رسالة الى مدير المخابرات العامة
على قدر اهل العزم تاتي العزائم .
على قدر اهل العزم تاتي العزائم .
اننا اي الاردنيون نكتب اليك كمدير لهذا الجهاز الوطني الذي نكن له كل الاحترم و التقدير و الوقار و اننا نعتقد الى درجة الايمان القاطع بان هذا الجهاز هو الحامي لنا من بعد الله من بعد ما فقدنا لمن يشعر و يحس بهمومنا او يهتم لشؤوننا و حياتنا اليومية المعيشية ، و انني انا كاتب هذه السطور الا اقدم لك مديحا او اطراءا فلا حاجة لنا انت قاضيها و ما تشابه اسم العائلة بيني بينك الا محض صدفة فرضها الزمان و المكان .
اننا اي الاردنيون نشكر لكم انكم جنبتم الوطن و يلات الحروب و الارهاب و الدمار و بشكل خاص التورط في الملف السوري و انكم كبحتم جماح بعض المتهورين و المغامرين المغمورين من ان يزجوا الاردن في اتون هذه النار المستعرة الخاسر الوحيد فيها الاردن و شعبه كما هو حال الشعب السوري و الوطن السوري .
اننا اي الاردنيون نناشدكم وقف زج قواتنا العسكرية على اختلاف صنوفها و مواقعها من جيش و درك و شرطة و غيرها من الاجهزة الامنية من ان تكون اداة طيعة في يد سلطة عجزت عن حل الكثير من المشاكل و لا انكر هنا اعتداءات بعض المواطنين على مدخرات الوطن و لكن ان يستخدم فيها الجيش او الدرك بشكل مباشر بطريقة لم نعتد عليها نحن الاردنيون حتى لا تنعدم الثقة بين المواطن و اجهزته الامنية خاصة ان هذه القوة تستخدم مع المواطن العادي و لا تستخدم مع المتنفذين .
اننا اي الاردنيون نريد من جهاز المخابرات العامة ان يبقى حاميا لهم و لوطنهم من اعداء الداخل كما هو الحال من اعداء الخارج و انه بحكم موقع هذا الجهاز في خريطة الدولة الاردنية ان يتدخل و يوقف الانحدار و السقوط الحاد لبعض مرتكزات الوطن و منها على سبيل المثال لا الحصر الواقع التعليمي في الاردن و تدني مستوى الخريجين و لا اعني هنا التدخل المباشر بل تدخل بحكم طبيعة عملكم عن هوية الاشخاص الذين يديرون ملف التعليم و توجهاتهم اللاوطنية و كذلك موضوع التعينات في المواقع القيادية و مواقع صناعة القرار اذ من الملاحظ تدني قدرات البعض منهم و انه الملاحظ بشكل عام هو ان بعض التعينات تاتي لغايات تنفيعية و جهوية على حساب الوطن و المواطن و لم قمنا باحتساب كلفة هؤلاء على الوطن سنجد انها باهظة ماليا و اجتماعيا اذ ان بعضهم غير مقبول اجتماعيا و يرى الاردنيون ان تعيين هؤلاء تحد لهم من قبل السلطة التنفيذية اذ بعضا منها ياتي بشكل مخز .
اننا اي الاردنيون نرى ان هناك ظلما ممنهجا يمارس علينا من قبل الحكومة و صانعي القرار في انعدام العدالة في توزيع مكتسبات الوطن و عوائد التنمية و يرون ان جهودهم تذهب سدى و تعبهم يذهب الى جيوب الفاسدين اذ ان الامر وصل بهم لا يستطيعون تعليم ابنائهم او في بناء بيت يحتضن اسرهم او يزوجوا اولادهم و بناتهم او توفير ادنى مستلزمات العيش الكريم الا ببيع اراضيهم او الاستدانة من البنوك و رهن بيوتهم ، و على هذا الحال سياتي يوما على الاردنيون لا يملكون بيتا يستر عوراتهم ،
و اما انعدام العدالة و الظلم الواضح وضوح الشمس فبعد بيع الارض و تعليم الابناء يجلسون في البيوت بدون وظيفة او عمل يعتاشون منه ( هذا المواطن العادي ) بينما بعضا من اقرانهم ( من ابناء الذوات ) في الجامعة و ربما هم متقدمين عليهم علميا تشرع لهم ابواب الوظائف في مراكز الدولة تاهيلا لهم ليصبحوا سادة المستقبل و نحن نبقى نلهث خلف لقمة الخبز و ستر العورة ، و عندما يصيح جوعا يقال له انك غير منتم بينما الاخر يصنف من سادة الولاء اي ولاء مقبوض الثمن هذا الذي في ساعات المحن تجده على اول طائرة هاربا بما غنم و كنز من عرق الشعب الاردني ، يقول الشيخ الشعرواي رحمه الله : (( اذا رايت فقيرا في بلاد المسلمين فاعلم ان هناك غنيا سرق ماله)) .
اننا اي الاردنيون لدينا الكثير من الاهات و الاوجاع و لكننا سنبقى نشد رحال قلوبنا و افئدتنا وعقولنا صوب هذا الجهاز الوطني و نلتف حوله اذ انه بقناعاتنا لن يخذلنا او يتهاون في حماية مصالحنا و يتمنون عليه ان لا ينخرط في اتون صراعات سياسية مصالحية داخل هذا البلد و ان يشد على يد ابي الحسين مليكنا المفدى في حماية الوطن و المواطن من تغول الفاسدين مهما علا او دنا شانهم و ابداء النصح و المشورة دون خوف او وجل في اي شأن من شؤون الوطن ، و لكم في دولة الشهيد وصفي التل و المشير الراحل حابس المجالي اسوة حسنة فلايزال الاردنيون على اختلاف مشاربهم منهم من عاصر الرجلين و منهم من لم يراهم بحياته و لكن التاريخ انصف هؤلاء الرجال لانهم كانوا رجال دولة و وطن حقيقيون لم يكن نصب اعينهم سوى الاردن و شعبه و قيادته لا رجال كراسي و مناصب .
اننا اي الاردنيون نشكر من اخترع الشبكة العنكبوتية التي جعلتهم يوصلون اصواتهم و يخترقون الابواب المغلقة في وجوههم و مكنتهم ان يعبروا عن اوجاعهم و عما يقض مضاجعهم و يشكون ممن اغتصبوا حياتهم و حولها الى جحيم لا يطاق و لكنهم دائما ينظرون الى الغد لعله يكون اكثر اشراقا من الامس .ِِ
ايمن احمد الشوابكه