أخبار البلد - باعتزاز وثقة نتابع مجريات الدور الوطني والإنساني الذي تتصدى للنهوض به قواتنا المسلحة ومؤسساتنا الأمنية في إطار مهامها الجليلة دفاعاً عن حدود الوطن، وصوناً لأمنه واستقراره، وبخاصة في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تعصف بالمنطقة.
ندرك حجم التحدي الذي تنتجه أوضاع خطيرة ملتهبة من حولنا، ونتمنى للأشقاء في دول الجوار التي تعاني، السلامة والأمن ووحدة شعوبها وأراضيها، ونقف احتراماً وتقديراً أمام المجهودات الكبيرة التي يتولاها الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية الأردنية كافة، وسط ظروف حدودية بالغة التعقيد، وهي مهمة جديرة حقاً بالشكر والتقدير منا جميعاً.
ليس بالأمر الجديد مجابهة بلدنا للتحديات على كثرتها وجسامتها، وقد خرجنا منها جميعها سالمين رافعي الهامات، بتوفيق من الله جلت قدرته، ثم بحكمة قيادتنا الهاشمية الكريمة، والتفاف شعبنا العربي الأردني الواحد حول الوطن والقيادة، وعطاء جيشنا الباسل ومؤسساتنا الأمنية الكفؤة.
واليوم، وحيث تشتد الأزمات من حولنا، ويتطاير شررها في كل الاتجاهات، فإن الوطنية الحقة وواجب الوفاء للوطن والحرص على حاضره ومستقبله، تقتضي منا جميعاً رص الصفوف وتعظيم وحدتنا الوطنية ونبذ كل أشكال الفرقة وتفويت الفرصة على أي مغرض قد يسعى لاختراق صفنا، أو الإساءة لبلدنا وتعكير صفو أمننا الوطني وهو رأسمالنا المهم في هذه الأوقات الاقليمية العصيبة.
إنها مسؤولية مشتركة نحو بلدنا لابد وأن نتحملها جميعاً مواطنين ومسؤولين على حد سواء، وهي مسؤولية تتطلب منا عدم الالتفات إلى الاشاعات، وتعزيز ثقتنا ببلدنا وبقيادته الكريمة ومؤسساته كافة، فنحن جميعاً جنود في خدمة الوطن مهما كانت الظروف والأحوال، وليس هذا وقت التلاوم أبداً، وإنما هو الوقت الذي تظهر فيه الروح الوطنية المخلصة في أصدق تجلياتها، ولا شك في أن الأردنيين ومن سائر الأطياف والأفكار والمشارب هم دوماً في طليعة المخلصين لأوطانهم، ليس في الاقليم والمنطقة وحسب، وإنما على صعيد الكوكب كله، ولهذا فقد ظل الأردن دوماً وسيبقى بإذن الله، الوطن العصي على الاختراق القادر على مجابهة الخطر بأهلية عالية، وقدرات فائقة.
نحيي جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية، الساهرين جميعاً على حماية الأردن وانسانه من كل عبث، ونتوجه إليهم جميعاً بقيادة عميد آل البيت الأخيار جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى، وسائر منتسبي هذه الحصون المنيعة، بالثناء والعرفان والتقدير، ونسأل الله العلي القدير سبحانه أن يعزز بالمنعة مسيرة الأردن المباركة، وأن يجنبه كل الشرور أياً كان مصدرها، وهو ولي التوفيق.
العين المهندس محمد درويش الشهوان
مساعد رئيس مجلس الأعيان
17/6/2014