معروف البخيت "يمزَط كلامه" ويتهرب من الاجابات على اسئلة سكان المخيمات

معروف البخيت يمزَط كلامه ويتهرب من الاجابات على اسئلة سكان المخيمات
أخبار البلد -  

 

أخبار البلد : بسام البدارين -  أمام كاميرا التلفزيون الأردني التي صورت كالعادة الجانب البروتوكولي الرسمي من الزيارة، تجول عام 2007 رئيس الوزراء الأردني آنذاك معروف البخيت في أزقة مخيم الوحدات الشهير للاجئين الفلسطينيين.

وانتقالا من مكان استقبال رئيس الحكومة في مقر نادي المخيم وحتى مقر لجنة إدارة المكان تجول البخيت بين الأزقة أمام الكاميرات، مستعرضا حرس الشرف على طريقة اللاجئين البائسة بطبيعة الحال، وهم مجموعة من صبية وتلامذة المخيم اصطفوا على الجانبين ورفعوا الأعلام الأردنية مرتدين زي الجيش العربي، وهم في حالة تعييش (يعني يهتفون بالتحية للملك).

وسط الصبية وجدت النساء اللواتي يطلقن الزغاريد والأهازيج المرافقة بمناسبة حضور الزائر الكبير وحفاظا على حسه الديمقراطي المألوف، قرر البخيت الاستماع لناشطي المخيم وقادته في حوار صريح.

أهم مقطع في هذا الحوار تجاهلته تغطية التلفزيون، فقد وقف أحد أبناء المخيم قائلا: دولة الرئيس نرحب بكم.. لقد شاهدتم توق أهالي المخيم للدولة الأردنية، وهؤلاء قالوا بوضوح اليوم لكم كتعبير عن الدولة الأردنية: نحن نريدكم لكن من دون أن ننسى فلسطين .. أضاف الرجل: سيدي هل تريدوننا؟

طبعا أطلق البخيت إجابة من النوع الذي كان يصفه المرحوم جمعة حماد بـ(تمزيط الكلام) فقال عموميات وتجاهل الإجابة المباشرة ثم انتهت الزيارة. وقرر البخيت في نفس العام الوقوف على محطة مخيم آخر هو (البقعة) أكبر مخيمات اللاجئين في المملكة الأردنية الهاشمية.

في البقعة اقتصر الأمر على لقاء بدون مراسم، ورافقت كاميرا التلفزيون لوقت قصير الزيارة، فصور أهالي المخيم حوارهم مع البخيت في قاعة مغلقة وصغيرة وبدون علمه على الأرجح، وتم تسريب شريط فيديو يظهر فيه المشهد التالي: رجل في الخمسين من عمره يقف بعد الاستماع لمداخلة الرئيس البخيت ويقول: سيدي باختصار ابني الشاب ولد في الأردن وعاش كأردني وحصل على تعليمه الجامعي بتفوق، لكنه لا يستطيع العمل ضابط مخابرات وهو يرغب بذلك.

المداخلة ضمنيا كانت تنطوي على سؤال: هل يصبح الأردن وطنا بديلا إذا عمل الشاب اللاجئ كمواطن أردني ضابطا في جهاز المخابرات، أم أن الخوف من أن يفكر الشاب بتحرير وطنه الفلسطيني انطلاقا من عمله في جهاز الأمن في وطنه الأردني؟

إجابة البخيت تجاهلت الاحتمالين وتحدثت عن الثالث بصراحة، وهو قرار الإدارة الأردنية منذ عام 1970 بإبعاد الفلسطينيين عن الوظائف الحساسة بعد الخيانات التي حصلت في ذلك العام مسجلا- نقصد البخيت - أول اعتراف رسمي بهذا الأمر.

رئيس الوزراء التالي بعد البخيت هو نادر الذهبي، وصاحبنا هنا قرر تجريب حظه أيضا مع المخيمات، قبل دعوة لزيارة مخيم (الحسين) وسط العاصمة عمان من النائب خليل عطية، وعند استقباله وسط عرس فلسطيني باميتاز قرأ اللافتة الأعرض في المكان وتقول (الأردن وطن يعيش فينا لا نعيش فيه.. وفلسطين لا بديل عنها إلا الجنة).

سأل الذهبي عن مضمون اللافتة التي أجبرته على تأمل المشهد والمعاني، ولاحقا أبلغني الرجل شخصيا بأن العسكر الأردنيين من أصل فلسطيني عندما كان قائدا لسلاح الجو كانوا أشداء وشرسين كأشقائهم من شرق الأردن وهم يحاولون التصدي لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي في السبعينيات، فهؤلاء حسب الذهبي لديهم وطن محتل يدافعون عنه ووطنهم الثاني يتعرض للهجوم.

السؤال الآن: ما الذي تعنيه هذه الشواهد إلا ان وجدان المواطن الأردني من أصل فلسطيني معلق بعمان والقدس معا؟.. وما الذي تعنيه إلا أن كل ما يقال عن قبول فلسطينيين أردنيين بالوطن البديل مجرد كذبة لا أساس لها في الواقع الوجداني؟ اللاجئون في مخيمات عمان الذين يتمتعون بالجنسية الأردنية قالوا بوضوح، ان الجنة فقط بديلهم عن وطنهم، وكل المؤشرات تثبت ان المجتمع الأردني بكل فئاته مجمع على مسألة واحدة فقط الآن تحظى بكل التوافقات المتاحة بالكون وهي الأردن ليس فلسطين مهما طال الزمن. إذا ما الذي يجري؟.. دعوني أجيب بصراحة اليوم على المسألة: لا تريد السلطة في الأردن مسألتين: أولا إعادة الحقوق السياسية الدستورية للأردنيين من أصل فلسطيني بذريعة الامتناع عن تقديم خدمة مجانية لإسرائيل، رغم ان إسرائيل تحظى بخدمات (تطبيعية) مؤثرة في عدة مجالات إستراتيجية بعد توقيع اتفاقية وادي عربة .

ثانيا: وفي نفس الوقت لا تريد السلطة وليس أي جهة أخرى السماح للاجئين الفلسطينيين في الأردن، وهم أكثرية عددية عملاقة بالتعبير علنا وبصفة جماعية عن هويتهم وشوقهم للعودة إلى وطنهم، رغم أن هؤلاء مستعدون للتخلي عن جنسيتهم الأردنية إذا ضمنوا متطلبات الحياة بكرامه. لذلك لا تقف قائمة الممنوعات في الأردن عند حدود التعهد العلني واليومي بعدم منح الأردنيين الفلسطينيين حقوقهم السياسية والتمثيلية فقط، بل تشمل أيضا وفي موقف غير مفهوم - وهذا لا يعرفه كثيرون- تحريم تأسيس هيئات سياسية واجتماعية أو حتى إقامة فعاليات داخل وخارج مخيمات اللاجئين، حتى يعبر فيها المطرودون من وطنهم فلسطين عن هويتهم الوطنية، للتباين مع الهوية الوطنية الأردنية نكاية بالمشروع الصهيوني وخدمة حتى لمنطوق الحركة الوطنية الأردنية التي تتعهد يوميا بالقتال ضد اي محاولة للتوطين السياسي، لكنها لا تطالب إطلاقا بالسماح للاجئين في الأردن بالتعبير عن هويتهم الفلسطينية على طريقة مخيمات سورية ولبنان مثلا.

انطباعي هنا أن ذلك ليس حقا إطلاقا لا للسلطة الأردنية ولا لأي مجموعة معنية بالتصدي للوطن البديل، فمن غير الإنساني وغير المعقول ان تمنع على الأردني من الأصل الفلسطيني حقوقه السياسية على أن يبقى لاجئا حفاظا على حقوقه التاريخية، وبنفس الوقت من دون السماح له بالتعبير عن حالة (اللجوء)، فالتعبير الوحيد في الأردن عن حالة اللجوء يقتصر على الأزقة والمصفحات البائسة وتعليمات منع البناء والمجاري داخل المخيمات.. خلافا لذلك لا يسمح بأي نشاط سياسي أو جماهيري لإظهار هذه الهوية.

ولعل السبب في ذلك (أمني ثم اقتصادي) بحت، فالسلطات الأردنية ترى أنها المعنية بمسألة التعويض عندما تدخل دائرة الاستحقاق، والحالة بهذا المعنى تؤشر الى ان الدولة الأردنية تسعى لتمثيل اللاجئ الفلسطيني عندما يتعلق الأمر بالغنم، لكنها لا تشاركه في الغرم وتكتفي بمظهر قانوني شكلي يمنح اللاجئ حق الجنسية بدون اي حق سياسي مواز له في ازدواجية يغرق فيها الجميع.

وقد اختبرت بنفسي هذا الأمر مع مسؤول رفيع المستوى قلت له: القوى الوطنية الأردنية بمختلف تعبيراتها وأدواتها تصدر بيانات وتشكل مجموعات وتطلق حركات من طراز حركة (الأول من شباط) مثلا، بعنوان التصدي للوطن البديل عبر التصدي للإصلاح السياسي الذي يحقق العدالة في التمثيل البرلماني على أسس الديمغرافيا.. وهذه القوى تطرح منطقا محترما بكل الأحوال ونوافق عليه والسلطة لا تمنعها أو تجاريها .. ماذا سيحصل لو أطلق مثقفون وناشطون في المخيمات نداء يسمونه حركة (الأول من تموز) مثلا ويهدف إلى تحصيل حق التعبير عن حالة اللجوء للاجئين الفلسطينيين في الأردن؟ ردة فعل المسؤول المعني كانت سريعة حيث قال: لن نسمح بذلك إطلاقا وسنعتقل أعضاء هذه الحركة فورا.

سألته لماذا؟ قال: هذا موضوع حساس لإن طرحه كفيل بأن يجمع كتلة بشرية هائلة خلفه قد لا نسيطر عليها، أما المجموعات الأخرى النشيطة فنستطيع التفاهم معها متى شئنا ولا يختلفون مع تفكير المؤسسة الرسمية في ما يطرحونه.

الاستخلاص هنا أكثر من واضح، فالخارطة تقول ان طرفي المعادلة الشعبية في الأردن لا يريدان (الوطن البديل) ولا يقبلانه فمن وما هي الجهة التي تعمل بالاتجاه المعاكس لأشواق الشرق أردنيين في الدفاع عن هويتهم ووطنهم، وأحلام الغرب أردنيين في استعادة وتحرير الوطن الذي لا يرضون بديلا عنه إلا الجنة؟ واسمحوا لي أن أطرح السؤال بطريقة أخرى: من الذي يتعامل مع هذا الموضوع في سياق التكتيك والتسييس وليس في سياق الإستراتيجية والثوابت؟

شريط الأخبار إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4 استقاله علاء البطاينة من مجلس أدارة البنك العربي طقس بارد نسبياً ليلاً وفي الصباح الباكر مع ظهور السحب المنخفضة في عطلة نهاية الأسبوع التعليم العالي: نتائج القبول الموحد نهاية الشهر الحالي الحكومة تطفي ديونا بقيمة 2.425 مليار دينار منذ بداية العام الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الخميس ما قصة حركات بيع وشراء اسهم الاردنية لانتاج الادوية بين اعضاء مجلس الادارة ؟! الوزير خالد البكار.. "تقدم" نحو لقب "معالي" هل باع محمد المومني ميثاق من أجل لقب "معالي"؟!