لقد قرأت بإحدى الصحف بأن امرأة صينية أجرت 52 عملية بحثاً عن الجمال، منها 19 عملية لإصلاح أنفها وأنفقت نحو 247 ألف دولار خلال خمس سنوات. لست أعلم ما الذي جرى لبعض النساء في مجتمعنا كذلك؟ فلقد أصبن بحمى عمليات التجميل الوافدةإليهن عبر الفضاء التلفزيوني وانسقنا بشكل مخيف خلف الموضة حتى لو لم تكن صالحة لهن إلا أن الرغبة غلبتهن مهما كانت تكلفة العلمياتالتي قد تتجاوزأسعارها حد الخيال في زمن يشكو الكثيرون من غلاء المعيشة والظروف الصعبة وصعوبة الانعتاق من ربكة الديون البنكية، لكن كله فداء " للسليكون!! " عرفت مؤخرا أن من خطوط موضات التجميل في الوجه موضة حاجب يرتفع إلى الأعلى يسمى "بالشيطان " أعوذ بالله .. ما هذا ؟!
تخيلوا واحدة تدخل على طبيب التجميل وهي تقول لو سمحت أريد حاجب " الشيطان " " يعني من جمال الشياطين !! " حتى يتشبهن بهم ! وما أن تنتهي صاحبة حاجب الشيطان حتى تجلس أخرى لتقول للطبيب:لو سمحت " خشم أنجلينا جولي لو سمحت " ولكني أريدهمدببا أكثر .. !!
عمليات التجميل الحديثة شملت تكبير الشفاه لدى الفتيات وتكبير وتصغير ثدي المرأة وتجميل الأسنان وشد البطن وتكبير الإرداف وتجميل الإذنين والعينين الخ، تعرف فئة الشابات في الكثير من بلداننا العربية هوسا غريبا عن كل ما يمت بصلة إلى الجمال الصناعي من مواد للتجميل وماكياجات وحفظ الرشاقة، وما شابه ذلك من مصطلحات حديثة كانت إلى وقت ليس ببعيد، غريبة كل الغرابة عنا، لكن مع ظهور طفرة وسائل الإعلام والاتصال العملاقة أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة، برزت في مجتمعاتنا توجهات وسلوكيات جديدة واهتمامات جديدة أيضا تدخل كلها في إطار ما يعرف بالعولمة و الموضة والانفتاح على المجتمعات الأخرى وكان موضوع الجمال والاهتمام بالمظهر الخارجي أبرز ما وصلنا من المجتمعات الأخرى ومن ذلك عمليات التجميل التي أصبحت تشكلا خطرا حقيقيا على مجتمعاتنا ناهيك عن رأي الشرع الواضح والذي ليس عليه أي غبار في مسألة العمليات التجميلية بالإضافة إلى الحقيقة الاقتصادية التي تتخفى وراء مثل هذه الأفكار الجديدة.
إن العمليات التجميلية تجرى بناء على رغبة الشخص ودرجة اهتمامه بشكله ومنظره واجد أنها غير ضرورية ولربما تتعرض إلى حالات من المضاعفات التي قد تخلق تشوهات جديدة على ما أبدعته العناية الربانية في الشكل البشري..؟