قبل سنوات، لا نستطيع عدّها، كان شعار «القضاء على جيوب الفقر» هو الرائج في السياسة الأردنية، وبعده بسنوات قليلة، تطوّر ليصبح «توسيع الطبقة الوسطى»، وبقينا هناك زمناً، دون جدوى، إلى أن وصلنا إلى شعار «شدّ الأحزمة» حيث قيل في التبرير إن الأردن في خطر اقتصادي محتوم إذا لم نتكاتف جميعاً.
لم نقض على جيوب الفقر، بل قضينا على الفقراء، فأصبحوا متسولين، وبعده صارت الطبقة الوسطى في خبر كان، حيث احتلت مكان الفقراء، وبين هذا وذاك صار الأغنياء طبقة وسطى، أما الأثرياء فقد زادوا ثراء، وعددهم لا يتعدى المئات القليلة بين شعب يبدو انه تعدّى الثمانية الملايين.
في ذلك المسلسل الأردني الطويل، ولا نقول التركي أو المكسيكي أو الهندي، كان الفقراء، وبعدهم الطبقة الوسطى هم الضحية، وكلّ الذين وُعدوا بالتعويض عن «سياسات الإصلاح الصعبة» المتواصلة تحت شعارات مختلفة، وجدوا أنفسهم، في آخر الأمر، أقلّ مالاً، وأكثر فقراً، وأيضاً عرفوا أنّهم أمام لعبة مفضوحة.
«الدفع قبل الرفع» كان واحداً من العناوين، ولكن بعض الأردنيين كانوا يفرحون بقروش تأتيهم بيدهم اليمنى، لتذهب دنانيرهم بيدهم الأخرى، وتطور الامر ليصبح اساليب حكومية لا تخطر على بال، حتى وصلت الى بطاقات ذكية، وليس من هناك اردني ذكي يصدقها.
وللحديث بقية!