تأسست المخيمات للاجئين الفلسطينيين في الاردن بعد حربي عامي 1967 و1948 حيث تم توزيعهم في تلك الفترات على مناطق مختلفة من المملكة وكان اكثرها في العاصمة عمان حيث استحوذت على العدد الاكبر ومن ثم في محافظة الزرقاء التي انشئت فيها ايضا عدة مخيمات وفي اربد وجرش والبلقاء ومضى على هذه المخيمات في الاردن ما يقارب النصف قرن من الزمان ورغم التغيير في ملامح هذه المخيمات على مدى السنين من الخيم الى الصفيح الى الاسمنت الى طوابق الا ان الطابع الغالب عليها لا يزال هو طابع المخيم وان اختلف الشكل.
هذه المخيمات المنتشرة في الاردن خرجت العديد من الاجيال ومنهم من لا يزال يعيش في المخيم ومنهم من خرج منها الى اماكن اخرى لان المكان لا يمكن ان يتسع للتكاثر السكاني الذي تزايد بأكثر من عدة اضعاف من الناس ان لم يكن اكثر حيث كان عداد سكان الواحد من هذه المخيمات لا يتجاوز عشرة الاف نسمة في احسن الاحوال وهي الان تحتوي بعضها على مئات الالاف وبعضها عشرات الالاف رغم ان هناك اعدادا رحلت منها الى المناطق السكنية الاخرى في المملكة وذلك لان زيادة السكان لا يمكن ان تتناسب مع سعة المساحة التي اقيمت عليها هذه المخيمات فهناك فرق بين اعداد عام 1948 والعام الحالي او الذي سبقه.
الكتل البشرية في هذه المخيمات لا تزال تقاسي من نقص الخدمات وعدم توفرها كما في التجمعات السكانية العادية رغم ذلك يتكيف السكان فيها مع الواقع الموجود هذا الواقع الذي يختلف اختلافا كليا عن حالها عندما بدأت فالحياة في المخيم عادة تكون صعبة جدا وكذلك حياة «البراكيات» او بيوت الصفيح تكون قاسية خاصة مع تقلبات الجو ما بين البرودة القارصة والحرارة العالية ولكن حال السكان الان افضل بعد ان تحولت هذه الخيم والبراكيات الى بيوت من الاسمنت ولكن صفة المخيم وعدم توفر المساحات في السكن مع المعاناة المستمرة مع تقادم الايام فدائما نجد المناطق العادية حياتها افضل من مناطق المخيمات لان هذه المخيمات ورغم مرور فترة طويلة من فان السكن فيها لا يزال لا يعني الديمومة لقاطنيها الا ان يغير الله الاحوال ويبدلها من حال الى حال.
هذه المخيمات أنشئت فيها لجان لتحسين الخدمات وهذه اللجان يجري تعيينها من قبل دائرة الشؤون الفلسطينية لتقوم في بعض الحالات مقام البلديات في المملكة رغم ان المخيمات تتبع لبلديات يبدو ان الهدف منها هو ابعاد صفة التوطين عنها لتكون شاهدا على اللجوء وان لا يتم دمجها في المجتمع الذي تعيش فيه على اعتبار ان اهلها اصحاب حقوق يجب ان تسترد لهم مهما طال الزمن.
ولكن للاسف فان معظم هذه اللجان لا تزال غير فاعلة وغير قادرة على ان تكون ممثلا فعليا للسكان ولا ادري السبب في ذلك رغم ان سكان المخيمات هم الاعرف والادرى ولكن يبدو ان من يمثلهم قد لا يكون منتخبا ومن هنا تأتي الاشكالية فغير المنتخب لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون حاله كما هو حال من اختاره الناس ممثلا وخادما لهم.
فسكان المخيمات دائما يبدون رغبتهم المستمرة في ان يكونوا هم من يشتركون في اختيار هذه اللجان سواء رؤساؤها او اعضاؤها ليعبروا عن حاجاتهم ونقل همومهم وواقعهم الى المسؤولين وان يعملوا على تحسين مستوى الخدمات في هذه المخيمات.
على كل المخيمات بحاجة الى التفاتة حكومية وان لا يقتصر التعامل معها بالزيارات واللقاءات دون تقديم الخدمات الفعلية ودون حل المشاكل المزمنة فيها.