أخبار البلد - جمال الشواهين
الأردنيون لا يرغبون بمجرد ساعة مما يشهده العراق أو يحدث في سورية او ليبيا، غير أن هناك من يريد نقل العدوى ويتمناها خصوصا وان البلد مليئة بغير الأردنيين من عرب واجانب. وطالما الاردن جزء من المنطقة فإنه من الطبيعي ان يتأثر بما يجري، والاصل ان الاستعداد للمواجهة حاصل بحيث لا تمس الدولة وأمنها واستقرارها. وبالذهن أن القوى الامنية من الكفاءة الممتازة والجهوزية العالية لمواجهة أي طارئ، والامر يدفع للاطمئنان، لكن هل هذا يكفي ومدعاة للاسترخاء؟ عندما بدأ الليبيون التحرك ضد القذافي برزت المراهنات على اختلاف ليبيا عن تونس، وان النظام قوي وكل ما يجري زوبعة في فنجان، والنتيجة كانت سقوطا مدويا ومقتل القذافي ودخول البلد في الفوضى وهي ما زالت مستمرة.
وفي سورية بقيت المسيرات من درعا سلمية طوال ستة اشهر، وبرزت المراهنات والعنجهيات حول اختلاف سورية عن العراق وليبيا وتونس ومصر ايضا، وأن النظام من القوة لدرجة أن أي تحرك شعبي لن يغير أمرا، وها هو الحال الان على أكبر قدر من البشاعة، والموجهات فيه متعددة الانواع والاطراف بعد إدخال الدب كرم دمشق بلا ادراك للنتائج.
والعراق على حاله منذ الاحتلال، غير ان ما يجري الان مختلف لجهة توسع دائرة المواجهة على غرار ما يجري في سورية، وكان المالكي يظن أنه مختلف وقادر على السيطرة وقد فقدها تماما اليوم. ورغم ما في مصر من سيطرة بعد عزل مرسي وتصعيد السيسي، فإن الثورة المصرية التي أسقطت مبارك لم يكن يتوقعها نظامه وظن أنه مختلف وتبين العكس ايضا.
لأسباب عدة قد يكون الاردن مختلفا، ومنها طبيعة موقعه الجغرافي الحدودي مع فلسطين، وفقدان السيطرة فيه يعني مخاطر عميقة على العدو الاسرائيلي اذا ما تكشفت حدوده أمام أي نوع من المجاميع المسلحة المحتملة، ولطبيعة التناقضات المجتمعية وما خلفته من اعمال عنف ممنهجة فإن الارضية العامة لن تكون مختلفة لاستهداف البلد. وهنا تبرز الحاجة الى اداء حكومي وطني يؤمن التفافا عاما ضد الفوضى وأي جماعات مسلحة وليس تهيئة قبولها كما جرى من قلة في مسيرة معان تأييدا لداعش.