:شبت مشادات كلامية بين مجلس نقابة المعلمين وأعضاء لجنة التربية النيابية في الإجتماع الذي جمعهم الاحد في مجلس النواب بحضور وزير التربية الدكتور محمد ذنيبات.
وجاءت المشادات على أثر غضب عضو نقابة المعلمين غالب المشاقبة من كلام النائب محمد القطاطشة رئيس اللجنة النيابية متهما القطاطشه أنه شتم وسب وكفر نقابة المعلمين.
بدوره اكد القطاطشة انه يكفر "داعش" ولا يكفر نقابة المعلمين، متهما انها النقابة لا تزال ترفع العلم الاسود، لكن لم يقصد انها كافرة.
ووصف القطاطشة نتائج التوجيهي لهذا العام بالفاجعة ، معتبرا أن النتائج التي نتجت بأنها "جريمة" محملاً نتائجها على الجميع.
واكد ان نقابة المعلمين لم ترسل مطالبها للمجلس لمساعدتها في تلبيها أو التوصل إلى حلول.
وقال نائب نقيب المعلمين غالب المشاقبة ان مجلس النقابة منفتح على الجميع، وان الاضراب ليس الا وسيلة لتحقيق مطالب المعلمين، معتبرا ان مطالبهم عادلة ومحقة.
واشار المشاقبة الى ان مطالب المعلمين تتمركز في تعديل التشريعات التي تنظم عمل التعليم، داحضا كلام رئيس الوزراء حول ان النقابة تعمل بصورة حزبية.
وبين النسور يتعامل بـ "تحريض" على نقابة المعلمين، فيما يعتبر ان مطالب المعلمين عادلة وليس كما ينقلها رئيس الوزراء.
وحول نتائج الثانوية العامة، قال المشاقبة ان وزير التربية والتعليم نشر ارقاماً مظللة، وان الحقيقة مخالفة عن تلك الارقام.
من جهته رد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات على كلام المشاقبة، مشددا ان ارقام وزارة التربية والتعليم ارقام صحيحة مئة بالمئة، وانه مسؤول عن تلك الارقام.
واشار في ارقام ونسب غياب المعلمين ناهزت 28 الف غياب لمعلمين دون عذر، مبينا ان الحكومة تسعى دائما للصلح مع المعلمين.
بدورها، وصفت نقابة المعلمين اليوم الاول للإضراب عن الدوام في المدارس بأنه كان ذا تفاعل قوي.
وقالت في بيان لها مساء الاحد "بدأ المعلمون اليوم الأحد الموافق 17/8/2014 إضرابهم المفتوح عن العمل والمستمر حتى تحقيق كافة مطالبهم ، وبتفاعل قوي من جميع المعلمين في الميدان في كافة فروع نقابة المعلمين في محافظات المملكة ، حيث نصت مطالب المعلمين على (تعديل نظام الخدمة المدنية التعسفي ، تحسين خدمات التأمين الصحي ، اقرار علاوة الطبشورة ، اصدار تشريعات لحماية المعلم ، اقرار نظام المؤسسات التعليميه الخاصة ، إحالة صندوق ضمان التربية الى مكافحة الفساد)".
وتابعت " و كانت نقابة المعلمين شكلت مع بدء الإضراب "غرفة عمليات متابعة الإضراب" وعممت رقم الخط الساخن والإيميل على كافة وسائل الإعلام وفروع النقابة في المحافظات ، لرصد ومتابعة الإضراب واستقبال الأسئلة والاستفسارات حول آلية وبرنامج الإضراب ".
واضافت " حيث وردت غرفة عمليات متابعة الإضراب العديد من الملاحظات على مجريات الإضراب لهذا اليوم ، منها :
أولا : تهديد عدد من مدراء المدارس للمعلمين بالحسم من الراتب واعتبار المعلم متغيب عن العمل رغم حضوره وذلك لثنيهم عن الإضراب .
ثانيا : دخول قوات الأمن الوقائي الى المدارس في محاولة منهم لثني المعلمين عن قرار الإضراب والتأثير على قرارهم من خلال التهديد المبطن بعدم جدوى الإضراب .
وبينت النقابة انه " يجري في هذه الأثناء لقاء بين لجنة التربية ووفد من نقابة المعلمين في مجلس النواب الأردني بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات ، للحوار وتقريب وجهات النظر بين الطرفين فيما يتعلق بحقوق المعلمين ومطالبهم".
وفي تصريح للناطق الإعلامي لنقابة المعلمين الاستاذ أيمن العكور قال : "إن الأضراب سار كما هو مخطط له من قبل النقابة حيث باشر المعلمون اليوم دوامهم الرسمي دون القيام بالأعمال الوظيفية الموكولة لهم ، ويعتبر هذا الأسبوع الحالي هو بداية دوام الهيئات التدريسية فقط ، ونأمل في نقابة المعلمين أن يتم الاستجابة للملفات التي طرحتها النقابة قبل بدء دوام ابنائنا الطلبة في بداية الأسبوع القادم ، الأمر الذي يشكل متسعا من الوقت أمام الحكومة للتعامل الإيجابي والمسؤول مع مطالب المعلمين حرصا منا على انتظام العملية التعليمية التربوية "
واضاف العكور أن العناصر الأمنية حضرت في 9 مدارس حتى اللحظة كانت غالبيتها مدارس للاناث , منوّها الى أن الاجهزة الأمنية تعمدت التواجد في تلك المدارس للتاثير على المعلمات بشكل أكبر ، كما تواجدت عناصر الأمن الوقائي في عدد من مدارس محافظة المفرق لغاية جمع معلومات عن المعلمين والمعلمات المضربات .وأكد العكور أن النقابة ترفض هذا التدخل جملة وتفصيلا ووصفه بالتدخل الغير مبرر , مشيرا الى أن هذا التدخل يعكس ضعف الحجج الحكومية في مواجهة مطالب المعلمين فلجأت لاساليب الضغط عليهم والتحذير من تبعيات هذا الاضراب. ومن الجدير بالذكر أن نقابة المعلمين أقامت وقفة احتجاجية يوم الخميس الماضي أمام وزارة التربية والتعليم وذلك لبث آخر رسائلها للحكومة قبيل شروعها بالإضراب .
الى ذلك قال مجلس اتحاد طلبة الجامعة الأردنية، الأحد إنهم مستعد لتقديم كوادر مؤهلة تعوض نقص المعلمين الأردنيين عقب قرار نقابتهم الإضراب عن التدريس اعتباراً من بداية العام الدراسي.
وقال الاتحاد في بيان:"إنهم يشعرون بالأسف لإن نقابة المعلمين تنزلق بتسارع نحو مستنقع المناكفات والمحاصصات المطالبية" على حد تعبيرهم.
وتالياً نص البيان:
قال تعالى " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ " صدق الله العظيم
مع بداية كل عام دراسي تطل علينا نقابة المعلمين برأس إضرابها الذي بات مقروناً بهذا الموسم بعد بيات صيفي في سيناريو بات معلوماً، ولسان حالها يقول: إما أن تلبوا مطالبي أو "فخار يكسر بعضه"، بوضعية أشبه بالمنتحر الذي يترجاه كل من حوله ليعدل عن قراره، ويقدموا له العروض من هنا وهناك وهو يستمر برفضها منتظراً العرض الذي يريد، وهذا حال نقابة المعلمين فالعرض الذي تنتظره، هو لقاء "النسور" كما أفصح عن ذلك نقيبها، أو علاوة "طبشورة" كما عبر عنها أعضاء من مجلسها، وما لجوء النقابة إلى الإضراب "كلما دق الكوز بالجرة" إلا دليل على إفلاسها، وانسداد أفق التفكير لديها، وعقم العقلية التي تديرها، وافتقارها لأبسط ادوات العمل النقابي.
كل الأسف حين نشعر بان النقابة تنزلق بتسارع نحو مستنقع المناكفات والمحاصصات المطالبية، وتُوَظَّف في لعبة الأدوات السياسية بدور البطولة، كونها الاكثر امتداداً، معمقةً بذلك تراجع صورة ومكانة المعلم التي نبكي عليها وأملنا بارجاعها في أقرب وقت ، وتعيد العمل النقابي إلى دوائر المماحكة السياسية والأدوار الوظيفية للتحزبات السياسية، وهي بذلك تنسف شرعية مطالبها وعدالة الحقوق التي تسعى لتحصيلها، كما انها تفقد المؤازرة الشعبية والوطنية لمطالبها الحقة التي يجمع الجميع على ضرورة تلبيتها فالتعليم من أصعب المهن وأكثرها جهداً لكنه أيضاً أكثرها شرفاً،وبإسلوبها هذا تجعل من مطالبها سمسرة على حساب مستقبل الوطن، وكأنها نسيت أنها تحمل اسم "المعلم"، فهل من عاقل يتصور بأن معلم غير راضي عن واقعه الوظيفي، يغلق منزلة ويترك أسرته وأبناءه بالشارع، ألم نتعلم على مدار التاريخ ومرور العصور أن الطالب هو ابن المعلم والمعلم هو الأب الثاني.
فلا يذكر المعلم إلا ويرتبط ذكره بمعلم البشرية المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان مثالا للتضحية والبذل والعطاء، فأين المعلمين اليوم من أسوتهم الحسنة، إنه لمؤسف ما تقوم به النقابة التي حدت البعض ليُحوّر قول الشاعر ليصبح "قم للمعلم وفّه الدينارا" وهذا ما نرفضه، وفي مخيلتنا معلمين رسم صورتهم أحاديث الآباء والأجداد، وذكريات لآخرين رائعين عاصرناهم.
بالمقابل إذا ما أقمنا ميزان الواجبات تجاه طلبتنا وقطاع التعليم وسألنا: ماذا فعلت نقابة المعلمين للتعليم في الأردن؟، وماذا فعلت لمعلميها؟، سوى مناكفة أصحاب القرار، أين النقابة من أهم نتائج حدث تعليمي في الأردن؟، وهي ثورة الثانوية العامة الأخيرة، الإجابة :لاشيء، على الرغم من أن النتائج الأخيرة حملت العديد من المؤشرات والمضامين المهمة، ابتداءً من نسب الناجحين، ومعدلات الطلبة، والمدارس التي لم ينجح منها أحد وانتهاءً بالكثير الكثير من القضايا والمؤشرات المهمة للواقع التعليمي الأردني، التي لم نرى النقابة تحرك تجاهها ساكنا، فمحرج حقاً أن يكون شغل النقابة الشاغل من ملف الثانوية العامة برمّته؛ أجور المراقبة على الامتحانات!.
وإذا واصلنا تساؤلنا، أين النقابة من نسبة الأمية المخيفة في المدارس؟، والتي يتحمل المعلم المسؤولية الأولى والرئيسية عنها، ستعلق النقابة هذه الظاهرة وهذا القصور على شماعة الامكانات والدعم الحكومي وتأخر العلاوة وملفات التأمين والضمان والأمن والحماية و كثير من الحجج التي باتت واهية في نظر المجتمع الأردني، هنا نترحم على المعلمين الذين درسوا آبائنا وأجدادنا على الأدراج المتآكلة والسقوف المتهالكة والمعاشات الرمزية، كانوا يسيرون على الأقدام لكيلومترات، ويتقاضون في الشهور مليمات، وكانوا مخلصين جادين وتركوا ذكرى وبصمة محفوظة في عقول ووجدان الأردنيين، وهذا ما يدوم.
والسؤال المهم أيضاً ماذا أعدت نقابة المعلمين للعام الجديد من خطط واستراتيجيات تعالج عور الأعوام السابقة وتعمل على إزالة التشوه الواضح في المخرجات والعملية التعليمية، هل بنت خطط وأقامت دورات وأخضعت المعلمين لبرامج تعزز لديهم أساليب ومهارات وأدوات التعليم والتواصل، الجواب لا، فلقد كانت منشغله في اللهث خلف لقاء يجمعها مع رئيس الوزراء، وفي البحث عن زياده هنا أو هناك، وصياغة مطالب وجرد حسابات، وترتيب أجندات في حديقتها الخلفية في العبدلي.
وهنا نؤكد في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية اننا مع حقوق المعلمين العادلة ومع الاستجابة لها على وجه السرعة، لكن لا يعقل أن تبدّى هذه الحقوق العمّالية، على الحقوق الدستورية لكافة المواطنين وهي الحق في التعليم، حيث ان النقابة بهذا الإضراب تعطل هذا الحق الدستوري، وتبدّي المصالح الفئوية على المصلحة الوطنية العليا المستمدة من الدستور.
وإننا في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية نعلن استعدادنا التام لبذل القوى البشرية والكادر المؤهل لتعويض نقص المعلمين في جميع مناطق المملكة وذلك من خلال آلاف الطلبة المتفوقين في سنواتهم الثالثة والرابعة والخامسة المؤهلين لذلك، ونضع ذلك أمام وزارة التربية والتعليم، حيث أن الجامعة الأردنية تضم خيرة طلبة المملكة من كل مدينة وقرية وبادية ومخيم وقادرة على تعويض عمل كل من تخلى عن مسؤوليته تجاه الحقوق الدستورية والوطنية.
دامت راية وطننا خفاقة بالمعالي، نسندها بأرواحنا وأجسادنا
ودامت قيادتنا الهاشمية نتفيء بظلال حكمتها وإنجازها
والله من وراء القصد