الإرتقاء إلى مستوى الحدث والتحدي الإقليمي أصبح عنوانا ملحا لأية محاولة تسعى لإنعاش الإدارة السياسية والبيروقراطية الأردنية التي تتعرض لضغوط متتالية من الوزن الكبير ولا تقابلها بجاهزية تليق بخبرة الأردنيين في التعاطي مع الأزمات.
الواجبات الأساسية والكبيرة غير مطلوبة من النخبة السياسية لان مؤسساتنا السيادية تقوم بها بكفاءة واقتدار وتتحمل العبء الأكبر في مواجهة نتائج التحولات الإقليمية الخطيرة، ما يبقي امام الأجهزة السياسية متطلبات التقويم الاستراتيجي بين الحين والآخر وإدارة الملفات اليومية التي تدار حتى الآن بصراحة بطريقة تعوق أو تضاعف الضغوط على المؤسسات السيادية.
الجيش العربي الأردني يتحمل العبء عن كل المجتهدين والشطار في طبقة السياسة المحلية، التي لا تشبهها بالعالم أية طبقة، خصوصا في قدرتها على «حلب» الدولة واستثمار دورها للمصالح الفردية للأسف الشديد.
والمؤسسة الأمنية تحافظ لنا بخبرة واضحة على حياتنا ومصالحنا وتتعامل مع منتجات التوتر والفائض الإقليمي بحرص وعناية وبامكانات نعرف جميعا أنها محدودة وقد تقل عن النفقات التي تصرف على وفود تسافر باسم الأردنيين ولا طعم ولا لون أو رائحة لها.
المطلوب اليوم من الطبقة السياسية أن تتوقف عن الاعاقات وتقوم بالواجبات الموكولة إليها بدرجة مرتفعة من المسؤولية الوطنية ومن الاحساس بالتصرف إنطلاقا من الوعي بحقيقة التحدي.
الوصول إلى هذا الهدف قد يتطلب في الواقع العمل أولا وبسرعة على توفير «طبقة سياسية» تلعب باحتراف وبمستوى الحدث، الأمر الذي يحتاج لقرار سياسي يدفع الأردنيين للشعور بالاطمئنان بان مطبخهم السياسي والبيروقراطي والبرلماني يدار من قبل «رجال دولة» محترفون ووطنيون وتهمهم بلادهم قبل مصالحهم وفرصهم في البقاء.
إذا أردنا التحدث بصراحة قليلا لا بد من تأكيد أن نخبة عريضة من رجال الدولة الخبراء بعيدة عن مواقع الصف الأول واحيانا مستبعدة وتنشغل الحلقات الوسيطة بحرق فرصها يوميا.
الإرتقاء إلى مستوى التحدي الإقليمي اليوم يتطلب برأيي المتواضع وببساطة أن لا نرى بعض الوجوه التي تتحدث باسم الأردن حاليا وان ينزل للملعب فريق محترف ومقتدر نثق جميعا بأنه موجود بيننا ويراقب.