 ، وهناك مطالبة بان يتم انتخاب رئيس الوزراء من قبل الشعب ، وقد غاب عن ذهن المطالبين بذلك أن الشعب ما زال غير قادر على انتخاب مجلس نواب كفؤ على الأقل ، وهناك مطالبة بتحديد مخصصات جلالة الملك ، وكأن جلالة الملك الذي يدفع بروحه وحياته وكل ما يملك في سبيل الوطن ينتظر مخصصات من موازنة الوطن .
يـــــــــــــــــــــــــا صاحب الجلالة : حين يكون خط التواصل مع جلالتك مغلقا بسبب نوعية الحجاب الذين يقفون على عتبات ديوانكم العامر ، وحين تكون الطريق الى الديوان الملكي العامر سالك بصعوبة بسبب مستشارين هرموا وشاخوا وعجزوا مع مرور الزمن ، وحين أشعر ان الطريق بيني وبين قصر اليمامة في الرياض أقصر من الطريق بيني وبين قصر الحمر في عمان ، وحين أجد أنني خلال ساعات في حضرة سيدي خادم الحرمين الشريفين ، ولكنني خلال عشر سنوات لم أستطع مقابلة مولاي صاحب الجلالة الهاشمية ..... معنى ذلك أن الآلاف من أحرار الأردن يعانون مما عانيت وخصوصا زملائي الإعلاميين في الأردن ، والسبب أن جميع رؤساء الديوان الملكي باستثناء دولة السيد فيصل الفايز وجميع مدراء الإعلام في الديوان الملكي بلا استثناء كانوا يسمحون بدخول ممن يريدونهم ، ويمنعون الدخول على من لا يتوافق مع مزاجهم وكأن جلالة الملك محسوب على شريحة أردنية دون أخرى (لا سمح الله ) .
يا صاحب الجلالة : لقد تعمد مدراء الإعلام في الديوان الملكي على تفريخ (أتباعهم) وتوزيعهم على مناصب إعلامية مهمة ، وبالذات مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، فقد هبط علينا ناصر جودة ونارت بوران وايمن الصفدي وبيان التل بحجة أنهم من الديوان الملكي ، وان (الأمر من فوق حسب رغبة سيدنا ) وهؤلاء الذين لا يفقهون شيئا من أدنى متطلبات العمل التلفزيوني فنيا هم الذي أعادوا المؤسسة العريقة الى العصر الحجري ، حيث يبدو هذه الأيام أن التلفزيون الأردني الذي كان في مقدمة المنابر الإعلامية على المستوى العربي قد انحدر إلى مستوى لم يعد فيه قادرا على الدفاع عن نفسه ، فكيف ننتظر منه الدفاع عن وطن أردني يتعرض بين الفينة والأخرى الى نعيق غربان من فضائيات مشبوهة .
يـــــــــــــــــــــــــا صاحب الجلالة : سقف المطالبات الشعبية يرتفع باضطراد ، والإعلام الرسمي وخصوصا اعلام الديوان الملكي يسير إلى انحطاط ، وحين تشرفت إبنتي الحاصلة على أعلى معدل في الثانوية العامة منذ تأسيس الدولة الأردنية بمقابلة جلالتكم قبل أسبوع قلتم جلالتكم لها (أنك لا تفتح على التلفزيون الأردني) وهذا يعني لنا جميعا كإعلاميين أردنيين أن الرسالة واضحة بين يدي جلالتك بالتمام والكمال وأن جلالتك تعرف كما نعرف وأكثر ... فالأمر بين يديك والطاعة ملأ بُرديك ، والأردن وطنا ومواطنين أمانة في عنقك وأعناقنا جميعا سنطالب بها أمام الله يوم قيام الساعة ، وأن حاجتنا كمواقع إخبارية أردنية ملتزمة بالأردن قيادة ووطنا ومواطنين للقاء جلالتك في أقرب فرصة ممكنة ، هي حاجة تمليها علينا ظروف مرحلة أردنية لا تحتمل التأخير .
أدام الله عزكم ومجد آل بيتكم الطاهر الشريف للأبد مولاي المعظم .
الإعلامي نجم الدين الطوالبة
مؤسس وكالة الجوهرة الإخبارية