من حقنا جميعا أن نضع ايدينا على قلوبنا تحسبا وخوفا من ازدياد اعداد المتعاطين للمخدرات ولهذه السموم البيضاء, إذ إن الاردن فقد حتى الآن العشرات من الشباب في جرعات زائدة وادمان نتيجة تناول المخدرات، وبالتالي فان القول بان الاردن بلد ممر للمخدرات وليس بلد مقر يحتاج الى اعادة نظر، حرصاً على سلامة ابنائنا ووطننا من انتشار هذه السموم القاتلة.
ادارة مكافحة المخدرات استطاعت وخاصة في السنوات العشر الماضية ان تضع يدها على اعداد كبيرة من مروجي وتجار ومتعاطي المخدرات، وانه لولا هذه الجهود لكانت الكميات التي مرت من الاردن في طريقها لدول مجاورة، او لطرحها في الاسواق المحلية باستطاعتها تدمير حياة عشرات الالاف من ابنائنا اما عن طريق الوفاة عبر الجرعات الزائدة او الادمان او الاصابة بأمراض خطيرة وفي مقدمتها الايدز نتيجة تعاطي الحقن.
سمعنا الكثير من رجال مكافحة المخدرات وبشرح مفصل عن الجهود التي يبذلونها في وضع اليد على عصابات التهريب وملاحقتها في كل مكان بالتعاون مع الدول العربية والصديقة على الساحتين الداخلية والخارجية، ومطاردة المروجين والمتعاطين وكل من يتعامل بالمخدرات بأي صورة من صور التعامل، ووصل الامر الى محاربة المستحضرات الداخلة في صناعة المواد المخدرة.
المخدرات باختصار تولد شعوراً خيالياً عند المتعاطي بعيداً كل البعد عن الواقع، وعند انتهاء تأثير المخدر فان المتعاطي يشعر بالاكتئاب والقلق والغثيان والوحدة، وبالتالي تتولد لديه الرغبة في زيادة جرعة المخدرات وان هذه العملية تسبب له الادمان.
المخدرات كما يؤكد الخبراء والأطباء تلحق الاذى والتدمير بالدماغ والقلب والرئة والكبد والعضلات ويمكنها ان تدمر حياة الانسان.
سمعنا قصصاً عن شباب اقدموا على سرقة آبائهم وامهاتهم، بل وأقدموا على جرائم قتل من اجل الحصول على الاموال لشراء المخدرات، وان احد الاباء دفع بابنته الى ممارسة الرذيلة حتى يوفر ثمن الهيروين الذي يتناوله وأدمن عليه.
معظم الذين بدأوا رحلتهم مع المخدرات عرضت عليهم في المرة الاولى من رفاق السوء وبالمجان لان المدمن يحب ان يخلق له شلة لتناول المخدرات، وان هؤلاء وبعد تناولهم الجرعة الاولى لم يستطيعوا ان يتركوا هذا الطريق، ودخلوا في عالم المخدرات بالصدفة ومن باب التجربة فقط، وانهم تحولوا بين ليلة وضحاها الى اشخاص لا يستطيعون القيام بأي نشاط او عمل يومي دون تعاطي المخدرات.
الاسر الاردنية كلها مطالبة بفتح عيونها على ابنائها، والتأكد من رفاقهم، ومتابعة احوالهم لان هناك علاقات لا تخفى على اب او ام اذا ما وجدا ابنهما وقد حدث له تغيير مفاجىء في سلوكه اليومي، مع كثرة الخروج من المنزل دون سبب، وبدأت الفوضى والاهمال في جميع واجباته، وحتى في مظهره الخارجي، وان هذه الاسر مطالبة ايضاً بالتعرف على كيفية الاكتشاف المبكر للمتعاطين، وان الموقع الالكتروني لادارة مكافحة المخدرات يعطي الاجابة على كل استفسار، ويرشد الاب والام الى أنجع الطرق لتجنيب ابنائهم ولوج طريق المخدرات، ومعالجتهم الفورية عند اي انحراف.