خاص باخبار البلد - خالد أبو الخير
ربما كانت المناصب التي تبؤها أكثر من ان تحصى، وخبراته المتنوعة تظل مميزة، لكنه مهما علا المنصب أو صغر، كان دائما ذلك الانسان الهاديء، الدمث، واللطيف، الذي يتعالى عن الضغائر ويرسم صورة " التكنوقراط" بافاق سياسية.
مقل في أحاديثه واطلالاته على الاعلام، وهو من الذين يؤمنون بأن لسانك حصانك.. وحسبه انه من بناة الوطن، ترك بصماته الخيرة في كل مجال خدم به.
ولد الدكتور عبد الرزاق النسور في ذرى السلط الابية عام 1943، وفيها كبر وترعرع، وشد الخطى الى مدرستها المرموقة التي تخرج منها عام 1963.
وترجع عشيرة النسور، وفق مراجع، من مدينة الخليل، وانتقل جد العائلة خليل النسر من الخليل الى السلط قبل زهاء 300 عام.
الشاب الذي لطالما جال في اسواق السلط واحيائها وجبالها ووديانها، حيياً ومحباً للمعرفة والناس، عرف بطموحه وأدبه الجم و"روقانه"، وما زال الكثيرون يذكرون له ميله إلى الآدب وحب العلم.
درس النسور الطب في جامعة عين شمس في القاهرة، في السنوات الملتهبة التي شهدت حرب عام 1967، وما قبلها وما بعدها.
بعيد عودته عمل طبيباً في وزارة الصحة ابتداء من العام 1969، وحتى 1972.، انتقل بعدها لافتتاح عيادته الخاصة في السلط، بعدما ادرك حاجة المدينة الى عيادة طبية.
ولكونه نزاع للعمل العام، بذل جهوداً كبيرة للرقي بمدينة السلط وترأس بلديتها ثلاث دورات متتالية 1981-1993، وفي العام الأخير استرعى انتباه عبد السلام المجالي الذي شكل حكومته انذاك، فاسند اليه وزارة الاشغال العامة والاسكان في مقرها القديم في مبنى مجلس النواب الثاني الحالي، كما اختير في نفس المنصب في حكومة الشريف زيد بن شاكر التالية.
لم يكن المنصب الوزاري الأول في العائلة السلطية الشهيرة فقد سبقه اليها العديد من وزراء العائلة منهم المهندس علي النسور في حكومة الشريف عبد الحميد شرف، وعبد الله النسور " رئيس الوزراء الحالي" الذي جاء وزيرا للمرة الأولى " للتخطيط" في حكومة احمد عبيدات وآخرين.
ويعتقد ان اختياره وزيرا جاء اثر انجازاته المميزة عبر سنوات طويلة في العمل العام والخاص والتطوعي، كان خلالها يعمل بصمت إنما بفااعلية.
وانطلاقاً من رؤيته بان منصب النائب المتخب من الشعب من اهم المناصب، ترشح لانتخابات العام 1997 وفاز بمقعد في المجلس، لكنه لم يكررها، وما زال لديه ما يقوله عن تلك المرحلة لكنه يضن بما لديه!.
جاء بعدها عينا في مجلس الملك من العام 2001 وحتى 2005.
وانتخب عام 2008 رئيسا لمجلس ادارة شركةالكهرباء الوطنية، وفي 2012 انتخب رئيسا لمجلس ادارة شركة البترول الوطنية.
درس النسور إنما يمكن فهمه من سيرته الذاتية فهو مؤمن بالوطن ، يعمل على خدمته فوق ما يستطيع، دون ان يلتفت إلى من قد يسجل مواقفه وما يقوم به، ولا ينتظر حمداً ولا شكوراً.
•النسور متزوج وابنه الاكبر خالد، وهو يحب ان يكنى بابي خالد.
المعروف ان النسور ليس من محبي الاضواء، وظلت علاقته مع وسائل الاعلام محدودة جداً، لكن ذلك لا يعني ان الاضواء انحسرت عنه بعد ان ترك مناصبه الحكومية، فما زال عضواً في جمعية السلط الخيرية، وشغل منصب رئيس نادي السلط الرياضي الثقافي، و رئيس جمعية أصدقاء الآثار، و أمين سر ونائب رئيس مجلس مؤسسة إعمار السلط مدة ثمان سنوات .
الفتى الذي استهوته معارج النسور في جبال السلط، ما زال يهوى تلك الذرى.