خالد أبو الخير
عرف بدماثته وحسه العالي ونظافة يده، وفي كل المناصب التي تقلب بها اثبت خصوصيته.
بتعبه وكده وجدارته غادر الواقع المحلي الى الفضاء العربي، وما زال يوسع المدى.
انه الدكتور سلطان ابو عرابي العدوان، الامين العام لاتحاد الجامعات العربية .
رأى أبو عرابي النور في أم الدنانير عام 1950، ولطالما صافحت انظار الطفل الذي نما في جوار الصخر والانسام والجبل، الافاق الواسعة التي لا تحد.
والان.. بعدما تقلبت الدنيا به، ما زال يحن الى أم الدنانير، ولا يحلو له ان يقيم أوقات صفوه، الا في رحابها التي تسع كل الاحباب.
انتماؤه الى العدوان، تلك القبيلة العربية العريقة، التي ما رف لها جناح الا وحلق في كل قضايا العرب، ودفاعا عن الحق والخير، في مضارب اشتعل الشعر وتألق الادب في خيامها السود، ملفى الرجال والسياسيين الذين حملوا فكر هذه الأمة، وتطلعها إلى انعتاق، زاده أدبا على ادب، ومكانة حرص أن يظل معتصما بها، مهما عصفت أنواء واشتدت رياح مضادة.
علمه الأول استقاه من مجالسة والده الشيخ توفيق ابو عرابي الذي اصاب علماً، فقد ختم القرآن الكريم وحفظه، وكان وجها عشائرياً وتاجراً، تنقل طويلا وخبر الحياة، وما ضن على ابنه بمعارفه، ووجه في طريق العلم، حتى لو اضطره ذلك الى بيع جميع أملاكه.
ذات يوم من مفتتح أيلول، ما زال ماثلا في الذاكرة، انحدر الصبي في الطريق الى عين الباشا، لتستقبله مدرسته الاولى التي اكمل فيها تعليمه الابتدائي.
بعد سنوات، اقيمت مدرسة في أم الدنانير، من غرفة واحدة، اكمل فيها تعليمه، لينتقل بعدها الى مدرسة صويلح التي حاز المترك منها، ثم اكمل تعليمه الثانوي في كلية الحسين و تخرج منها عام 1969.
محطته الثانية كانت الجامعة الاردنية حديثة التأسيس انذاك، درس فيها الكيمياء، وحاز البكالوريوس عام 1973، وفي ذات العام شد الرحال الى مكة المكرمة حاجاً، وحين عاد عين بوظيفة مدرس في مدرسة البقعة.
لكن الاستاذ الطامح للمزيد، شد الرحال هذه المرة الى الولايات المتحدة الامريكية مكملا دراسة الماجستير في الكيمياء العضوية من جامعة ميتشجان الغربية عام1977، ثم اكمل الدكتوراه في الكيمياء العضوية في جامعة ميشجان - آن آربر في الولايات المتحدة الأميركية العام 1982.
عين فور عودته استاذا في جامعة اليرموك براتب قدره 350 ديناراً.
في العام 1989 حصل على اجازة تفرغ علمي وسافر الى البحرين للعمل في جامعتها، وامضى هناك عامين، ثم انتقل الى السعودية للعمل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وامضى ثلاث سنوات. قفل بعدها عائداً الى الوطن.. تسبقه اماله واحلامه وعشقه الصوفي .
في جامعة اليرموك حيث أصبح رئيساً لقسم الكيمياء وعميداً لشؤون الطلبة.
وعاد للعمل في اليرموك رئيساً لقسم الكيمياء وعميداً لشؤون الطلبة.
مع مطلع العام 2002 عين رئيساً لجامعة إربد الأهلية حتى العام 2005 ، وفي ذلك العام، طلب منه رئيس الوزراء انذاك فيصل الفايز أن يرأس جامعة الطفيلة التقنية حديثة الانشاء.
بذل ابو عرابي جهودا جبارة في عمله الجديد، فقد تعين عليه أن يبدأ معها من الخطوات الاولى، ودعم جلالة الملك عبد الله الثاني الجامعة بمنحة عاجلة مقدارها مليون دينار، امكن معها
بناء مختبرات لكلية الهندسة.
اشرف وتابع العمل في الجامعة خطوة فخطوة، بدءأ من طرح عطاءات المختبرات والتجهيزات وبناء عمادة لشؤون الطلبة و مبنى للرئاسة.
ومن الطفيلة الى اليرموك مجددا التي عين رئيسا لها، وسعى ما استطاع ان يرقى بالجامعة التي بدأ معها.. وما زالت تربطه بها الكثير من الذكريات.
ابان حكومة معروف البخيت وقع 20 نابا مذكرة ضد ترشيح ابو عرابي الى اتحاد الجامعات العربية ، وقيل حينها ان السبب ان الرجل، وإن كان يحترم النواب، إلا انه وقف عقبة في وجه وساطاتهم.
لابي عرابي ابحاث كثيرة، اكثر من ان تحصى، منها خمسين منشورة، وحاز مكانة بارزة وصيتا علمياً على المستويات المحلية والعربية والدولية، وهو متزوج واكبر ابناؤه يزن.. الذي احتفل بتزويجه قبل فترة .
درس الريح على المنحدرات في ام الدنانير، يظل له مكانته في نفسه، فالريح تهب إذ تهب، ولا تعبأ بما اعترضها من عقبات.