بعد أن جربت اسرائيل كل ما في جعبتها الاجرامية، برا وبحرا وجوا، وارتكبت مجزرة جديدة في حي الشجاعية وحي التفاح في غزة، تضاف الى رصيدها الزاخر في المجازر البشعة، ما الذي ستفعله اكثر من ذلك في الساعات والايام المقبلة؟.
بعد ان طرحت المبادرة المصرية التي وافقت عليها اسرائيل ورفضتها حماس وفصائل المقاومة، بيومين طرحت قطر وتركيا مبادرة اخرى تمثل وجهة نظر المقاومة وشروطها، دخل العدوان على قطاع غزة في معركة عض اصابع، وصراع مبادرات، ودخل بعد مجزرة الشجاعية فضاء «وما النصر الا صبر ساعة…».
اذا كانت فصائل المقاومة أجمعت على رفض المبادرة المصرية، فإن الطرف الرئيسي في المقاومة (الجهاد الاسلامي) ابدى تحفظا على المبادرة الثانية، خاصة النقطة السادسة التي تطالب ان تكون الولايات المتحدة الضامن لتنفيذها، حيث قالت الجهاد ان اميركا ليست وسيطا بل عدوا اساسيا.
الخاسر الاكبر في العدوان على غزة بعد الخسائر الكبيرة في الضحايا من ابناء الشعب الفلسطيني هي العلاقة الفلسطينية الفلسطينية، والمصالحة الهشة التي وقعت بين حركتي فتح وحماس.
ما بعد معركة غزة فإن تجسيد الانقسام سوف يتصدر المشهد، وسينعكس على الرئيس محمود عباس تحديدا، بعد الاداء البائس للسلطة الفلسطينية في الدفاع عن شعبها، كل شعبها، هذا إن بقي لعباس مكان في الحالة الفلسطينية، حيث يواجه الآن انتقادات حادة من قبل قادة حماس وصلت الى مرحلة انه لا يمثلنا، وانه يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني، ولسنا سلعة في يده يستثمرها في مفاوضاته الفاشلة، كما فشل امس في لقاء زعيم حماس خالد مشعل في الدوحة.
حماس التي تدفع من كيسها ورصيدها ثمن العدوان على غزة، لا تريد بأي شكل من الاشكال ان تمنح عباس طوق نجاة، ولا تريد ان يكسب على ظهرها اي جهد قد يسجل له في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وهي تعرف جيدا ــ بغض النظر عن الخسائر الجسيمة التي لحقت بالشعب الفلسطيني وبقطاع غزة ــ انها عوضت جماهيريتها بعد ما خسرت كثيرا من جماهيرتها في مصر، بعد سقوط مشروع الاخوان المسلمين، وذلك بفضل الصمود البطولي الذي جسدته على الارض وفي الميدان، وبعد تنويع اشكال المقاومة، خاصة تلك التي اوقعت خسائر مباشرة وملموسة في قوات الاحتلال الاسرائيلي.