إعادة هيكلة سياسية

إعادة هيكلة سياسية
أخبار البلد -  
من اسوأ الظواهر في البلد، ظاهرة المسؤول اذ يصبح سابقا، فيفيض قلبه ولسانه بكل شيء بعد التقاعد، ولاتعرف لماذا قبِل ان يبقى مسؤولا طول سنين، مادامت الامور خربة.
من حق الانسان ان يبلور موقفه كيفما شاء، وربما يرد هؤلاء بالقول، ان الخروج من الوظيفة الرسمية يحرر المرء من اطواق كثيرة كانت تحيطه، فيأخذ راحته لاحقا بالتعبير عن مواقفه ازاء قضايا البلد، فيصير نقده بأثر رجعي، عدا النقد للمستجد من القضايا.
ربما كان التفسير مقنعا جزئيا؛ لكنه لايخفي في اغلب الحالات الدافع الشخصي، والتعبير عن الغضب الشخصي عبر النقد العام كسمة واضحة تماما، والذي يعرف اسرار عشرات الحالات يدرك ان قصة  شخصية ما لعبت دورا في انفلات عقدة لسان المسؤول بعد خروجه من موقعه، مابين طموح لم يتحقق، او شعور بالظلم لسبب او آخر.
ثم انك تجالس عشرات المسؤولين من مستويات مختلفة، والكل ينتقد الكل، وايضا لايوفر احد منهم اي مسؤول عامل،واذا كان كل هؤلاء عباقرة فعلا، فلماذا لم نر بصماتهم خلال الوظيفة العامة التي تولوها يوما ما، فالكلام سهل،والمآخذ على المسؤول ذاته لاتعد؟!.
الذي لايقبل بالاخطاء او الممارسات غير المرضية عليه ان يستقيل من موقعه، لكننا نعرف في حالات كثيرة ان بعضهم يتعامى عما يراه وهو في الوظيفة الرسمية، باعتبار ان البوابة مازالت مفتوحة امامه لفرص اعلى  وافضل،واذا تقاعد او خرج من موقعه ذات لحظة، وحسم نهايته انقلب تماما على عقبيه.
المشكلة التي لايفهمها كثيرون ان ثقة الناس في خطاب المسؤول الذي يصحو ضميره فجأة بعد التقاعد، ويصير لسانه لاذعا بعد التقاعد، ثقة منخفضة جدا، فقد باتت ثقافة الناس قائمة على فكرة التشكيك بالدوافع، والبحث عن السر الشخصي وراء كل تصعيد مباغت.
كل مسؤول سابق لديه وصفة للحل. سحرة وحواة. فتسألهم لماذا لم تطبقوا الوصفات وانتم في السلطة؟! فلا يجيبون،وبعض المسؤولين يكون خارج السلطة اساسا ويشبعك كلاما حول الحلول المفترضة وقدراته العبقرية، واذ يحصل على وظيفة عامة تراه قد التحق بالطابور؛ اي الطابور الذي كان ينتقده، فإذ به عاجز عن فعل اي شيء!! في الاردن ثقافة موروثة تقول، إن عليك ان ُتصّعد من الكلام الساخن حتى تحصل على مرادك من جديد، وتتم اعادة هيكلتك سياسيا، وفي الذاكرة استدعاء لتجارب العشرات ممن نفذوا هذه الوصفة ونجحوا عبرها.
علينا التنبه لفكرتين هنا، الاولى تقول، إن الدولة احيانا تستدعي ذا اللسان اللاذع وتسلمه موقعا لتقول له ولغيره،دعونا نرَ ماذا سيفعل؟!!، فيخرج لاحقا من موقعه رمادا منثورا.. والثانية تقول، إن ذهنية الدولة تغيرت خلال الاعوام الاخيرة، فلم يعد الكلام اللاذع يدفع احدا لاسترضاء اي غاضب، خصوصا في صف المسؤولين السابقين.
عقدة الوظيفة العامة تتحكم بكثيرين، بدلا من ان يعيش الناس حياتهم، وينطلقوا بعد التقاعد لاي عمل مفيد، ولدينا نماذج  لمسؤولين كبار سابقين، ووزراء سابقين، ودبلوماسيين، وغيرهم، كان تكيفهم عظيما، اذ بعد التقاعد قاموا بطي كل ملفات الوظيفة العامة واسرارها، وراحوا بعيدا نحو القطاع الخاص، او الحياة العائلية، او الزهد والعبادة،فالدنيا لاتتوقف عند وظيفة عامة.
ذهنية الناس مشوشة جدا، وهي غير راضية عن احد، لاعامل ولامتقاعد، وكل ماتستغربه هذه القدرة على ان يستدعي الانسان سخط الناس بالاصرار على وظيفة عامة، يكون صاحبها تحت النقد والرجم والشك والظلم في حالات كثيرة.
لاتعرف في مرات لماذا لايرى المرء الحقائق الصعبة وهو على كرسيه ولايفطن لها،الا عند التقاعد؟!! وكأن في المرء اكثر من شخص في شخص واحد، واحد للوظيفة، واحد للتقاعد، واحد وهو راض، وآخر وهو ساخط، وعلينا ان نحتمل كل هذه التقلبات ونصدق صاحبها.
«مسؤول سابق معارض حالي»، والمعارضة هنا مؤقتة، حتى يلوح الأفق بوظيفة جديدة، وعندها تغفو شخصية المعارض فجأة، باعتبار ان السماء والارض انصفتا الغاضب، ولاداعي -بعد الان- لتعكير الجو!.
 
شريط الأخبار صحفيون يفوزون بجائزة الحسين للإبداع الصحفي شركة غاز الأردن: وزارة الطاقة عينت مستشارا لوضع تسعيرة لغاز حقل الريشة وستراجع شهريا الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات عبر درون اتحاد عمال الأردن: رفع الحد الأدنى للأجور لـ300 دينار على الأقل "أصبح حقا وجوبيا" الحنيطي يشدد على أهمية استمرار التأهيل لضمان جاهزية القوات المسلحة العملياتية وزير الخارجية: وقف التصعيد يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان جيش الاحتلال يُقرّ بمقتل 7 ضباط وجنود في معارك جنوب لبنان ما قصة صواريخ الكنافة التي أطلقها النائب الظهراوي في الزرقاء؟.. فيديو افتتاح أول مشروع لتوليد الكهربـاء باستخدام الغاز الأردنـي غدا الخميس حزب الله: فجرنا عبوة ناسفة في قوة للاحتلال وأوقعناها بين قتيل وجريح الشرق الأوسط للتأمين تقر بياناتها وتوزع أرباحاً نقدية على مساهميها بنسبة (7%) القدس للتأمين تعقد اجتماعها العمومي وتوزع أرباح بنسبة 10% على المساهمين ذياب: الضربة الإيرانية أصابت إسرائيل في مقتل وأعادت الاعتبار لمحور المقاومة وأخرجت الناس على الشوارع فرحًا النمري: الضربة الإيرانية على إسرائيل "مجرد رفع عتب" ولم تحقق أي أهداف حقيقية "الثأر لدماء الحبيب هنية".. ما كُتب على الصواريخ الإيرانية قبل انطلاقها نحو مدن الاحتلال - فيديو آفاق للطاقة تعيد تشكيل لجانها الداخلية .. اسماء العبادي: "إيران تصفع نتنياهو بـ 180 صفعة وترفع معنويات الناس" الجيش الإسرائيلي يعترف: قواعدنا العسكرية والجوية تضررت جراء الهجوم الإيراني إسرائيل تعلن الأمين العام للأمم المتحدة "شخصا غير مرغوب فيه" حزب الله: نخوض اشتباكات ضارية مع جنود متسللين لمارون الراس وأوقعنا بهم اصابات محققة